انقطاع متكرر للهاتف والكهرباء.. ومرافق منقوصة تعتبر المنطقة الصناعية بأوتيك من أقدم المناطق الصناعية بولاية بنزرت ورغم عراقتها فهي تعاني من عديد النقائص مما أفرز العديد من الصعوبات للمنتصبين والعاملين فيها. وقد تعالت في الآونة الأخيرة أصوات الصناعيين جراء انعدام بعض المرافق الشيء الذي اثر سلبا على سير نشاطهم وترويج منتوجاتهم وخاصة عزلتهم عن المتعاملين معهم نتيجة الانقطاع المتكرر للهاتف. اما العمال فان المشاغل التي يواجهونها كثيرة وفي مقدمتها النقل. « الصباح» زارت المنطقة الصناعية وتحدثت الى عدد من اصحاب المصانع والعمال وتعرفت على حجم المعاناة والمتاعب التي يلاقونها. يوم زيارتنا كان يوما ممطرا وقد عاينا كثيرا من الطرقات المليئة بالحفر وبعضها عميق تجمعت فيها المياه والنتوءات وبعضها بارز وحاد « كالموس» وفي النهاية أسلمت سيارتنا الروح فلجانا الى صاحب سيارة رباعية الدفع وكانت مفاجآت عديدة في انتظارنا قبل الوصول الى غايتنا فهذه قطعان من الأغنام تشق الطريق أمامنا وهذه كلاب سائبة وكثبان من الرمال ونباتات مرتفعة وسط الطريق علاوة على فواضل بناء ومنتوجات بعض المصانع مكدسة على مختلف جوانب الطرقات.
انعدام البنية التحتية ومغادرة المستثمرين
بداية حديثنا كانت مع السيد محمود بن عمر وهو صناعي و رئيس مجمع الصيانة والتصرف الهيكل الذي يشرف على أعمال الصيانة بالمنطقة الصناعية فذكر لنا أن المنطقة بعثت سنة 1980 على مساحة 36 هكتارا بها 78 مقسما وتضم 82 مصنعا وحاليا بها 43 وحدة صناعية في طور الانتاج 13 منها مصدرة كليا مضيفا ان الجهود منذ البداية كانت مركزة على بعث المشاريع مما جعل حالة المنطقة تتدهور سنة بعد سنة وسنة 2007وقع اقرار برنامج لإعادة تهيئة المنطقة الصناعية وللغرض تم بعث مجمع الصيانة والتصرف غير ان رفض الصناعيين دفع مساهماتهم حال دون تبلور المشروع الأمر الذي زاد في تفاقم الأوضاع داخل المنطقة وأصبحت تعاني من انعدام تام للبنية التحتية ومما زاد الطين بلة السرقات المتكررة لشبكة الاتصالات مما دفع عددا من المستثمرين الى مغادرة المنطقة الصناعية. وأضاف رئيس المجمع قائلا إن دراسة لإعادة تهيئة المنطقة الصناعية بينت ان المصاريف اللازمة لذلك تبلغ 2,8مليار تخص انجاز الطرقات والكهرباء والترصيف وتعهدت الدولة بدفع 50 بالمائة والبقية يدفعها الصناعيون بقيمة 7 دنانير عن كل متر مربع ورفض الصناعيون دفع مساهماتهم اذ روا ان المبلغ المطلوب مشط باعتبار انه في مناطق صناعية أخرى بالولاية لاتتجاوز المساهمات دينارين للمتر المربع الواحد كما ان الصناعيين برروا رفضهم دفع مساهماتهم بدعوى انهم عندما دفعوا ثمن الارض التي انتصبوا عليها ورد في كراس الشروط ان المنطقة مهياة وراوا انه لاداعي لدفع معلوم ثان مع تعهدهم بالمساهمة في اعمال الصيانة فقط.
طموحنا الانخراط في المواصفات العالمية
يذكر «مروان التركي» وهو صناعي ان الشركات المنتصبة بالمنطقة الصناعية معظمها مصدرة وفي هذا الاطار فهي مطالبة بان تنخرط في المواصفات العالمية وهذا مرتبط اساسا بالبيئة وحالة المنطقة فركود المياه وحالة الطرقات وانعدام شبكات التطهير مشاغل تزعجنا علاوة على السرقات المتكررة لشبكة الهاتف والتي اصبحت تؤرقنا حيث تكبدنا مصاريف اضافية ورغم ذلك نعيش في عزلة تامة مع حرفائنا ورغم تعدد النداءات فان السرقات متكررة وطالب باجراء دراسةحول حاجيات المنطقة في مجال النقل العمومي قصد بعث خط قار للحافلة.
