هل ستنخفض درجات الحرارة هذه الليلة؟    تفاصيل جديدة حول حريق جبل بن دحر ببرقو    5 وفيات في إيطاليا بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب جنوب أوروبا    مفاجأة مدوية بشأن مستقبل ميسي    جنينها خرج من بطنها من شدة القصف: استشهاد صحفية فلسطينية رفقة زوجها وأطفالها.. #خبر_عاجل    الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي تنطلق اليوم والاعلان عن نتائجها في هذا الموعد    عاجل/ ليبيا تُسلّم تونسيا مورّطا في جريمة قتل    بيضة واحدة في الأسبوع قد تحميك من هذا المرض الخطير    وزير الفلاحة في زيارة ميدانية إلى ولاية صفاقس    أصحاب الشركات يشتكون من الانقطاع المتكرر للكهرباء: خسائر وتعطّل مصالح    عاجل: موعد الإعلان عن نتائج دورة التوجيه الجامعي    الكاف: إنقلاب سيارة قرب مفترق الطرقات " البياض"    كوكب الأرض يدور بوتيرة أسرع هذا الصيف.. وهذه تأثيراته    قفصة: ارتفاع صابة الفستق إلى 4289 طنا خلال الموسم الفلاحي الحالي    عاجل/ الترفيع في أسعار هذه الأدوية..    برلمان... الحكومة تعزز شراءات الغاز الطبيعي في ظل خطط طموحة لتنويع المزيج الطاقي لانتاج الكهرباء    عاجل/ هذا ما قرره القضاء في حق هذا النائب السابق..    راتب الموظف البنكي يبدأ من 2300 دينار شهريا..    نحو التقليص من كمية الملح في الخبز بنسبة 30%..    هذا ما قاله مستشار ترامب عن لقاءه مع رئيس الجمهورية.. #خبر_عاجل    «حكومة الدبيبة» تعرض على مستشار ترامب شراكة اقتصادية ب 70 مليار دولار    تونس: موظف بنك يتحصّل على 2300 دينار...ويخسر نصفها في الأداءات!    حزن في إيطاليا بعد وفاة سيليست بين نجم فيورنتينا السابق    بطولة العالم للرياضات المائية: أحمد الجوادي يستعد للمشاركة في المسابقة    إنتقالات: لاعب الزمالك المصري على رادار الترجي الرياضي    شوية راحة: نهاية موجة الحر من عشية الجمعة بسبب ''التيار النفاث''...شنيا حكايته    فظيع/ وفاة ثلاثيني بعد سقوطه من سطح المنزل..وهذه التفاصيل..    تدهور الحالة الصحية لبروس ويليس: الممثل أصبح عاجزًا عن الكلام والقراءة    الحماية المدنية: 147 تدخلا لإطفاء الحرائق في الأربع والعشرين ساعة الماضية    شنوّة أغلى بلاد عربيّة في''الاصونص'' ؟    جندوبة: جملة من القرارات لحماية المدن من الفيضانات    في تونس: 40% من استهلاك الملح يأتي من الخبز!    منظمة الصحة العالمية تحذّر من خطر تفشي فيروس شيكونغونيا من جديد...هذه أعراضه    عاجل/ حادثة وفاة 6 أشقاء..تطورات جديدة والنيابة تأذن باستخراج الجثث لفحصها..    الرابطة الأولى: إتحاد بن قردان يجدد عقد نجم الفريق    شنوّا تعرف على تبييض الأموال؟    بنزرت: القبض على 12 شخصا من دول إفريقيا جنوب الصحراء كانوا يستعدون"للحرقة"    عمادة المحاسبين التونسيين : المحاسب لا يمثّل المواطن أمام الإدارة الجبائية أو القضاء    أول تعليق من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر    في سهرة استثنائية: إقبال كبير على تذاكر حفل زياد غرسة في بنزرت    الصوناد تدعو التونسيين إلى التبليغ عن الإشكاليات عبر هذا الرقم الأخضر    وزارة الفلاحة:جلسة عمل حول التقرير السنوي القطاعي للمياه 2024    وفاة أسطورة الروك «أمير الظلام» أوزي أوزبورن    "حوار الأوتار 2" لكمال الفرجاني على ركح مهرجان الحمامات: تحية لروح وناس خليجان وجسر ثقافي بين الشرق والغرب    عرض "سينوج-أوديسي" في مهرجان الحمامات الدولي: مزيج متقن بين التراث والتجريب    زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    ترامب يتهم أوباما ب"الخيانة".. ومكتب الأخير يرد    ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان    البرلمان يناقش اليوم الأربعاء اتفاقية ضمان لتعبئة 70 مليون دولار لتمويل شراءات الغاز الطبيعي    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم للسيدات - تاهل المغرب ونيجيريا الى الدور النهائي    التونسي عزيز دوقاز يواصل تألقه ويتأهل إلى الدور الثاني في دورة سيغوفي الإسبانية    تاريخ الخيانات السياسية (23)...فتنة الأمين و المأمون    شمس تختفي لمدة طويلة.. الكسوف الكبير يجي على قريب    هند صبري تودّع والدتها بكلمات مؤثرة: "كانت ابنتي وصديقتي ورفيقة دربي"    بطولة سيغوفي الاسبانية للتنس - عزيز دوقاز يلاقي الفرنسي روبان ماتري في الدور الاول    بسبب ''قُبلة'' من فتاة: منع راغب علامة من الغناء في مصر    تاريخ الخيانات السياسية (22) .. حكاية الرشيد وجعفر البرمكي    الأرض على موعد يومين من أقصر الأيام في تاريخ البشرية!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على وقع الأزمة بين الرياض والقاهرة...
