اعتبر رضا بلحاج الناطق الرسمي لحزب التحرير في اجتماعه العام الذي عقده بصفاقس صباح أول أمس الاحد في إطار ندوة حملت عنوان الحكم بما أنزل الله أن المعركة الكبرى اليوم تتطلب جهدا كبيرا بالحكم بما أنزل الله بقول يقين لا في التفاوض وتفكيك المواضيع وتمييعها... معتبرا ذلك بالأمر الذي يجب أن تستفيق عليه الأمة، رافضا في ذات السياق مسألة خصخصة الإعلام العمومي عكس أطروحة حزب حركة النهضة باعتبار أن في خصخصة الإعلام استقواء برأس المال والولاءات الغربية طارحا مسألة تنظيف الإعلام وجعله إعلاما يخدم مصلحة الأمة.
كيفية تطبيق الإسلام
في حضور مكثف بداخل القاعة التي احتضنت اجتماع حزب التحرير وفي جوّ من الشعارات المتعددة نحو خلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله وأن الخلافة هي إقامة الدين وتوحيد الأمة وكون الشريعة تطبّقها دولة الخلافة ولا محل لها في الجمهورية ألقى المهندس وسام لطرش مداخلته المعنونة شريعة الرحمان أم شريعة الإنسان متسائلا حول طبيعة الموضوع ما إذا كانت الشريعة هي شريعة إسلامية أم ديمقراطية علمانية واصفا فكرة الديمقراطية المبنية على أساس السيادة للشعب أنها ترجع إلى النُظُم الوضعية التي وضعها البشر وبأنها أنظمة لا حياة فيها تتسم بالعقم.. مستعرضا في ذات السياق طبيعة الانظمة من أوتوقراطية إلى تيوقراطية وأوليقارشية، منتقدا برنامج الحكومة في إرساء مجلس وطني لعقد اجتماعي وبأنها في ذلك تغازل الانظمة الغربية وكون دعاة الديمقراطية عبّروا عن الحكم بمصطلح السيادة بأنها سلطة مفردة لا شريك لها، ولا ندّ ولا ضدّ لها. الأستاذ سعيد خشارم وبخصوص مسألة تطبيق الإسلام عمليا راى بأن الامة تريد خلافة إسلامية وأن الشعب خرج وتحرّك لتحقيق هذا الهدف معتبرا أن هناك اليوم من يرى في عدم قدرة الواقع على تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة طارحا سؤال ما إذا يحق طرح هذا التصور باعتباره الخيار والبديل وبأنه أمر الله الذي أمر ألاّ يُعبد إلاّ إياه واصفا مقولة الوقت غير المناسب في تطبيق الشريعة هي مقولة خاطئة وبأن ذلك ادعاء يدل على عدم القدرة في التوكل على الله باعتبار أن الامر محسوم حسب رأيه. خشارم اعتبر أن الدولة الإسلامية هي التي تحمي حقوق الإنسان وبأنهم اليوم ينتظرون سقوط الحكم الديمقراطي وأن حزبهم منذ عهد يسعى إلى طلب نصرة شعب من الشعوب ينطلق أولا بافتكاك سلطانه وثانيا بمبايعة الخليفة من أهل الخير والعقل ثمّ إقامة جهاز الدولة من قِبل الخليفة وأخيرا تطبيق الإسلام، مستعرضا جملة التحديات الخارجية والداخلية التي تعترض مشروعهم وضرورة الإعداد المادي واللوجستي عبر التسلح والإعداد العسكري لمواجهة التحديات الخارجية ومحاربة الواقع الفاسد القديم.
الديمقراطية.. وإرادة الشعب
وصف رضا بلحاج حال الأمة بافتقادها للرابط المتين ولأمير للمؤمنين معتبرا أن المعركة الكبرى تتطلب جهدا كبيرا للحكم بما أنزل الله بقول يقين لا في التفاوض وتفكيك المواضيع وتمييعها وهو الامر الذي قال بأنه يجب أن تستفيق عليه الأمة وبأنّ التاريخ يستحيل أن يتغير دون وجود معركة فاصلة ولا سيّما بعد أن صار الكتاب للتلاوة والحياة مصالح للأهواء معتبرا أن الانتصار القادم سيكون سياسيا من سوريا وعسكريا من أفغانستان في آن واحد. بلحاج أكّد أن الديمقراطية تحمل جانبا مغريا، واصفا إياها بلعبة فن اختطاف إرادة الشعب وهو حسب تقديره ما يترك للاستعمار مدخلا، واستشهد في هذا المعنى بكتاب ادوارد سعيد الاستشراق والذي يرى فيه الغرب أن الأمة الإسلامية أمة مكتملة البناء.
خوصصة الإعلام
وبخصوص الجدل القائم المتعلق بمسألة خوصصة الإعلام أجاب رضا بلحاج قائلا: في أي دولة هناك اعلام عمومي يقتضي الدفاع عن مصالح الدولة والقضايا الكبرى وذلك طبيعي جدا لكن اليوم هناك تنازعا بخصوص ما دعت إليه حركة النهضة بخصوص خوصصة الإعلام وأنا اتصور بأن الحل ليس في الخوصصة فالإعلام الخاص موجود ونحن نقول حتى في الدولة الإسلامية إن كان هناك طرف يريد إطلاق قمر صناعي مثلا فلا يجب أخذ إذن من الدولة بل يكفي أن يُعلِم فقط ولذلك فالقول بأنه لا يوجد اعلام دولة سيحدث خللا كبيرا وسيحدث كذلك مشكلة لان الخوصصة ستتغول وستستقوى برأس المال وبالولاءات الغربية ويتحول الإعلام في هذه الحالة إلى مرتع للأجندات الغربية فالحل يكمن في تنظيف الإعلام العمومي وجعله إعلاما يخدم الأمة في هذه المرحلة المفصلية وليس العكس.