أحد أبطال إعلام التضليل والتطبيل من أولئك الذين أكلوا على موائد السحت النوفمبري وباعوا ضمائرهم لبن علي وكانوا أعوانا له على الشعب التونسي وشاركوه بالتالي جرائمه البشعة في حق أبنائه من خلال صمتهم الجبان والمتواطئ والتحريضي على الظلم والقهر والفساد والاستبداد... أحد هؤلاء يا سادة بلغت به الوقاحة والصفاقة في يوم من الأيام والمجرم بن علي في أوج فساده وتجبّره إلى حدّ أن كتب على صفحات جريدته معلنا عن سروره وامتنانه وافتخاره بتلقيه ميدالية 7 نوفمبر الذهبية التي دأبت الرئاسة على «إهدائها» للمتواطئين مع المجرم بن علي في مختلف القطاعات في ذكرى التحوّل اللامبارك من كل عام... صدّقوني،،، بأم عيني قرأت يومها الخبر وإلى جانبه صورة للميدالية الذهبية وقد كانت المرّة الأولى التي أرى فيها تلكم الميدالية... أكتب هذه الكلمات لا لأقول أن صاحبنا لا يزال إلى اليوم «يضرب يصرع» وأنه لا يجد حرجا في «مدّ» وجهه وفي حضور البرامج الإذاعية والتلفزية وفي أن يرفع صوته متقمّصا دور المدافع عن حرية الإعلام ومنددا بصمت الحكومة على مظاهر التطرّف والإعتداء على الحريات الفردية والعامة !!! فهذه لم تعد غريبة... وإنما أكتب لأن محافظ البنك المركزي، الأستاذ مصطفى كمال النابلي وهو يردّ على تساؤلات عدد من نواب المجلس التأسيسي في إطار جلسة الاستماع التي عقدتها خلال الأسبوع المنقضي لجنة الإصلاح الإداري أتى على ذكر هذه الميداليات الذهبية باعتبارها شكلا من أشكال الفساد والإهدار للمال العام مفيدا أنها (الميداليات) كلفت البنك المركزي 27 كيلو غراما من الذهب الخالص وأنه إلى اليوم لم يقع استرجاعها ولا أحد يعلم أين هي... لي صديق يعمل صائغي ويحمل ما يعرف لدى أهل القطاع ب«طابع العرف»... صديقي هذا طالما اشتكى لي من الفساد الذي نخر المهنة في عهد دولة المجرم بن علي وحوّلها إلى رهينة لدى «بارونات» سوق الصاغة في كل ولاية من الولايات إلى درجة أن الصائغية الصغار من أمثاله من حاملي «طابع العرف» لم يعودوا قادرين ماديا حتى على اقتناء حصّتهم الدورية المعلومة من الذهب من البنك المركزي... صديقي هذا يا سيد كمال النابلي يقرئك السلام ويقول لك «صحّ النّوم» ويعلمك أنه شخصيا كان شاهدا على عمليات بيع سرية لعدد من هذه الميداليات الذهبية النوفمبرية إلى بعض كبار الصائغية... لذا لا داعي لأن تتعب نفسك في البحث عنها يقول لك لأنها ببساطة «تعجنت وتباعت» أي عُجِنَتْ وبيعتْ بالعربي !!! بقيت هناك بعض الملاحظات التي لا بدّ من تسجيلها على هامش فضيحة الميداليات الذهبية هذه... أوّلها: أين كان «أشاوس» البنك المركزي يوم كان نظام المجرم بن علي يستبيح أموال الشعب ويسطو سنويا على هذه الكميات من الذهب الخالص ليقدّمها في قالب رشوة لأتباعه وأذنابه من إعلاميين وغيرهم والتي بلغ وزنها الجملي 27 كيلوغراما؟ ثانيها: هل يعتبر صمت البنك المركزي عن هذه التجاوزات الخطيرة مشاركة منه في الجريمة... أما الثالثة فتخصّ هؤلاء اللاأبطال الذين نالوا سنويا نصيبهم من هذه الميداليات الذهبية النوفمبرية وعلى رأسهم صاحبنا الإعلامي الذي كتب ذات عام يفتخر بأنه أحد الذين شملهم بن علي بكرمه... لهؤلاء نقول: أعيدوا أموال الشعب يا «سرّاق»!