يواصل مركز نيابوليس بنابل دعم الأنشطة الثقافية بالوطن القبلي من خلال مجموعة من التظاهرات الفنية في مجال المسرح والموسيقى والسينما وغيرها من الفنون الموجهة للطفل والناشئة... وفي هذا السياق أكد لنا مدير هذا الفضاء الطاهر العجرودي أن موعد الدورة الثانية من لقاء نابل الدولي للسينما العربية حدد فيما بين 4 ماي و 12 من الشهر نفسه. وكشف لنا أن هذه التظاهرة السينمائية ترفع دوما شعار «السينما من أجل التنوع الثقافي» باعتبار عرضها لأشرطة عربية متنوعة على مستوى توجهاتها ومضامينها ولكنها تخلق الحوار من اختلافها وأضاف الطاهر العجرودي أن المهرجان يسعى لترسيخ قيم العدالة الاجتماعية وحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان وهو يهدف لدعم السينما المستقلة في الوطن العربي وخصوصا أعمال السينمائيين الشباب ذات الميزانيات المحدودة مشيرا إلى أن لقاء نابل الدولي للسينما العربية يستضيف في دورته الثانية السينما الايرانية المستقلة بعد أن حضرت السينما البلجيكية في دورته التأسيسية بصفتها ضيفة شرف.
السينما الايرانية في ضيافة نيابوليس
ويشارك في تظاهرة «نيابوليس» السينمائية عدد هام من الأشرطة العربية الطويلة والقصيرة والوثائقية وقد مدنا محدثنا بقائمتها الرسمية حيث ضمت فيلم المخرج السوري محمد عبد العزير «دمشق مع حبي» وهو عمل شارك في بطولته الراحل مؤخرا الفنان السوري الكبير خالد تاجا. ويروي شريط «دمشق مع حبي» رحلة فتاة يهودية سورية تحاول استعادة حكاية عشق ضائعة ومن خلال خيوط روايتها يكتشف المشاهد الحياة البسيطة للسوريين المختلفين عرقيا والمتعايشين مع ذلك- فيما بينهم. ومن الأفلام الطويلة المشاركة كذلك في لقاء نابل الدولي للسينما العربية الفيلم العراقي «المغني» والشريطين المصريين «الحاوي» لإبراهيم بطوط و»الطوفان» لحازم متولي إضافة للشريط السعودي «الشر الخفي» والعمل الفلسطيني خلف الشمس أمّا الأشرطة القصيرة فنذكر من بينها «حكاية مصرية» لأسامة عشم و»انفلونزا» من سوريا و»كليك دكليد» المغربي والشريط السعودي «carram». على صعيد الاعمال التسجيلية يساهم المخرج المصري فوزي صالح بشريطه «جلد حي»فيما يقدم العراقي عامر علوان شريط «وداعا بابل» وبرمج المهرجان من فلسطين الفيلم الوثائقي «حكاية لا تنتهي». و تدرج المسابقة لأول مرة في التظاهرة وذلك من خلال جوائز تمنح لأفضل فيلم روائي طويل وأفضل شريط وثائقي و شريط قصير (وتقدم جائزتين أولى وثانية لكل مسابقة) إلى جانب تتويج للجنة التحكيم الدولية متمثل في ثلاث جوائز ومسابقة خاصة بالصورة الفوتوغرافية تتمثل في اختيار أفضل الأعمال المشاركة في معرض الصور الفوتوغرافية «تونس من جديد» الذي يعكس الحياة الاجتماعية والثقافية في تونس اليوم. ومن الأقسام الأخرى المبرمجة في الدورة الثانية للقاء نابل الدولي للسينما العربية «آفاق» وهي فقرة مخصصة لتجارب خريجي معاهد السينما التونسية ونوادي السينما التابعة للجامعة التونسية للسينمائيين الهواة كما يعرض قسم «بانوراما تونسية» الأشرطة المحلية المنتجة بين 2010 و2011 فيما تخصص «البانوراما العربية» لعرض التجارب السينمائية الجديدة والمستقلة على مستوى الوطن العربي.
برمجة دسمة بميزانية متواضعة
من جهة أخرى تنظم التظاهرة السينمائية بنابل من 4 إلى 12 ماي القادم ندوة فكرية تتمحور حول «الرفض في السينما العربية» وذلك باشراف الاستاذة ابتسام خليل من تونس والمخرج والناشط السياسي المصري أحمد ماهر والناقد الاعلامي هاني مصطفى والكاتبة عزه شلبي وذلك بحضور كل من النجمين عمرو واكد وخالد أبو النجا والمخرج نصري حجاج والفنانة ربيعة بن عبد الله ولمى طيارة والطاهر الشيخاوي. وعن ميزانية الدورة الثانية للقاء نابل الدولي للسينما العربية أقر الأستاذ طاهر العجرودي مدير المهرجان والمركز الثقافي نيابوليس بصعوبة تمويل مثل هذه الأنشطة الدولية لقلة الامكانيات وتواضع الدعم العمومي إذ مازال المهرجان في انتظار منحتي بلدية وولاية نابل حسب تأكيده إضافة لدعم وزارة الثقافة مؤكدا أن المبلغ المتوقع الحصول عليه لن يتجاوز 30 ألف دينار منها 7 ألاف دينار يتكفل بها صندوق الجمعية المنظمة وهي «أصدقاء المركز الثقافي نيابوليس». تجدر الاشارة إلى أن لقاء نابل الدولي للسينما العربية بعث سنة 2010 وشارك في الدورة الأولى 12 فيلما في مختلف الأقسام المبرمجة غير أن إدراج المسابقات في هذا الموسم سيجعل من التظاهرة فضاء للتنافس إلى جانب مساعيها لفتح أبواب الحوارأمام مختلف السينمائيين العرب من مختلف الأجيال والانتماءات الثقافية والفكرية.