اِلتأم أمس الملتقى الأول لمقاومة العنف في الملاعب بإشراف وزارة الشباب والرياضة، وتحت شعار لا تقتلوا الرياضة. وفي كلمة الافتتاح قال وزير الشباب والرياضة طارق ذياب أن المشهد الرياضي في تونس أصبح قاتما، وأن الأمور وصلت إلى ممرّ ضيّق، لا يمكن الخروج منه إلا إذا تضافرت جهود جميع الأطراف للقضاء نهائيا على هذه الظاهرة التي تسببت في موت بطيء للرياضة التونسية. واتهم الوزير قلة قليلة من الذين يريدون تعكير الأجواء واستغلال الفضاءات الرياضية لتحويلها إلى ميدان لتصفية الحسابات الضيقة، متخذة العنف وسيلة لبث الفوضى، كما وجه اللوم إلى المسؤولين واللاعبين والحكام، عن الانفلات في الملاعب، وذلك لعدم تحملهم لمسؤولياتهم كاملة وانحصار اهتمامهم في تحصيل العائدات المالية، خدمة لمصالحهم الضيقة. وفي سياق حديثه عن كواليس وزارة الرياضة، قال طارق ذياب كلاما خطيرا، حيث وصفها بمرتع كبير للفساد المالي والإداري، معبرا عن ذهوله لما لمسه من تجاوزات خطيرة في الوزارة التي قال أن البعض يعتبرها البقرة الحلوب التي تقوم بعض الأطراف باستغلالها واستنزاف مواردها بطريقة غير شرعية، وفي هذا الإطار أكد الوزير على أن عملية التطهير بدأت بالوزارة نفسها، وذلك بإزاحة بعض الوجوه التي ثبت تورطها في الفساد المالي، لتمتد يد المحاسبة والمراقبة إلى بقية الجامعات الرياضية دون استثناء وقد تمّ رصد الكثير من التجاوزات المالية والإدارية. كما شدّد طارق على أن بداية الإصلاح تبدأ بإزاحة الوجوه القديمة من المشهد الرياضي، خصوصا في الجامعات ومنح الفرصة للشباب، وفي هذا الصدد ستتمّ مطالبة الجامعات وإداراتها الفنية بإعداد برامج عمل تساهم في الرقي بالرياضة. مع العمل على تفعيل دور المدارس ودور الشباب والارتقاء بالجمعيات الصغرى. الوزير حذر من مغبة تحويل الملاعب والقاعات الرياضية إلى قبلة للأحزاب السياسية، حتى لا تتحول إلى فضاءات للدعاية، ودعا إلى الابتعاد عن التعصب الحزبي رافضا تدخل الأحزاب في الرياضة. وبخصوص مسألة "الويكلو" أكد الوزير أن هناك سعيا لإلغائه في قادم الجولات وأن هذا القرار سيتم اتخاذه بالتنسيق مع وزير الداخلية الذي أكد أنه ضدّ لعب المباريات بدون حضور الجمهور.
العريض يقترح الحلول
من جهته أبرز وزير الداخلية علي العريض أن العنف في الملاعب أتى على الأخضر واليابس، وفي هذا السياق ذكر الإحصائيات المسجلة منذ جانفي 2011 إلى غاية 15 فيفري 2012 مشيرا إلى حصول 200 حادث عنف منها 25 في المنستير و24 في تونس و20 في سوسة وأوقف الحكام المباريات في 29 مناسبة وتمّ اجتياح الميادين في 26 مرة فيما وقع الاعتداء على الأمن في 29 مناسبة والحكام في 16 مناسبة. وقد اقترح العريض العديد من الحلول، يتلخص أهمها في الترفيع في عدد قوات الأمن في الملاعب وفرض الرقابة بتصوير جميع أركان الملاعب وتحسيس وتوعية الأفراد والتخفيض في حدّة الخطاب الإعلامي إضافة إلى تعهد الجمعيات الرياضة بالقيام بدورها على أحسن وجه كما أكد حرصه على خوض المباريات بالجمهور لكن دون فوضى وعنف. وقد شهد الملتقى نقاشا مطولا ومداخلات من وجوه رياضية خصوصا رؤساء أندية الهواة والرابطة الثالثة وتمحورت أساسا حول الصعوبات المادية التي تعترضهم، وكالعادة تحوّل النقاش إلى طلب للمساعدات المادية من قبل الأندية الصغيرة..
خالد حسني ديقاج !
تدخل الوجه الرياضي خالد حسني كان مثيرا للجدل حيث تطرق إلى ضرورة منع دخول المشجعين في حالة سكر، والذين يتعاطون المخدرات لأنه وحسب رأيه، هاته الفئة هي التي تتسبب في الفوضى والعنف داخل الملاعب واتهم المسؤولين الرياضيين بتسهيل دخول هؤلاء إلى الفضاءات الرياضية، وأثار رأيه هذا حفيظة بعض الحاضرين الذين قاطعوه ورفعوا في وجهه شعار ديقاج. وجيه الوافي ونجاة أبيضي