انطلق صباح أمس الأربعاء ببنزرت الملتقى المتوسطي الثالث للجزر الصغرى الذي ينهي أشغاله غدا الجمعة بورقة عمل ستصدرها ورشة العمل المضيقة بين الخبراء والجامعيين والمتصرفين سيتم اعتمادها للاجتماعات المستقبلية. وقد شاركت فيه 12 دولة وهي ليبيا والجزائر والمغرب واسبانيا وفرنسا وايطاليا وكرواتيا ومالطا وألبانيا وتركيا، إضافة إلى محاضر من الولاياتالمتحدة وهو من الكفاءات العالمية العليا. وقد جاء في كلمة الافتتاح التي قدمها الخبيران سامي بلحاج من تونس وفابريس برنار من فرنسا أن الملتقى يندرج في إطار تقييم عمل المبادرة المتوسطية للجزر الصغرى بعد 7 سنوات على انطلاقها إضافة إلى الرؤى المستقبلية التي ستفرزها. وفي تصريحه ل»ا لصباح» قال سامي بلحاج الخبير المستشار البيئي الذي يعمل على النطاق المتوسطي لحماية المناطق الساحلية، ومنسق المبادرة المتوسطية للجزر الصغرى (بيم PIM) أن هذا الملتقى يهدف إلى التفكير في حلول للتصرف الفاعل والناجع في الجزر الصغرى في مختلف الظروف الصعبة وخاصة عند الأزمات السياسية والاجتماعية والمالية وغيرها، ذلك أن البيئة بصفة عامة بحرية أو برية تعتبر الحلقة الأضعف عند حدوث الأزمات فتتأثر سلبا، لأن الأولويات تمنح حينها للعوامل الاقتصادية كالتشغيل والمساعدات الاجتماعية والتنمية، وبصرف النظر عن البيئة والحال أنها مخزون متجدد للموارد الطبيعية، وهي حاجة متأكدة إلى الحماية الدائمة خاصة في مثل تلك الظروف الصعبة، وإن اختلال الحماية بهذه المناطق يضع التنمية ذاتها في موضع الخطر فضلا عن الأضرار الكبرى التي تلحق بتلك المناطق والتي يصعب جبرها وإصلاحها، علما أن التصرف في هذه الجزر يقتضي التمويل الضروري والذي يصعب توفره في مثل تلك الظروف. وأضاف سامي بلحاج أن المشاركين في هذا المؤتمر سيستعرضون آخر أخبار الجزر وطرق التصرف فيها في بلدانهم، وهو ما سيشكل موضوع عمل الجلسة التفكيرية التي ستقترح استراتيجية التصرف في هذه الجزر في مثل هذه الظروف الصعبة. وأكد الخبير التونسي أن الجزر التونسية تحظى باهتمام الخبراء التونسيين بمشاركة وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي منذ أكثر من 10 سنوات أي قبل انبعاث هذه المبادرة التي دعمت هذا التوجه وأن العمل مركز أساسا على أرخبيل جالطة وأرخبيل زمبرة والجزر بالمناطق الشمالية مثل الأخوات والكلاب وبيلاو والواطئة، وأن الهدف ليس أن تكون المشاريع حبرا على ورق وإنما التصرف الفعال والمستدام في هذه المناطق عبر وحدات تصرف ذات كفاءات عالية والمعدات والتجهيزات اللازمة. وفيما يتعلق ببرنامج اليوم الخميس أوضح الخبير التونسي أن البحث سيشمل موضوع التنمية المستدامة في هذه الجزر الصغرى واعتماد الطاقات المتجددة إضافة إلى تناول مسائل جوهرية بها مثل الماء الصالح للشراب والصرف الصحي والضغط الذي تتعرض له ممن يتواجد بهذه الجزر كالصيادين والقاطنين بها والسياح، كما ستنتظم ورشة عمل خاصة بالطيور البحرية النادرة مثل الخرشنة المتوجة وجلم الماء وغراب البحر وغيرها إذ ستهتم بطرق البحث عنها ومتابعتها لحمايتها والعمل على تكاثرها وذلك قبل انعقاد ورشة العمل المضيقة للخروج بورقة العمل المستقبلية وسيخصص صباح غد الجمعة لقراءة التوصيات.