أعاد الصحفيون بصفاقس مساء أول أمس فتح مقر فرع نقابتهم الذي ظل مغلقا لمدة سنوات طوال من حكم النظام البائد بمناسبة احتفالاتهم باليوم العالمي لحرية الصحافة. احتفالات هذه السنة في صفاقس تزامنت مع صدور بيان عن الهيئة الجديدة للفرع ما بعد الثورة وصدور بيانات أخرى عن تنظيمات مدنية وقوى سياسية فيما سجلت وقفة احتجاجية لقوى تقدمية مساندة للحريات الصحفية. إعادة فتح المقر كان بحضور ممثلين عن أحزاب سياسية وهيئات مدنية فضلا عن صحفيين من القطاعات المكتوبة والمرئية والسمعية والإلكترونية حيث تداول على الكلمة ثلاثة من أعضاء الهيئة وهم رئيس الفرع سمير الحسيني الذي شدد على رهانات المرحلة من ضرورة وحدة كلمة الصحفي وإعادة بناء جدار ثقة الجمهور في الإعلام التونسي عبر سلوك ممنهج مستقل حيادي يتعالى عن التحزب أو الانتماء ويتخذ ذات المسافة من كل الفواعل السياسية والقوى والتشكيلات والتنظيمات اعتمادا على مقاييس مهنية ومعايير أخلاقية وضوابط احترافية تضمن للجمهور رسالة إعلامية مقدسة في موضوعيتها. وقدم عضو الفرع محمد سامي الكشو مقاربة فرع صفاقس الجديد للتعاون والتكامل الصحفي من أجل بناء وحدة الكلمة الصحفية والدفاع عن الحقوق والحريات الصحفية المسلوبة والتصدي لكل أشكال الإساءة للصحفيين أو المزايدة على رسالتهم أو المحاولات اليائسة لشق صفوفهم عبر المزايدات السياسوية الفاشلة.. مشددا على أن الصحفيين سيتمسكون بنقابتهم كمضلة توحدهم في انتظار تحقق المطلب المهني للانتقال إلى الاتحاد الصحفي الذي يمثل إطارا مهنيا محققا لاستحقاقات أخرى. دفاعا عن الحريات الصحفية اليوم العالمي لحرية الصحافة كان مناسبة لصدور بيانات عن بعض القوى الحية بصفاقس مساندة للصحفيين والإعلاميين إزاء الهجمة وتنديدا بالإعتداءات التي يتعرضون لها منعا لكل أشكال الردة والانتكاس إلى واقع التبعية التي حولت الإعلام إلى جهاز دعاية وبوق للسلطة القائمة.. بيان فرع الجنوب الشرقي بصفاقس الصادر بالمناسبة أكد على ضرورة حماية الحريات الصحفية وضمان حق المواطن في المعلومة، والدعوة للتصدي لكل أشكال الضغوطات الإدارية والخارجية الحائلة دون أداء صحفي ناجع، وملتزم بالاستقلالية والحياد عن كل قوى الضغط السياسي والمالي، مع السعي إلى تطويع المنظومة الإعلامية بالجهة للنهوض بها وتحقيق القرب من هموم المواطنين وتطلعاتهم والتغلغل في أعماق أرياف صفاقس والمدن المجاورة ولاسيما جهات الثورة. فيما انفرد بيان فرع صفاقس للجمعية الوطنية لأصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل المشاركة في الاحتفال بالدعوة إلى مزيد تسليط الضوء على الاستحقاقات الرئيسية ثورة الحرية والكرامة ولاسيما التشغيل وضرورة صياغة منظومة تشريعية إعلامية تستجيب للمعايير الديمقراطية الدولية. أما البيان الذي رعاه فرع صفاقس للرابطة التونسية لحقوق الإنسان بمعية 9 تنظيمات اجتماعية فقد طالب بعدم التفريط بما أسماه مطلبا شعبيا ملحا في محاسبة الفساد الإعلامي سياسيا وأكاديميا وإداريا وماليا التي أدت إلى ترهل حقوق التعبير والإبداع، مع المسارعة بتفعيل المراسيم الإعلامية الضامنة للتمسك بالشفافية والأخلاقيات والمهنية الضامنة لنبذ العنف والتباغض ومحاسبة كل من حث على ذلك أو تورط فيه... بيان صادر عن «قوى الحرية والتقدم»و«جبهة 14 جانفي» ندد بالممارسات المعتدية على حرية الإعلاميين ومؤسساتهم، داعيا المجلس التأسيسي إلى دسترة الحريات الصحفية بوصفها جزءا من المنظومة الحقوقية الإنسانية، فضلا عن التأكيد على حيادية السلطة الرابعة واستقلالية الإعلام العمومي الوطني، فيما قام مناضلو التيارين إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي واكبها إعلاميون وصحفيون من الجهة. انتهاكات واعتداءات بالمناسبة سجل التقرير السنوي للحريات الصحفية لنقابة الصحفيين في بابه الخاص بفرع صفاقسسيدي بوزيد الإعتداء على قيس هماني من وحدة الإنتاج التلفزي من قبل عمال المناولة، وكذلك التهديدات للصحفيين المنتمين لإذاعة صفاقس من قبل أطراف نقابية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، ومحاولة الاعتداء على مصور قناة نسمة أيمن معتوق خلال زيارة الباجي قايد السبسي إلى صفاقس من قبل رابطة مجالس حماية الثورة بصفاقس منعا لاجتماع الحزب الوطني بمسرح صفاقس، وندد التقرير بجو الاحتقان الذي ساد إذاعة صفاقس على خلفية محاولة المدير بالنيابة إقحام عدد من المنشطين في قسم الأخبار الذي يشكو أصلا من نقص الإطار الصحفي، منددا بما اعتبره افتعال المدير بالنيابة للمشاكل وبما تعرضت له هدى الحاج قاسم من قسم أخبار إذاعة صفاقس بسبب نشر آرائها الخاصة في أداء المدير بالنيابة عبر شبكة التواصل الاجتماعي. البيان أدان ما وصفه عدم حياد الإدارة في الخلاف الحاصل بين رشيد الكراي وأعضاء من النقابة الأساسية بالإذاعة وما أعقب ذلك من إعفائه من مهامه على رأس قسم الرياضة ما أدى إلى احتقان داخل المؤسسة واحتجاجات من الصحفيين على خلفية العبارات المهينة الصادرة عن المدير المذكور في حق زملائهم.