ممنوع من الحياد
نشر في الصباح يوم 05 - 05 - 2012

اذا لم يحدث ما يمكن أن يمنع أو يؤجل ذلك فقد باتت عودة السفير السعودي إلى مصر خلا ل الساعات القليلة القادمة أمرا شبه مؤكد وهو ما من شأنه أن يضع حدا للازمة الديبلوماسية التي احتلت صدارة الاخبار وهيمنت على الاحداث وتحولت إلى معركة بل إلى حرب اعلامية علنية بين الرياض والقاهرة.
والواقع أنه اذا كان خبر انتقال وفد مصري موسع الذي جمع ممثلين عن كل الطوائف المصرية والاحزاب وممثلين عن الازهر والكنيسة وعدد من المفكرين والجامعيين والكتاب برئاسة رئيسي مجلس الشعب والشورى إلى المملكة قد أثلج صدور الكثيرين في مصر ولا سيما الجالية المصرية في السعودية التي تنتظر انفراج الازمة نهائيا، فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لعدد من النشطاء والسياسيين والاعلاميين الذين لم يخفوا استياؤهم ازاء حجم الوفد الذي قيل أنه جمع أكثر من مائة شخص تنقلوا خصيصا إلى الرياض في محاولة لتطويق الأزمة وتفادي الأسوأ، وقد اعتبر هؤلاء أن كرامة المصري بعد ثورة 25 يوليو أهم وأثمن من كل الاموال والمساعدات والتبرعات..
والارجح أن المستائين رأوا في الموقف السعودي الكثير من التعالي ازاء المواطن المصري البسيط لا سيما وأنه جاء بعد أسبوع على اعلان السعودية تقديم ملياري دولار لدعم الوضع المتأزم في مصر وهو ما اعتبره البعض بمثابة الانذار للسلطات المصرية بأن المملكة لن تسمح بتجاوز الخط الاحمر المسموح به...
وبالعودة إلى جذور الازمة بين الجانبين فقد انطلقت مع اعلان السلطات السعودية القبض على محام مصري قصد السعودية لأداء العمرة بتهمة العثور على كمية من المخدرات في حقائبه الامر الذي أثار حفيظة فئة من أبناء الشعب المصري الذين اعتبروا أن للقضية خلفية سياسية مرتبطة بقضية سابقة في حق المحامي المذكور بدعوى التعرض لشخص الملك السعودي.
وبعيدا عن الوقوع في أحداث القضية فان بقية أطوار القصة باتت معروفة خاصة منذ استهداف محتجين غاضبين مقر السفارة السعودية بالقاهرة ما أدى إلى انسحاب سفيرها وتتخذ بذلك القضية بعدا آخر وتتحول إلى محور للجدل في الفضائيات المصرية والسعودية كل يعرض وجهة نظره بشأن القضية وذلك قبل أن يأتي الاعلان رسميا عن عودة السفير السعودي إلى القاهرة انطلاقا من الغد.
وسواء تعلق الامر بأزمة عابرة أو بسحابة صيف أو حتى بزوبعة في فنجان على حد تعبير الجانب الرسمي فإن الارجح أن تغليب صوت العقل ومنطق الحكمة هذه المرة لا يعني بأي حال من الأحوال منع عودة الازمة مجددا بأكثر تعقيد، ولقد أعادت الازمة الراهنة بين الرياض والقاهرة إلى الأذهان ما حدث مع تونس رغم أن الامر لم يبلغ درجة اغلاق السفارة التي شهدت عديد الاحتجاجات أمام مقرها. فليس سرا أن العلاقات بين الرياض وبين دول الربيع العربي لم تكن في أفضل حالاتها منذ اندلاع ثورة 14 جانفي في تونس والتي كانت وراء سقوط نظام بن علي الذي لجأ إلى السعودية مع عائلته لينعم بالأمان ورغد العيش في أحد القصور الذي خصص لاستقباله. وفي كل ذلك كانت السعودية ولاتزال تتعلل في ردودها على مختلف المطالب بتسليم المخلوع لمساءلته ومحاسبته أمام القضاء أن أمورا انسانية بحتة وراء قرارها منح اللجوء لعائلة بن علي وربما يكون في هذا الموقف ما دفع حكومة السيد الجبالي تعتبر أن علاقاتها مع السعودية ومع غيرها من الدول التي استقبلت رموز النظام السابق أهم بالنسبة لها من مسألة المحاكمة والمحاسبة .
وقد ظلت اصوات بعض النشطاء المصريين حتى الامس ترفض اعتذار حكومة الجنزوري للرياض دون اعادة الاعتبار لكرامة المصريين للخارج لا سيما مع وجود الآلاف منهم يعملون في دول الخليج ويخضعون لقانون نظام الوكيل الذي يعرض على كل عامل أن يكون له كفيل محلي يضع الموظف تحت رحمته ...
لقد ظلت السعودية ومنذ الساعات الاولى لسقوط بن علي تنظر بعدم الرضا إلى ما يحدث في المنطقة وتتابع، ليس من دون انشغال، تطلع مختلف الشعوب المقموعة في العالمين العربي والاسلامي إلى استعادة حريتها المصادرة وحقها في الكرامة وسط مخاوف حقيقية من توجهات السلطة الجديدة في مصر بعد مبارك بعد خسارة أحد أقوى حلفائها العرب. ولعله آن الأوان للمملكة وحتى غيرها من الانظمة الخليجية أن تدرك حجم التغيير الحاصل في عقليات الشعوب المنتفضة على الظلم والفساد والاستبداد والتي لا يمكن أن تقبل امتهان كرامة أبنائها...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.