جددت مصادر صحية مطلعة في تصريح ل"الصباح" تطميناتها بشأن توفر الاحتياطي الكافي من الأدوية بما يغطي ثلاثة أشهر ونصفا من الاستهلاك من مختلف الأصناف الدوائية. مؤكدة في الآن نفسه عدم التأثير البارز لحريق مدينة الدواء ببن عروس الذي نشب ليلة الخميس على وضع التزويد سيما أن الحادثة جدت بجناح فرعي بعيدا نسبيا عن فضاءات الخزن الاستراتيجي. وحصرت ذات المصادر أهم المنتجات المتلفة في عدد من المستلزمات الطبية من ضمائد وأربطة جراحية وبعض أصناف الأدوية الكيميائية التي تقدم مواطنون بطلبيات في توريدها مع التأكيد على توفر بدائل لها بالسوق المحلية. ويعزى التقليل من محدودية تأثير الحريق على سوق الدواء رغم ما أصابها من ارباك في المدة الأخيرة جراء الاعتصامات وعمليات التهريب إلى توفر أكثر من مستودع للأدوية بأكثر من ولاية ما يؤمن سلامة عملية الخزن والحفظ بامتلاك الصيدلية المركزية شبكة متكاملة من المستودعات المركزية والإقليمية تغطي كامل الجهات بصفاقس وسوسة وقفصة والكاف وبن عروس وقريبا مدنين. تتسع لتخزين وتوزيع حوالي 3600اختصاص لفائدة 8459حريفا من القطاعين العام والخاص. وكانت الصيدلية المركزية قدرت قيمة الأضرار الجملية الأولية الناجمة عن حريق مدينة الدواء ب 13,5 مليون دينار. معلنة تعهد السلط الإدارية والقضائية بفتح تحقيق للتحري في أسباب الحادثة وملابساتها.
الدواء مسألة حياتية
في سياق متصل بوضع التزويد بالأدوية وعلى خلفية ما راج في الأيام الفارطة من نقص في الأدوية الكثيرة التداول بفعل انتشار موجة "القريب" جراء التقلبات المناخية القصوى المسجلة قدمت الصيدلية المركزية بيانات مفصلة وشروحات مستفيضة حول أسباب فقدان أو نقص بعض الأسماء التجارية لأصناف من الأدوية ضمّنتها في تقرير تحصلت "الصباح" على نسخة منه. حسب ما ورد من بيانات تعزى الأسباب عموما ودون تخصيص بالوضع الراهن إلى تدخل سلطة الإشراف بسحب بعض الأدوية لما يمكن أن تخلفه من مضاعفات أو سحب بعض الأقساط بعد ثبوت عدم استجابتها للمواصفات العلمية المستوجبة . من الأسباب الكامنة وراء غياب بعض الادوية اختفاء الأسماء التجارية بمفعول آلية الشراء بواسطة المناقصات الدولية وما يترتب عنها من فوز مخابر معينة بتزويد السوق بأسماء تجارية خاصة بها وبالتالي اختفاء الأسماء المتداولة وعادة ما تكون الأدوية البديلة متوفرة حسب التقرير الذي أفاد بأن اعتماد آلية المناقصة مكن من السيطرة على تطور الأسعار وسجلت الصيدلية المركزية في إطار مناقصة 2012انخفاضا في أسعار بعض الأدوية الحياتية والأساسية وصلت إلى حد 87بالمائة مع اقتصاد في نفقات بعض الأدوية بقيمة 14,6مليون دينار يستفيد منها المريض(وهو ما نأمله عمليا) والمؤسسات الصحية و"الكنام" وميزان الدفوعات. ويفسر التقرير نقص الأدوية بوقف توريد الدواء المدعم الذي يتوفر له مثيل مصنع محليا أو مستوردا وغير مدعم وتضم هذه القائمة 91 دواء تقدر قيمة دعمها 10م د سنويا. من الأسباب أيضا وقف استيراد الادوية المصنعة في بعض المخابر وتضم قائمتها 10أدوية ذات تداول هام وتم توفير بدائل للبعض منها. وتوجد وضعيات يصعب فيها توفير البديل نظرا لصعوبات تصنيع تمر بها بعض المخابر المختصة في إنتاجها مما يتسبب في فقدانها لمدة زمنية محدودة عادة وهذه الوضعية تسجل في كافة الدول بما في ذلك بلدان التصنيع. وتضاف لهذه العوامل هذه الفترة ظاهرة التهريب التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة وامتدت إلى بعض الدول الإفريقية نظرا لفارق السعر خاصة بالنسبة للأدوية المزمنة. وفي كل الأحوال تؤكد معطيات الصيدلية المركزية الحرص على توفير البدائل اللازمة لتدارك أي نقص طارئ.