كان من المفترض أن يعقد اليوم لقاء في مدينة أريحا بالضفة الغربية بين محمود عبّاس وإيهود أولمرت للتباحث بشأن عديد الملفات العالقة وتحريك مسار السّلام... ولكن هذا اللقاء تأجّل إلى موعد لم يحدّد بعد بسبب رفض إسرائيل خلال مفاوضات تحضيرية لهذا اللقاء الردّ على طلب فلسطيني باستعادة مئات ملايين الدولارات من الضرائب والرسوم التي جمّدتها الحكومة الإسرائيلية منذ عدّة أشهر لحساب الفلسطينيين. وهذا التعثر الجديد في استئناف المفاوضات بشأن قضايا عديدة أبرزها حسب الجانب الفلسطيني مسألة الجدار العازل والاستيطان والأسرى والأموال المجمّدة وسياسة الحصار الاقتصادي دفعت اللجنة الرباعية الدولية الخاصّة بالسّلام في الشرق الأوسط إلى دعوة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى اجتماع في مصر للنظر في هذه المسائل العالقة أملا في تحريك عملية السّلام. والاجتماع المنتظر عقده يوم 25 جوان الجاري في القاهرة فرضته - في نظر اللجنة الرباعية - الأوضاع المتدهورة في المنطقة بما في ذلك الاقتتال والعنف بين حركتي «حماس» و«فتح» والتصعيد الإسرائيلي المتواصل ضدّ نشطاء فلسطينيين إضافة إلى سياسة الاغتيالات والمداهمات والاعتقالات التي لم تستثن مسؤولين في الحكومة الفلسطينية ونوابا في المجلس التشريعي. لقد عبّرت اللجنة الرباعية المؤلفة من الأممالمتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي عن عزمها تنسيق سلسلة من الاجتماعات خلال الأشهر المقبلة مع طرفي النزاع في المنطقة وجامعة الدول العربية لمتابعة مبادرة السّلام العربية وجهود تحريك مسار المفاوضات وإحياء الأمل في عودة السّلم والأمن هناك.. وهذا المسعى الدولي الذي طال انتظاره يقترن بالذكرى الأربعين لحرب جوان 1967 وما نتج عنها من احتلال لكامل الأراضي الفلسطينية وسيناء المصرية والجولان السورية... وما خلفته من تشرد ومآس مازال يعاني منها الفلسطينيون إلى اليوم. وهذا الإرث من الكراهية واليأس والإحباط طوال أربعين سنة اختزلته المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في هذه الذكرى بالقول: «ان الاحتلال يجب أن يفتح الطريق لحل سياسي دائم يسمح للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حدّ سواء بالعيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها دوليا»... مضيفة «أنّ القيود العسكرية الإسرائيلية قلّصت حرّية التحرّك والحصول على الخدمات الصحية والتعليمية والعمل... وأن حقوق الإنسان الفلسطيني لا يمكن أن تكون محل تفاوض أو تسوية.» ولعلّ في هذا التحرّك الجديد للرباعية في هذه الأيام بالذات إقرارا بأنّ حرب 1967 تبقى فصلا غير مكتمل طالما أنّ حق الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة أمر مشروع بل مقدّس... وأن لا شيء يوقف نضاله من أجل ذلك.