شكري بلعيد: نحتاج لجبهة ديمقراطية واسعة حتى لا تظل الساحة في مربع اليمين فقط عبد الرزاق الهمامي: معارضتنا مسؤولة ولسنا مشروع احتجاج اعتباطي بعد طرح موضوع وحدة التيار الوطني الديمقراطي منذ أفريل الفارط، أعلن كل من حزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة الوطنيين الديمقراطيين التوصل إلى انجاز وحدة الحركتين تحت ما يسمى الاتحاد الوطني الديمقراطي والشروع في بلورة ركائز المؤتمر التأسيسي الذي سيمر بمراحل صياغة برامج ووضع التصورات ونقاش مع مناضلي التيار الوطني الديمقراطي ومن يلتقون معه وذلك قبل نهاية شهر جوان المقبل. وحول أسباب التوحد وأهدافه بين شكري بلعيد الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين، خلال الندوة الصحفية الملتئمة أمس للإعلان عن مسار التوحد، أن الساحة السياسية اليوم في تونس تحتاج لتشكل حزب قوي يكرس وحدة التيار الديمقراطي بكل مناضليه ليكون إضافة نوعية لليسار الديمقراطي في اتجاه بناء جبهة وطنية ديمقراطية.. حتى لا تظل الساحة السياسية اليوم في مربع اليمين فقط. على حد تعبيره.
المعارضة المسؤولة
وحدد التيار الوطني الديمقراطي موقعه كحزب معارض "للترويكا" وهو ما أكده عبد الرزاق الهمامي أمين عام حزب العمل الوطني مضيفا أنها ستكون معارضة مسؤولة الفيصل فيها مدى التزام الحكومة بأهداف الثورة التي لا يراها بصدد التجسّد على أرض الواقع ويعتبر أن ما يحصل اليوم فيه قدر كبير من التراجع والالتفاف على الثورة. وأشار عبد الرزاق الهمامي إلى أن التيار الوطني الديمقراطي ليس قوة عدمية ولا مشروع احتجاج اعتباطي بل له رؤية بديلة ومقترحات بناءة في إطار الشراكة مع العائلة الديمقراطية الموسعة. ووجه الهمامي رسالة لمن قال إنهم يعملون على تفرقة شمل الديمقراطيين ويتنصلون من انتمائهم للتيار اليساري رغم أنهم قوى سياسية وصفها بالمحترمة وبأنها لعبت دورا في الدفاع عن الديمقراطية والمدنية، وقال بهذا الصدد "نحن نعاتب هؤلاء ونقول لهم ان مسار البلاد لا يحتمل غلق الأبواب أمام تكتل القوى السياسية". التحالفات المقبلة وبشأن تموقع التيار الوطني الديمقراطي في ظل التكتلات التي تشهدها الساحة السياسية بعد الإعلان عن تشكل أكثر من جبهة. أشار شكري بلعيد إلى أن المرحلة الحالية التي وصفها بالتكتيكية والاستحقاقات الانتخابية القادمة تفرض التحالف مع كل القوى التي تلتقى مع التيار الوطني الديمقراطي وتشكل حليفا موضوعيا على قاعدة الخطط والبرامج وبالتالي فطبيعة التحالفات ستكون على قاعدة "المهّمة" لا على قاعدة الإيديولوجيا. وبين أن المسار الثوري اليوم على المحك في ظل الهجمة الشرسة على الإعلام وعلى اتحاد الشغل ومحاولة ربط البلاد مع بعض الدوائر ذات العلاقة بالكيان الصهيوني وهي كلها مستجدات تفرض أكبر جبهة تحالف ممكنة. وأوضح محمد العقربي عن حزب العمل الوطني الديمقراطي أن التيار الوطني الديمقراطي يلتقى مع حركة الشعب ومع حزب الطليعة العربي الديمقراطي وحزب العمال الشيوعي كما يثمن مبادرة الحزب الوسطى الكبير وعمله داخل المجلس التأسيسي مشيرا إلى أن امكانية العمل معه واردة وهناك اتصالات ونقاشات للغرض. كما أشار إلى أن الالتقاء ضروري أيضا مع مبادرة القطب الحداثي.