أنزل ليلة السبت الستار على الدورة الثانية من لقاء نابل الدولي للسينما العربية. وقد أفرزت نتائج المسابقات التي انتظمت بالمناسبة فوز شريط «المغني» للعراقي قاسم حوّل بالجائزة الأولى مناصفة مع «الفيلم» للمغربي محمد أشاور الذي يروي حكاية مخرج مبتدئ يحاول انجاز تجربته السينمائية الأولى صحبة حبيبته وصديقه من خلال طرح تابوهات المجتمع العربي..وقوبل العمل بانتقادات عديدة في المغرب بسبب جرأته كما سحب من قاعات العرض غير أنه حظي بإعجاب بعض النقاد فيما تميز فيلم «المغني» لقاسم حول بجماليته على مستوى الصورة والآداء الراقي والمتمكن لممثليه على غرار عامر علوان وطارق الهاشم ومجيد عبد الواحد وكاترين الخطيب في أولى تجاربها الفنية وجسدت أحداث العمل الظلم الذي تعيشه الشعوب ونخبتها في ظل حكم دكتاتوري. لجائزة الثانية ضمن مسابقة الفيلم الطويل آلت إلى شريطدمشق مع حبي» للمخرج محمد عبد العزيز الذي يسلطالضوء على مسألة الانتماء لوطن تتنوع فيه الايديولوجيات والمذاهب الدينية من خلال قصة فتاة سورية يهودية تبحث عن حبيبها الذي سرقته منها حروب الشرق الأوسط فتجده في نهاية العمل رجلا مقعدا اعتكف في دير بعد أن اختار الترهب على خيانتها فيما حجبت الجائزة الثالثة. من جهته نال المخرج المغربي عبد الإله الجوهر الجائزة الأولى عن فئة الأعمال الروائية القصيرة وحصل المصري سعد روماني على الجائزة الثانية عن شريطه «برد يناير» وآلت الجائزة الثالثة إلى السعودي حمزة طرزان وشريطه «كيرم» فيما آلت الجائزة الأولى للفيلم الوثائقي لشريط «وداعا بابل» للعراقي عامر علوان وحاز على الجائزة الثانية بالتناصف كل من اللبناني هادي زكاك مخرج «مرسيدس» والمصري فوزي صالح عن شريطه «جلد حي» أمّا المسابقة الوطنية للفيلم التونسي فقد آلت إلى شريط «أنا العصفور» لجلال بالسعد»ونوّهت لجنة التحكيم بالشريط الفلسطيني «حكاية لا تنتهي» لمجموعة فنون من غزةفلسطين. بعض الثغرات التنظيمية لكنها لم تحل دون نجاح المهرجان يذكر أن لجنة تحكيم الدورة الثانية للقاء نابل الدولي للسينما والتي ترأسها المخرج الفلسطيني نصري حجاج تتكون من الممثلة التونسية المقيمة بالسويد سهير مبروكي والشاعر الصغير أولاد أحمد والناقدة المصرية لمى طيارة والسينمائية ربيعة بن عبد الله. وصرّح السيد الطاهر العجرودي منسق هذه التظاهرة السينمائية أن الغاء عرض فيلم «مملكة النمل» الذي كان مبرمجا لسهرة الإختتام يعود لأسباب تقينة تخص منتجي العمل وأن الاعلان عن برمجته كان بالتوافق مع السينمائي نجيب عياد وليس محاولة لجلب الإنتباه. وأكد من جهة أخرى أن الدورة الثانية للمهرجان قدمت عددا هاما من الأفلام رغم تواضع الميزانية التي لم تتجاوز 60 مليونا منها 20 ألف دينار من وزارة الثقافة( لم يتحصلوا عليها بعد حسب نفس المتحدث ) فيما تكفل المنتج طارق بن عمار بتوفير كلفة الجوائز تشجيعا منه لهذا المهرجان السينمائي الفتي وقيمتها 20 ألف دينار. حفل اختتام لقاء نابل الدولي للسينما العربية كرم عديد الوجوه الفنية منها المهندس السينمائي الطيب الجلولي وفقيدة سينما الهواية أحلام الوسلاتي وذلك بحضور مدير الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية الأستاذ محمد المديوني. وأحيت السهرة الموسيقية للمهرجان الفنانة لبنى نعمان صحبة رفيقها في العروض الفنية وملحن أعمالها مهدي شقرون أمّا طلبة السينما الذين حضروا ضمن ورشات المهرجان وعددهم يتجاوز 120 طالبا فقدموا انتاجاتهم التي تراوحت بين أعمال في فن الصورة وأخرى تسجيلات توثيقية وفي فن التركيب والعرائس. على صعيد أخر كرم المهرجان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في شريط مدته 4 دقائق وعبر الحاضرون من السينمائيين عن سعادتهم بهذا المهرجان الفتي رغم بعض الثغرات حيث اقترح المخرج العراقي قاسم حول على المنظمين أن تستغرق التظاهرة أقل من أربعة أيام حتى يتفادوا الأخطاء التنظيمية فيما لفت الناقد المغربي عز الدين الوافي الانتباه إلى أهمية التكوين الذي أسس له لقاء نابل للسينما العربية رغم أنه مازال في دورته الثانية وهذه نقطة ايجابية تحسب له.