مثلت الألعاب المتوسطية المقامة ببيسكارا فرصة التقى فيها رجال الأعمال المتوسطيين في منتدى “فوروم ماد” المقام في منطقة الأبروز في إيطاليا. وشأنهم شأن الرياضيين التونسيين المشاركين في الألعاب المتوسطية، الذين أبلوا البلاء الحسن بإحرازهم المرتبة السادسة والأولى عربيا، كان لرجال الأعمال التونسيين دور متميز وهام في هذا المنتدى. واطلع رجال الأعمال التونسيين ،الذين حضروا بمعية ممثلين عن وكالة النهوض بالصناعة ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية، على أهمية الدخول في شراكات تجمعهم بنظرائهم من المتوسط خاصة مع تزايد المنافسة من الدول الصاعدة من آسيا وتحديدا من الصين. كما تناقش المجتمعون في هذا المنتدى حول التحديات والمعوقات المطروحة أمام الشراكة بين دول الجنوب والشمال في المنطقة المتوسطية خاصة وأن المبادلات التجارية بين المنطقتين لم تتجاوز نسبة 2.4 بالمائة من المبادلات العالمية كما أن الجنوب لا يمثل سوى 3.3 بالمائة من جملة المبادلات التجارية للاتحاد الأوروبي. وعلى العكس من هذا فإن دول جنوب المتوسط ترتبط بشدة بالاتحاد الأوروبي الذي يستقطب أكثر من نصف مبادلاتها التجارية وقرابة الثلثين بالنسبة إلى تونس والمغرب. ويعود هذا التباين بين حصة الشمال والجنوب بحسب الخبراء إلى ضعف الاندماج الاقتصادي لمحور جنوب-جنوب فباستثناء بعض دول الجنوب التي وسعت مناطق التبادل الحرّّ (اتفاقية أغادير الموقعة من المغرب وتونس ومصر والأردن) فإن التجارة البينية في دول الجنوب لم تتجاوز نسبة 8 بالمائة. من جهتها تتطلع تونس إلى تعزيز علاقات شراكة متكافئة مع بلدان الاتحاد الأوروبي وتأمل في الحصول على صفة الشريك المميّز للاتحاد الأوروبي الذي تربطها به علاقات اقتصادية كبيرة حيث تستحوذ الدول الأوروبية على ما يناهز 70 بالمائة من مبادلات تونس التجارية مع الخارج. وكانت تونس أول بلد من جنوب المتوسط يقوم بإرساء منطقة للتبادل الحرّّ مع الاتحاد الأوروبي منذ غرة جانفي 2008