يواصل الفريق الفني والتقني لمسلسل قناة نسمة والذي يحمل عنوانا مؤقتا «من أجل عيون كاترين» تصوير أحداث هذا المسلسل في منطقة قصر هلال بالساحل التونسي وتدور مشاهد العمل الاجتماعي لرمضان 2012 في قرية شاطئية، حيث يصور سيناريو رفيقة بوجدي انعكاسات ظاهرة الهجرة غير الشرعية (الحرقة) نحو أوروبا على حياة العائلات التونسية وخصوصا أبنائها من الشباب. تنطلق الأحداث بمحاولة بعض أبناء القرية الهجرة خلسة نحو الضفة الأخرى فيما يبحث غيرهم عن طرق أسهل كالزواج ببنات المهاجرين أو مغازلة عجائز أوروبا وهي صور ومشاهد تكشف مدى الصراع الذي يعيشه شبابنا بين واقعه المزري والبطالة المتفشية في المجتمع وبين الحلم بمستقبل مشرق على أراضي أوروبا لتكون خاتمة الحلقات إيحاء بماهو بوادر ثورة 14 جانفي بعد أن تداولت الألسن في ميناء القرية خبر حرق شاب لنفسه يدعى محمد البوعزيزي... أما عنوان العمل «لأجل عيون كاترين» ورغم أنه مازال مؤقتا إلا أن دلالته لا تتعلق باسم إحدى بطلاته «عائشة الخياري» - في ثاني تجاربها الفنية بعد مسلسل «صيد الريم»- فحسب وإنما يوحي بالتمزق بين عالمين مختلفين من حيث العادات والثقافة والانتماء بين أوروبا الغنية المتفتحة والحرة وبين تونس البلد العربي والإفريقي المتخبط في مشاكل اقتصادية بسبب سوء تصرف ساسته.
عندما تختلط الهويات عند «كاترين» التونسية الفرنسية
وتجسد عائشة الخياري في هذا المسلسل الرمضاني شخصية «كاترين» الفتاة ذات الجذور الفرنسية من جهة الأم والتي برزت في زرقة عينيها وتعيش في عائلة تونسية بعيدا عن ثقافتها الأخرى فتختلط الهويتان في جسد الفتاة وتحولها لشخصية متناقضة تبحث عن ذاتها كغيرها من شباب القرية الساحلية أما الممثل النجم فتحي الهداوي فيؤدي شخصية «الرايس نور الدين» وهو من الأبطال الذين يتمحور حولهم العمل الدرامي ويساهمون في تحويل أحداثه وتطورها. ويضم «لأجل عيون كاترين» عديد الممثلين يتجاوز عددهم 120 منهم عاطف بن حسين ومحمد السياري العائد إلى الدراما بعد غياب سنوات عن التلفزيون ومقدمة برامج «نسمة تي في» «مها الشطور» إضافة إلى أغلب وجوه الدراما الرمضانية على غرار علي بالنور، صلاح مصدق، درصاف مملوك، ليلى الشابي، فتحي المسلماني، قابيل السياري، أمال البكوش، دليلة المفتاحي، جمال المداني، زهير الرايس، عيسى حراث، ريم البنا، نادرة لملوم، لطفي العبدلي، محمد ريع، معز التومي، محمد الداهش، منال عبد القوي ومنال عمارة. وللتذكير فإن مسلسل قناة نسمة الدرامي يتناول ظاهرة «الحرقة» في ثلاثين حلقة مدة الواحدة 45 دقيقة كما انطلقت عملية مونتاجه مع مرحلة التصوير التي تتواصل إلى غاية جوان القادم وذلك ربحا للوقت. وتصور مشاهد «من أجل عيون كاترين» في كل من سوسةوقصر هلال ومدينة هرقلة وحددت ميزانية العمل بمليوني دينار وهو من انتاج قناة نسمة وضفاف للإنتاج لصاحبها نجيب عياد كما يعد هذا المسلسل أول لقاء يجمع فتحي الهداوي بالمخرج حمادي عرافة العائد إلى الإخراج بعد سنوات من الغياب قضاها على رأس إدارة قناة تونس الثانية.