شكل ملف «الحارقين» التونسيين المفقودين في إيطاليا منذ أكثر من سنة إثر مشاركتهم في عمليات إجتياز الحدود خلسة كابوسا مزعجا لمئات العائلات التي ظلت تكتوي بنيران الفراق في ظل عدم توفر أية مستجدات عن مصير أبنائها منذ مدة طويلة رغم المجهودات المبذولة سواء من الحكومة المؤقتة أو من بعض جمعيات حقوق الإنسان أو من بعض الأفراد المتطوعين.. فالألم مازال يعصف بقلوب الجميع.. ويتراءى لك في أعين الجميع وعلى ملامح الجميع ومن نبرات الجميع.. امهات تبكين في صمت.. آباء ينتظرون مجرد معلومة وإخوة يلهثون وراء خبر يقين بوجود إخوتهم على قيد الحياة.. فالقاسم المشترك بين هؤلاء هو البحث عن فلذة الكبد.. الوصول إلى حقيقة تحدد مصير أبنائهم وإخوتهم الذين «حرقوا» إلى إيطاليا أثناء موجة «الحرقان» التي عرفتها سواحلنا بعد الثورة بسبب الانفلات الأمني والرغبة الجامحة في الهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.. وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول ملابسات هذا الاختفاء لذلك يواصل أهالي المفقودين «كفاحهم» من أجل الوصول إلى الحقيقة وكشف سر هذه الاختفاء، حتى أن عددا منهم سافروا إلى إيطاليا منذ أكثر من شهرين في إطار البحث عن الحقيقة من بينهم الشاب عماد السلطاني الذي كان لنا معه أمس اتصال هاتفي. عن التطورات يقول عماد:« لقد قامت الحكومة التونسية ومصالح وزارتي الداخلية والخارجية بما طلب منهما وأرسلتا بصمات 294 مفقودا إلى السلطات الإيطالية التي وعدتنا بأن نتيجة تحرياتها لن تدوم أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام، ولكنها أخلفت بوعودها ولم ترسل سوى 142 بصمة إلى حد الآن إلى مصالح وزارة الخارجية التونسية التي اعترفت بتسلمها ولكنها تحبذ عدم الإفصاح عن مضمونها إلى أن تتسلم نتيجة بقية البصمات وهو أمر معقول ومفهوم». وأضاف السلطاني: «المفاجأة الكبرى هي أن مركز أقريجانتو الذي يفترض أن تتجمع به كل هويات وبصمات الحارقين الذين يصلون إلى التراب الإيطالي ليس به أية هوية لأي حارق تونسي في الفترة الممتدة كامل شهر مارس وهو ما يطرح أكثر من نقطة استفهام، فالأمر مخالف لكل القوانين الدولية ولذلك ننتظر تفسيرا من السلطات الإيطالية رغم أن المركز يقول أن «هجمة الحارقين منعته من إنجاز مهمته في تلك الفترة». يذكر أن عددا كبيرا من شبابنا فقدوا منذ مشاركتهم في عمليات حرقان إلى إيطاليا وخاصة خلال شهر مارس 2011 من بينهم حمزة المثلوثي رضوان كاهية حمزة الرحيمي- محمد ذياب الشارني- أكرم المناعي- بلحسن بن ساسي وليد البريكي- ماهر بوثوري- علي بوثوري- فؤاد بن إبراهيم محي الدين الشارني بلحسن السلطاني- عبد الفتاح الزارعي علي العياري أحمد النقاشي محمد الجبالي حمزة الفرشيشي صابر الغربي- سيف الدين الماجري- صابر الصولي- محمد الأمين العابد- محمد الروافي عمر بن خضار- لطفي بن الأسود- الشريف الميساوي- وسام الرحيمي- حسن زيتوني- أنيس المي- بلحسن الرحيمي- مروان الصمعلي سامي النصري- المهدي فضيل- محمد الناصر الشارني- محمد اليعقوبي- محمد علي هاشم- فرات القارشي- زهير عمري- ماهر الضويوي- هيثم عدلي- وليد عدلي- أيمن العياري- سفيان السعيدي- العربي الفرشيشي- منتصر الزياني- إبراهيم البوثوري- طاهر بلال- الشريف ميساوي- أشرف بو العائلة- محمد علي بو العائلة رمزي الرحيمي- سليم السلطاني- أنيس لخضر- محمد جمال ذ - ذ - - مباركي- أمين بن حسين- حافظ بن عياد- جمال بن ظافر- حمدي عزوز- حمزة الفرشيشي- خالد الوسلاتي- أمين بن حوسين-فارس بن الحبيب عليا- عليا الكبير- فريد الزغدودي- محمد الهادي الدعاس.