تونس-الصباح:يجري حاليا استكمال الدراسات الإستراتيجية بشان الآثار البيئية المحتملة للمشاريع التنموية والاستثمارية الكبرى التي تم اعتمادها لوضع الاجراءات العملية لاستغلال مواقع انتصاب المشاريع بعدد من المناطق على غرار خليج تونس ومنطقة النفيضة. وبينت الدراسات خاصة عدم تواجد تأثيرات كبرى لهذه المشاريع على الموارد المائية إذ ينتظر ان لا تتجاوز الملوحة 2 غرام للتر بمحيط مشروع مطار النفيضة الدولي إلى غاية سنة 2055 وعلى السواحل بحيث لا تتجاوز تنقل الرسوبيات 20 الف متر مكعب سنويا. بالنسبة للمشاريع التنموية المبرمجة بالوسط الشرقي بمنطقة النفيضة تولت وزارة الإشراف إعداد دراسات استراتيجية معمقة لتحديد الآثار البيئية المحتملة تتضمن خاصة دراسة حول التصرف في مياه السيلان بمنطقة النفيضة-هرقلة لتحديد الخصائص الهيدرولوجية للمنطقة والإجراءات المناسبة لحمايتها من الفيضانات، دراسة هيدرولوجية لمنطقة النفيضة لتحديد خصائص الموائد المائية ومدى تأثرها على المدى الطويل بظاهرة التملح اعتبارا لجهر ميناء المياه العميقة بسبخة عسة الجريبة. فضلا عن توفير المعطيات الضرورية الميدانية حول المعاشب البحرية واعماق البحر والتيارات البحرية وصور الأقمار الصناعية لمنطقة المشروع لتحديد الإجراءات المناسبة لحماية الشواطئ المجاورة لمنطقة المشروع من الانجراف. ومكنت هذه الدراسات من إعداد خطة عمل لحماية الشريط الساحلي والكثبان الرملية من الانجراف البحري واقتراح برنامج لدعم المنشآت المائية المتواجدة قصد مزيد التحكم في المخاطر التي قد تترتب عن الظواهر القصوى للأمطار وتغيرات المناخ، وقد تم تحديد الحلول الملائمة لكل من المنطقة الشمالية (بوفيشة-السلوم) والمنطقة الجنوبية (النفيضة-هرقلة). أما عن مشروع مطار النفيضة الدولي فقد علمنا ان الأطراف المعنية تتابع مدى تطابق مخطط التصرف في مياه الأمطار داخل وخارج وفي حوزة مهبط الطائرات والتصرف في الزيوت المستعملة وتركيز المساحات الخضراء واستغلال مقطع الرمال. وبخصوص المشاريع الاستثمارية المبرمجة بخليج تونس، وخاصة بمحيط بحيرة تونس وسبخة أريانة فقد تولت وزارة البيئة إنجاز دراسات معمقة للخصائص الهيدرولوجية والرسوبية والمعاشب البحرية بمحيط انتصاب هذه المشاريع، وتحديد عدة إجراءات لإحكام استقطاب المشاريع وضمان تناغمها مع متطلبات حماية البيئة وشروط المحافظة المستديمة على الشريط الساحلي والملك العمومي البحري، خاصة وان جل هذه المشاريع يعرض إنجاز موانئ ترفيهية ووحدات سكنية وخدمات تستقطب فئة سكنية إضافية تناهز 500 ألف ساكن باستكمال انتصاب هذه المشاريع. يذكر أن السنة القادمة ستشهد أيضا استكمال القضاء على الجيوب الملوثة وانطلاق أخرى على غرار مشروع تبرورة بصفاقس، ومشروع التصرف في نفايات غسل الفسفاط بقفصة لإحداث الأحواض للحد من سكب مياه غسل الفسفاط بالوسط الطبيعي، نقل وحدة تحويل الفسفاط "السياب" والشروع في إنجاز مشروع إزالة التلوث بمعمل الحلفاء بالقصرين مع الشروع في إنجاز الدراسات التنفيذية لتحسين الوضع البيئي بحوض بحيرة بنزرت وخليج المنستير. مقاومة التلوث بخليج قابس قامت وزارة البيئة مؤخرا بخصوص التصرف في أنشطة تحويل الفسفاط بقابس وبالتنسيق مع المجمع الكيميائي التونسي بتكليف مجموعة من الخبراء الدوليين بدراسة تهدف للتقييم المندمج واقتراح الحلول المجدية من الناحية الفنية والبيئية والاقتصادية، ويتم حاليا التعمق في الجوانب المالية الخاصة بإنجاز مشروع مقاومة التلوث بهذه المنطقة. وفي ما يهم مشروع إنتاج الحامض الفسفوري المركز بالصخيرة التابع للشركة التونسية الهندية للأسمدة فيتم حاليا التقييم البيئي لإعداد الإجراءات البيئية المزمع اتخاذها وخاصة للحد من الإنبعاثات الغازية والتجهيزات التي يتعين تركيزها للغرض وكذلك الشأن بالنسبة لمصب الفوسفوجيبس ولمياه الرشح. علما وأن مسألة مقاومة التلوث خاصة بخليج قابس كانت محل دراسات منذ سنوات وتطرح اشكاليات عديدة خاصة بالنسبة لسكان المنطقة المجاورة للبؤر الملوثة.