مازالت مشكلة الانتصاب الفوضوي بمدينة بنزرت تحير المتساكنين والمسؤولين بعدما استعصى حلها إلى حدّ الآن، بل تفاقمت بشكل لافت للأنظار حتى أن أنهجا تعتبر من الشرايين الحيوية للمرور مثل نهج الشيخ إدريس والساسي البحري أغلقت كليا في وجه سائقي السيارات، واضطر أصحاب سيارات التاكسي الى التنازل مكرهين عن محطتهم للهاجمين عليها، أما أرصفة الشارع الرئيسي بالمدينة وهو شارع الحبيب بورقيبة الذي توجد به أغلب المحال التجارية ويعد الوجهة الأولى للسكان سواء كانوا متسوقين أو متجولين، فحدث ولا حرج، حتى أن بعض الجدران أصبحت واجهات تعرض عليها البضاعة على غرار جدران مستشفى حسن النوري المعروف لدى الأهالي باسم عزيزة عثمانة. هذا الوضع المزري الذي تعيشه مدينة بنزرت والذي يسهم في تشويهها وطمس معالم جمالها حرك مشاعر السكان الذين نادوا عبر منظمات المجتمع المدني التي ينتمون اليها مثل جمعية «صيانة المدينة» وجمعية التنمية الجهوية ببنزرت «درب» و»أنتم تغيرون بنزرت» وغيرها من الجمعيات والأطياف السياسية الى مسيرة سلمية صباح أمس الأحد احتجاجا على الصمت المريب لمختلف السلط المسؤولة عن الحال التي صارت عليها مدينة بنزرت وللمطالبة بايجاد حل لهذه المشكلة، اضافة الى المشكلة التي تتهدد المرسى القديم جراء الأشغال التي تقوم بها شركة «مارينا» بنزرت بالبحر المتاخم له.. هذه المسيرة انطلقت من أمام قصر البلدية في حدود العاشرة صباحا في اتجاه الولاية، وقد خرج الوالي الى المتظاهرين واستمع اليهم من خلال لجنة تشكلت عنهم في الحين وقد ضمت عددا من الوجوه المعروفة مثل ياسين العنابي وبشير الزاوي والطيب محجوب ولطفي الحجي وفوزي الصدقاوي، قبل أن يتم الاتفاق على أن يصوغوا مطالبهم كتابيا في عريضة ويقدموها الى الوالي. وقد علمنا بأن بعض المشاركين في هذه المسيرة تعرضوا الى الاعتداء من قبل بعض أصحاب «النصب» حتى سالت دماؤهم مما جعلهم يتقدمون بشكوى ضد المعتدين. وحسبما يؤكده أغلب من تحدثنا اليهم فان ازالة الانتصاب الفوضوي من شوارع المدينة واجبار «النصابة «على الانتصاب بالفضاء الذي خصصته لهم البلدية يتجاوز قدرات البلدية، ويحتاج إلى قرار سياسي وتدخل مصالح متعددة كالجيش والأمن، اضافة الى البلدية طبعا.