- استفاقت مدينة تالة صباح الامس (حوالي الساعة السابعة صباحا) على وقع حادث مرور اليم بوسط المدينة خلف 4 قتلى وعديد الجرحى وخسائر مادية فادحة.. الحادث لم يكن عاديا وهو ليس اصطداما بين وسيلتي نقل بل تمثل في انفلات شاحنة ثقيلة كانت محملة باكياس السميد تعطلت مكابحها في الشارع الرئيسي لتالة المتميز بانحداره الشديد وعجز سائقها عن التحكم فيها مما ادى الى دهسها لكل من اعترض طريقها من سيارات ودراجات نارية ثم صعدت على الرصيف وحطمت ما اعترضها من اشجار واعمدة كهربائية ولم توقفها غير جدران المحلات التجارية التي هدمت جانبا منها .. وكانت الحصيلة الى حد بعد ظهر الامس حسب مصادر طبية ثلاثة قتلى ماتوا على عين المكان و15 جريحا نقل 6 منهم للمستشفى الجهوي بالقصرين فتم الاحتفاظ بثلاثة حالتهم حرجة بقسم الانعاش والبقية تم ايواؤهم بقسم الجراحة اما الجرحى الاخرون فقد تلقوا الاسعافات الاولية وغادروا مستشفى تالة .. اما الخسائر المادية فكانت هي الاخرى كبيرة حيث "عجنت " الشاحنة في طريقها سيارة خفيفة جديدة حولتها الى كوم من الحديد واصابت اخرى باضرار فادحة ودهست سيارة اجرة ولم تبق منها غير اجزاء من هيكلها الخارجي ودراجة نارية حطمتها تماما واصابت عديد المحلات التجارية باضرار كبيرة وقلعت 3 اشجار على الرصيف واحد الاعمدة الكهربائية وتناثرت اكياس السميد على مساحة كبيرة من مكان اصطدامها بالمحلات التجارية واختلط السميد بدماء القتلى والجرحى في مشهد فظيع .. وحسب شهود عيان فان الشاحنة التي كانت قادمة من القصرين في اتجاهها الى الشمال عوض ان يسلك بها سائقها الطريق الجانبي الاقل انحدارا الذي لا يشق وسط المدينة فانه خير المرور من الطريق الرئيسي ولما حاول استعمال الفرامل للتخفيف من سرعتها بفعل المنحدر الحاد لم يستطع لان " الهواء " الذي يشغل الفرامل نفذ فلم يعد قادرا على التحكم فيها فحصلت الكارثة ..ومثل هذه الحوادث عرفتها مدينة مدينة تالة سابقا في عديد المناسبات كان اخرها في الصائفة الفارطة نتيجة غياب طريق حزامية تخصص لمرور الشاحنات وتكون بعيدة عن قلب المدينة وهو مطلب ملح نادى به اهالي تالة منذ سنوات طويلة وجددوا ذلك بعد الثورة خلال اجتماعات اللجنة الاستشارية الجهوية بالقصرين التي اقترحت المشاريع ذات الاولوية لبرمجتها في الميزانية التعديلية لسنة 2012. وقد خلف هذه الحادث حالة من الحزن العميق أعقبت صدمة الساعات الاولى صاحبتها حالة من الاستياء على الاوضاع التي تعرفها مدينة تالة منذ اندلاع الثورة والمتمثلة في غياب شبه كلي للأمن وتصاعد الانحراف والانفلاتات المختلفة وذلك رغم المطالب المتكررة التي رفعها سكانها للمسؤولين لتعزيز الامن وعلمنا انه سجلت عمليات اعتصام وغلق للطرقات بعد الحادث المذكور واحتجاجا على غياب الامن وتكاثر حوادث المرور وتدهور الاوضاع بصفة عامة في كافة المجالات. يوسف أمين