مدينة نابل في منطقة الوطن القبلي التي تستمد تسميتها من الأسم اليوناني القديم نيابوليس (المدينةالجديدة) ستحتفي بالفن السابع من 4 الى 12 ماي الجاري بمناسبة الدورة الثانية للقاء نابل الدولي للسينما الذي يحتضنه المركب الثقافي نيابوليس. هذا المهرجان السينمائي تتوزع فعالياته بين ندوة فكرية يومي 6 و7 ماي موضوعها «الرفض في السينما العربية» وثلاث مسابقات للأفلام وهي الروائية الطويلة والوثائقية والأفلام القصيرة وتنقسم أبواب المهرجان الى بنوراما عربية والمسابقة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
السينما هذا الفن الساحر المرتبط بحب الحياة ونشر ثقافة الضوء والحوار في عالم عربي تضيق فيه مساحات الحوار يوما بعد آخر تلقى أهتماما كبيرا في تونس اليوم وهي مفارقة عجيبة ففي الوقت الذي تقلصت فيه قاعات السينمافي كامل الجمهورية التونسية الى عشر قاعات فقط يرتفع فيه معدل الأنتاج بنسق غير مسبوق مع وجود ثلاثة معاهد عليا لتدريس السينما تابعة للدولة وأخرى خاصة وتعدد المهرجانات السينمائية وتراجع عدد نوادي السينما.
في هذا السياق إذن وبالتوازي مع غياب الجناح التونسي لأول مرة منذ سنوات عن مهرجان «كان» تحتفل مدينة الزهر والأريج التي تحضن المتوسط نابل بالفن السابع وفي قائمة الأفلام التي تشارك في مسابقة الأفلام الطويلة نجد فيلم: «ملاحظات خاطئة «Fausse note» «لمجدي السميري (تونس) وفيلم «دمشق مع حبي» لمحمد عبد العزيز ( سوريا) فيلم «المغني» لقاسم حول (العراق) وفيلم «نورمال لمرزاق علواش» (الجزائر) وفيلم «فيلم» لمحمد اشاور (المغرب) وفيلم «شتي ياديني «لبهيج حجيج (لبنان) فيلم «خلف الشمس» لرفعت عادي (فلسطين) وفيلم «بعد الطوفان» لحازم متولي (مصر) وفيلم «الشر الخفي» لمحمد هلال (السعودية) وفي باب الأفلام الوثائقية تتسابق مجموعة من الأفلام وهي: فيلم «جلد حي» لفوزي صالح (مصر) فيلم «اوتيل كندا» لعلياء خاشوق (سوريا) فيلم «مرسيديس» لهادي زكاك (لبنان) فيلم «وداعا بابل» لعامر علوان (العراق) فيلم (الجزائر) prisonnier français de l'ANL فيلم «حكاية لا تنتهي» لابراهيم النواجحة وفيلم «عروس القدس» لساهرة درباس (فلسطين) ومن تونس تشارك الأفلام التالية فيلم «111 نهج البوسطة» لسارة العبيدي وفيلم «غدا بثينة» لأنيس الأسود و«كلمة حمراء» لإلياس بكار و«نحن هنا» لعبدالله يحي. أما في باب الأفلام القصيرة فسيعرض المهرجان أحدى عشرة فيلما وفي باب لجنة التحكيم الخاصة ثلاثة عشرة فيلما وفي بانوراما السينما العربية سبعة أفلام. وتحضر الأحداث العربية المسماة «بربيع الثورات العربية» بكثافة في الأفلام القصيرة والوثائقية خاصة.
الرفض في السينما
الندوة الفكرية للمهرجان يومي 6 و7 ماي ستكون حول الرفض في السينما العربية من إعداد وإدارة الأستاذة أبتسام خليل التي أعدت التأطير العام للندوة تحدثت فيها عن أرتباط السينما العربية بالشأن السياسي وبعد الأنفجار الذي يعيشه العالم العربي منذ 14 جانفي أصبح الشأن السياسي هو المحور الأساسي للسينما التي ستسفيد من مناخ الحرية بعد سقوط الأنظمة التي كممت الأفواه وطاردت الأفكار ومنعت الأحتجاج.
وستبحث الندوة في مجموعة من الأسئلة المرتبطة بالتجربة السينمائية العربية مثل تجليات الرفض والعلاقة بين الجرأة والرفض والرقابة والمنع بأسم المقدس والديني التي تمثل شكلا من أشكال الديكاتوتورية الجماعية ضد الأبداع الذي يبقى دائما متصلا بالحرية وفعلا فرديا.
وهل الأعتداء على السينمائيين ومنع أفلامهم من العرض هو مجرد حركات معزولة أم أقصاء ممنهج للسينمائيين من المدينة الفاضلة بعد الثورة؟ لقاء نابل الدولي للسينما محاولة أخرى للحفاظ على مساحات الحرية التي فتحتها ثورة 14 جانفي وتسعى أطراف الى مصادرتها هذه المرة بأسم المقدس الديني والأجتماعي.