تونس الصباح تعود الساحة السياسية إلى جملة من المطارحات الأساسية التي تقوم في أغلبها على تحديد الملامح الممكنة لصياغة دستور توافقي للبلاد. وان بدت ملامح الاتفاق على جملة من المبادئ التي سيؤثثها الدستور كحرية المعتقد وحق التنظم والتظاهر والصحافة والطبع والنشر فان مسألة إدراج الشريعة الإسلامية بقيت محور نقاشات بين مختلف الاطراف الحزبية التي انقسمت بين رافض ومؤيد. ولئن كانت مواقف بعض الأحزاب واضحة وضوح الشمس بقبول الشريعة من عدمها فان أحزابا اخرى مازالت لم تحدد موقفها النهائي بعد وبدت جليا حالات الاختلاف بين أعضاء المكتب السياسي الواحد. وقد بدا جدل الشريعة في الدستور عندما دعا بعض نواب حركة النهضة في المجلس إلى اعتماد الشريعة كمصدر أساسي للتشريع على غرار رئيس الكتلة النيابية للحركة صحبي عتيق. كما تمت الدعوة إلى مظاهرة للتنصيص على الشريعة كمصدر وحيد للتشريع وقد عملت الحركة مؤخرا على استبدال مصطلح الشريعة بمصطلح منظومة القيم الإسلامية. ومن بين الأحزاب التي لم تحدد موقفها بعد من مسالة التشريع تبقى النهضة أهمها حيث ظهرت حالات الاختلاف بين قياديي الحزب بين من يوصفون بالتقليديين وبالمنفتحين. ولم يحدد أصحاب دعوة اعتماد الشريعة في الدستور بدورهم صفة مؤكدة لذلك إذ أن هناك دعوات تقوم على اعتماد الشريعة كمصدر اساسي للتشريع في حين أن آخرين يرون اانه يمكن للشريعة أن تكون مصدرا من مصادر التشريع. وإذ برر دعاة الشريعة موقفهم هذا بالقول انه الا حكم إلا بما أنزل اللهب فقد حاولت بعض الشخصيات الإسلامية التأكيد اعلى أن الإسلام لا يتعارض مع مبدإ الديمقراطية المكفولة بمقتضى مفهوم الشورى ومبدإ الحريات. في الجهة الأخرى يقف دعاة الدولة المدنية بما تحمله الكلمة من معاني التحرر والحرية والمساواة والذين عبروا يوم 20 مارس عن رفضهم لأي مس بالمبادئ المدنية والحقوق الكونية للإنسان. وبالعودة إلى مواقف الأحزاب المكونة للمجلس الوطني التأسيسي يتبين التالي:
انقسام واضح بين مختلف مكونات الحزب لا سيما بين القيادات والقاعدة
حزب النهضة يرفض حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يرفض حزب التكتل يرفض الحزب الديمقراطي التقدمي يرفض حركة التجديد يرفض حزب العمال الشيوعي التونسي يرفض آفاق تونس يرفض حزب المبادرة يرفض حركة الديمقراطيين الاشتراكيين يقبل تيار العريضة الشعبية يقبل الاتحاد الوطني الحر يرفض حركة الوطنيين الديمقراطيين يرفض حركة الشعب يرفض الحزب الليبرالي المغاربي يرفض حزب الأمة الثقافي الوحدوي يرفض