من المواضيع التي لم تطرح بعد الثورة في مدينة تالة هو موضوع تصريف المياه المستعملة الذي شكّل طيلة سنوات هاجسا صحّيا كبيرا في الجهة بعد ما شاع من تسبّب هذه المياه الملوثة التي تستقرّ في بحيرة قريبة من مكان الضّخ المركزي لمياه الشرب بالمدينة في بعض الامراض الجرثوميّة كالتهاب الكبد.. ورغم تطمينات الجهات الصحّية وفنيي الّشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه إلاّ أنّ ما وقفت عليه «الأسبوعي» أثناء زيارة هذه البحيرة من تلوث بيئي يفرض إثارة هذا الموضوع لإيجاد الحلول المناسبة.. مخاطر بيئية جمّة تمتدّ البحيرة على مساحة شاسعة غطت جانبا منها نباتات غريبة يصل طول البعض منها أكثر من أربع أمتار وتعيش فيها أنواع غريبة أيضا من الطيور المائية وأسماك سوداء ويحيط بفضائها جيش من الحشرات وتفوح من المجاري الحاوية للمياه المستعملة والفضلات البشرية روائح كريهة.. وعلى ضفافها ترعى الأغنام وتشرب منها.. وعلى ضفافها تكدّست قوارير بلاستكية وبقايا عجلات ونفايات متنوّعة.. هذه المياه الملوّثة التي تتسرب إلى المائدة المائية بدون شك تختلط حتما بمياه الآبار القريبة منها لتستعمل في ريّ المغروسات خاصّة وانّ عشرات الهكتارات الخصبة والمزروعة تحيط بهذه البحيرة وتزود المدينة بالعديد من المنتوجات الفلاحية كالخضر والغلال... مشاريع التطهير تناهى إلى مسامع ابناء الجهة منذ مدّة إقرار محطة لتطهير المياه المستعملة وأخرى لرسكلة النفايات ضمن برامج من العهد البائد ولكن بعد الثورة تلاشى هذان المشروعان ولا يعرف المتساكنون مصير هذه المحطات التي قد تكون الحلّ المناسب لدرء هذه المخاطر البيئية ولكن وفي ظلّ غياب أجهزة التنفيذ في الجهة لم يتسنّ لنا معرفة مصير هذه المشاريع... فمتى سيستفيق المواطن ليجد وضعا بيئيّا يطيب فيه العيش الكريم ؟