في نهائي تاريخي بملعب الصداقة الغابوني جمع بين الكوت ديفوار وزمبيا كانت تونس حاضرة عن طريق مساعد الحكم الأول البشير حسانة. انطلقت المباراة بقوة من جهة زمبيا التي هددت مرمى الكوت ديفوار منذ الدقيقة الأولى عن طريق «سينكا». فريق النجوم كاد يقبل هدفا منذ الدقيقة الأولى ورد على ذلك بمحاولة لم تكن خطيرة وكانت زمبيا منظمة فوق الميدان معتمدة الضغط العالي وتلعب دون مركبات بحثا عن لقبها الأول في تاريخها.. النسخة رقم 28 من بطولة أمم افريقيا لم تكن عادية خاصة على مستوى منتخب «الأفيال» الذي يمتاز بخبرته وبعدد من المحترفين اللامعين في البطولات الأوروبية مقابل خروج جوزاف موسوندا منذ الدقيقة العاشرة نتيجة الاصابة.. تأثر كبير لهذا اللاعب الذي عوضه «مولنغا» في الرواق الأيسر، لكن رغم التغيير الاضطراري لم يجد الكوت ديفوار الحلول أمام وقفة الزمبيين الذين كانت خطوطهم الهجومية قوية من خلال محاولة تهديف ثانية في الدقيقة 13 عن طريق «مايوكا».. كل من جهته سعى إلى كتابة التاريخ بأحرف من ذهب فبينما ركز الكوت ديفوار على المهارات الفردية والكرات الثابتة كانت تماسيح زمبيا تحذق الهجومات المعاكسة حينا وتصنع اللعب أحيانا أخرى مع ضغط عال أقلق الفيلة كثيرا الذين انتظروا نصف ساعة كاملة لخلق أوّل فرصة حقيقية للتهديف لكن كرة «باباتوري» تاهت عن الشباك الشوط الأول كان سيئا بالنسبة إلى الكوت ديفوار حيث لم يستفق الفيلة إلا في الدقائق الأخيرة منه بينما كان التفوق لتماسيح زمبيا الذين تميزوا بعطائهم الجيد دفاعا وهجوما.. في الشوط الثاني كان التساؤل الأبرز، هل بمقدور المنتخب الزمبي اللعب بنفس النسق طيلة 90 دقيقة حيث بدأ الفيلة ضغطهم لكن منذ الدقيقة 55 عاد النسق ليرتفع بضغط زمبي مكنها من ركنيتين في الدقيقة 60 وظهر الارتباك على الايفواريين في عديد المواقف خاصة على مستوى خط الدفاع.. لتتلوهما محاولة هجوم معاكس في الدقيقة 61 والدفاع يخرج الكرة للركنية.. زمبيا وترت الفيلة وضغطت على زملاء «دروقبا» الذين أصبحوا يعولون أحيانا على الهجومات المعاكسة بعد أن قزم الدفاع الزمبي هجوم العمالقة.. الدقيقة 62 اللاعب «غرادان» يأخذ مكان «كالو» الذي كان غائبا طيلة ساعة كاملة لكن لاشيء تغير حيث حصل الايفواريون على انذارين نتيجة الانفعال.. في الدقيقة 69 كاد الفيلة أن يدخلوا التاريخ بحصول «جيرفينو» على ضربة جزاء أضاعها «دروغبا» ومر بجانب الحدث ليزداد التوتر بين الفيلة بينما ضغطت زمبيا التي أنصفها الحظ ومنحها فرصة جديدة. الدقيقة 74 «كاتونغو» يساند شقيقه من ناحية زمنبيا و»كونان» يدعم دروغبا (الكوت ديفوار) وظهر تسابق وتلاحق في الهجومات وقضى «غرادل» على الحلم من جديد في الدقيقة 87 حيث أهدر الهدف القاتل ليحيل المنتخبين على الحصتين الاضافيتين بعد ان مر «مايوكا» في الوقت البديل بدوره بجانب الحدث وتحوّل هدفه المحقق إلى ركنية.. في بداية الحصة الإضافية الأولى حضرت الخبرة من ناحية الايفواريين والطموح من ناحية منتخب بلد النحاس زمبيا فكان النسق مرتفعا حتى بعد ساعة ونصف من اللعب ففي الدقيقة 95 كاد «كرستيوفر» أن يفتتح النتيجة لولا تعاطف القائمة مع الأفيال.. الضغط كبر من الجانبين حتى في الحصة الاضافية الثانية وتنوعت المحاولات بالتسديد من بعيد والتوغلات لكن حارس زمبيا كان أسدا في عرينه بينما كان «كالابا» خطرا على دفاع الفيلة (الدقيقة 108) لكن كل المؤشرات كانت تشير إلى أن المنتخبين سيمران إلى ركلات الجزاء التي تتساوى فيها الحظوظ ومالت الكفة للمنتخب الزمبي بثمانية أهداف مقابل 7 للإيفواريين الذين نحتوا اسماءهم بأحرف من ذهب وأسعدوا الملايين بعد 120 دقيقة بلّل فيها اللاعبون أقمصتهم عرقا لتطوى آخر صفحة للنسخة 28 من بطولة إفريقيا للأمم التي تقاسمت تنظيمها غينيا الاستوائية والغابون...