أخطار تهدد البيئة
السيد انيس خنشوش صناعي قال ان المنطقة الصناعية تنعدم بها شبكات تصريف مياه المصانع وتصريف مياه الامطار والمياه المستعملة كما ان انسداد وادي « تليل « المحاذي للمنطقة يساهم في كثير من الاحيان في تلوث المنطقة فتعمد البعض القاء فواضل به وعدم تعهده بالجهر والصيانة من قبل وزارتي الفلاحة والتجهيز يساهم في ركود المياه بالمنطقة الصناعية هذا بالاضافة الى اختلاطها بالمياه التي تفرزها المصانع مما شكل خطرا على صحة المارة وحالة الطريق وتعطل الحركة التجارية وتلوث المحيط والمائدة المائية واقترح ايجاد مصب لنفايات المصانع وتركيزشبكات تصريف المياه. وعلى اثر الامطار الاخيرة تعطل العمل بالمنطقة الصناعية نظرا لارتفاع منسوب الماء بالوادي المحاذي لها نتيجة عدم جهره وعدم وجود قنوات تصريف مياه الامطار وقد تسربت المياه داخل عدد من المصانع.
انقطاع متكرر للهاتف وعزلة مع الخارج
ومن جانبه تحدث نورالدين التركي بكل حماس عن حجم المعاناة التي يواجهها جراء الانقطاع المتكرر للهاتف وما سببه من احراج مع حرفائه بالخارج نتيجة انعكاس ذلك على مواعيد تسليم البضاعة والسير الطبيعي للعمل لانجاز الطلبيات مؤكدا ان الهاتف يعتبر العمود الفقري لعمله وخاصة في التصدير الذي يشترط الهاتف والفاكس والانترنات وامام تقطع الانتفاع بخدمة الشبكة الهاتفية اكثر من 10 مرات خلال شهرين فقط نتيجة السرقات المتكررة لجأ بعض الصناعيين الى الاشتراك في منظومة اللاسلكي الا ان تكاليفها باهظة.وابدى امتعاضه من انعدام الانارة في كامل المنطقة الصناعية مشيرا في الان نفسه الى سلسلة البراكاجات التي تعرض اليها بعض العمال والى توفر المناخ الذي يشجع على ارتكاب السرقات ولاحظ انه يحصل بين الحين والاخر انقطاع بالتيار الكهربائي مما ينتج عنه اتلاف عديد التجهيزات باهظة الثمن وطالب بتحسين الضغط الكهربائي وتجديد شبكة الاتصالات بالتخلي عن الاسلاك النحاسية التي يلاحقها اللصوص العمال يعانون الامرين في التنقل. وتحدثت «الصباح» الى عدد من الحراس والعملة وهم كمال هذلي, رضا النوالي, سناء ديلو,لطفي طرابلسي ,هدى بن نصر ,رضا حامدي , نبيل ستيلي, يوسف دريدي , عادل الجلاصي وايضا الى سائق سيارة نقل ريفي يدعى وسيم مرزوقي التقينا بهم في اماكن مختلفة من المنطقة الصناعية وقد اجمع اغلبهم على ان ما هو متوفر الان في خصوص التنقل لا يفي بالحاجة ولايستوعب اغلبية العمال واكد بعضهم ان النقص في النقل كان له انعكاس سلبي على فرص التشغيل رغم توفر مواطن الشغل خاصة في الفترات المسائية والليلية كما ان فترات الذروة تشهد اكتظاظا وكثيرا ما يعود بعض العملة الى منازلهم على ارجلهم لغياب وسائل النقل واكد بعضهم على ضرورة التفكير في اضافة رخص جديدة للنقل الريفي مع دعوة شركة النقل الى بعث خطوط قارة بالمنطقة الصناعية خاصة في المساء والليل اضافة الى توفير محطات تحمي المسافرين من المؤثرات الطبيعية واشار محدثونا الى عدم توفر الانارة في شوارع المنطقة الصناعية.