الداغر إحدى مناطق الهيشرية من معتمدية سيدي بوزيدالغربية مأساتها في الوضع الاجتماعي لمتساكنيها .ففي زيارة ميدانية لبعض الأسر بالمنطقة لمسنا معاناة وأوجاع. فقد ذكر غزال جلالي من مواليد 1979 -عاطل عن العمل منذ 2005 تاريخ إحرازه على شهادة الاقتصاد والتصرف والعائل الوحيد لوالديه المعوزين- أن السبب الرئيسي حسب اعتقاده في حرمانه وإخوته التسعة من الحق في الوظيف العمومي والشغل عموما هو انتماء العائلة إلى حركة "النهضة" زمن العهد السابق. وبطبيعة الحال فإن الأسلوب المعتمد من قبل النظام آنذاك هو الإقصاء من الحق في العيش الكريم وهذا الحرمان ينضاف إليه في نفس السياق إقصاء والد غزال يوسف وعمره 86 عاما الذي رغب في القيام بمناسك الحج من خلال تقديم مطلبه في 6 مناسبات باءت كلها بالفشل أما الأم فهي تعاني من مرض خطير لم تقدر على علاجه في غياب وسائل الإحاطة الاجتماعية كبطاقة علاج أو منحة عجز أو غيرها..لتتجسد إذن مظاهر الفساد الإداري الذي استبدل شعار خدمة المواطن بخدمة النظام وتوغل في هذه المناطق النائية وليقصي أهلها من حق الوجود برمته من خلال التضييق السياسي وغيره من تقنيات لي الذراع وهي ممارسة أقل ما يقال عنها أنها قذرة إذا ما تعلّق الأمر على سبيل الذكر لا الحصر بوضعية الشابة زينة الأليمة التي زرناها وتبينا حجم مأساتها الإنسانية فهي تبلغ من العمر 34 سنة ومعوقة عضويا وذهنيا ولم تسلم في بدنها سواء حاسة السمع. ولكن ماذا تفعل بالسمع وهي لا تقوى على التعبير عن أوجاعها بغير آهات متتالية ومرعوبة من كل شيء ومن محيط عاجزعن تخفيف وطأة معاناتها. هذه الحالة وحسب ردود مسؤولين في الشؤون الاجتماعية والداخلية سنوات 2002 و2007 لم تحرك لديهم ساكنا ووصفوها بأنها لا تمثل أولوية وأنه يتعين عليها انتظار برامج قادمة، أما والدها الذي كل ولم يمل من احتضان ابنته فلا يطالب إلا بإعانة قارة تمكنه من القيام بواجبه تجاه فلذة كبده وهو العائل لأسرة تتكون من 8 أفراد لا حول لهم ولا قوة إزاء وضع معيشي متردّ على جميع المستويات وتحمل زينة بطاقة معوق تحت عدد 2828/ 435153، فمتى تنفرج الأوضاع بهذه المنطقة المنسية؟