استقبلنا فريق تصوير سيتكوم «دار لوزير» أو «دار فريدة»- في انتظار اختيار العنوان الرسمي للسيتكوم الذي تقدمه قناة نسمة في رمضان القادم في إحدى الفيلات الواقعة على هضبة سيدي بوسعيد، أين تدور أحداث هذا العمل الكوميدي الذي يعول تقريبا على كامل الممثلين الذين شاركوا في «نسيبتي العزيزة» الذي بثته نفس القناة في موسمي 2010 و2011. وصادف حضورنا أثناء تصوير إحدى المشاهد التي يلتقي فيها عدد كبير من ممثلي «السيتكوم «من تونسيين وجزائريين حيث تميزت أجواء التصوير بالروح المرحة رغم علامات التعب والإرهاق بسبب ساعات التصوير وارتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة من العام. المخرج صلاح الدين الصيد كان كعادته أثناء تصوير أعماله التلفزيونية يقتنص أي خطأ ليعيد»بروفات» المشهد أو تصويره محافظا في الآن ذاته على سعة صدره مع التقنيين والممثلين. تراه يراجع الحوار مع أحد الممثلين تارة وتارة أخرى يناقش أحد التقنيين حول زاوية من زوايا تصوير المشهد إلخ... كمال التواتي في شخصية الوزير المخلوع الصباح التقت نجوم «دار لوزير» أثناء استراحتهم التي لم تتجاوز الساعة من الزمن فحدثنا كاتب السيناريو وصاحب دور «البستاني» يونس الفارحي عن أحداث السيتكوم قائلا: «حاولنا خلال كتابتي للعمل صحبة الزميلة سامية عمامي تقديم الجانب الانساني في حياة وزير مخلوع دون الخوض كثيرا في السياسة والسيناريو يرصد طبيعة التونسي بمختلف توجهاته حيث صورنا مختلف الأطياف وتعاملهم مع اليومي في حياتهم في أسلوب ساخر وهزلي.» وبين يونس الفارحي أن الوزير في سيتكوم نسمة سيكون شخصا مرحا رغم ما يمر به من توتر بسبب إمكانية محاسبته على مهامه في العهد البائد ويحاول في حياته الجديدة استرجاع جانب من سلطته التي فقدها بالبيت بسبب بعده في السابق عن هموم عائلته وانغماسه في عالم السياسة. وعن دوره في العمل كشف يونس الفارحي أن شخصية «ضوء» البستاني الذي يعتني بكل ما هو طبيعي في هذا البيت كما يهتم بعض الشيء بعلم الفلك وسيكون لها تأثير على الأحداث وتطورها وكغيره من الشخصيات سيكون هناك في حواره ما يقال وراء الأسطر أمّا دور الفنان فرحات هنانة الذي أفادنا أن نسمة اتصلت به قبل يومين من انطلاق التصوير ليتقمص دور طباخ «دار فريدة» أمّ الوزير فيجمع بين النفاق والرغبة في الانتقام إلى جانب حقده على أصحاب عمله الذي كانت دوما عائلته في خدمتهم فجاءت الثورة متنفسا لهمومه. «السبوعي» في البال على صعيد آخر أشار فرحات هنانة إلى رحيل سفيان الشعري وتأثيره السلبي على المجموعة الحاضرة في سيتكوم «دار فريدة» باعتبار الألم الذي تركه في نفوسهم حيث يتذكرون حضوره وضحكته في أغلب فترات التصوير أمّا عن اللهجة الصفافسية فنفى مصدرنا أن تكون حاضرة في هذا السيتكوم على غرار «نسيبتي العزيزة». من جهته اعتبر كمال التواتي شخصية الوزير المخلوع التي يؤديها في السيتكوم جديدة في عالم الدراما التونسية ولعّل لنسمات الثورة دورا في تجسيد هذه الشخصية في عمل تلفزيوني نافيا أن يكون هذا السيتكوم هو صورة عن الثورة التونسية بقدر ماهو قراءة خاصة للجانب الإنساني في مجتمعنا. وعن تعامله مع قناة نسمة بعد أن تعاون طيلة السنوات الماضية مع التلفزة الوطنية أكد لنا «الدكتورالأبيض» في «شوفلي حل» أنه مرتاح في هذا العمل ولم يجد صعوبات تذكر مضيفا أن الفنان هو من يفرض مستوى التعامل الذي يجمعه بغيره من المهنيين والذي يتطلب الحرفية من الجانبين وهذا متوفر في عمله الحالي «دار فريدة» أو دار لوزير. وتجدر الإشارة إلى أن قناة نسمة تستعين عادة في أعمالها الفنية بنجوم الدراما المغاربية وفي هذا العمل لم يكتف «سيتكوم» صلاح الدين الصيد بدعوة الممثلة رزيقة فرحان بل تستضيف حلقات المسلسل ثلاثة نجوم من الجزائر التي تحظى فيها قناة نسمة بنسبة مشاهدة مرتفعة مقارنة بتونس وغيرها من الدول المغاربية وفي هذا السياق قالت الممثلة والمذيعة ليندا ياسمين أنها سعيدة بهذا التعاون القادر على تطوير الدراما المغاربية والمساهمة في انتشارها عربيا وأشارت إلى أن النجوم التونسيين الحاضرين في هذا العمل الذين شاركوا في «نسيبتي العزيزة» في السنتين الماضيتين يحظون بشعبية في الجزائر خصوصا الممثلة كوثر الباردي. وللإشارة فإن أحداث السيتكوم تدور حول وزير خلعته الثورة فيتحول للإقامة في بيت والدته فريدة وهي امرأة ثرية دكتاتورية حيث يجد الآمان أكثر في هذه الأجواء وهو في انتظارمحاسبته بعد أن فقد كل امتيازاته وأصبح ضحية لخلافات وشجارات يومية بين أمه وزوجته. ويجسد أدوار البطولة في هذا العمل كل من منى نور الدين في شخصية أم الوزير»فريدة «وكوثر الباردي في دور مدبرة المنزل ويونس الفارحي في شخصية «ضو» إلى جانب خالد بوزيد وفرحات هنانة والفنان كمال التواتي في شخصية الوزير»اسماعيل بوريقة» وتشهد هذه السلسلة الهزلية عودة الفنان رؤوف بن عمر للتلفزيون حيث كانت آخر إطلالته في مسلسل «صيد الريم» فيما يتولى إخراج الحلقات الثلاثين ل»دار فريدة» المخرج صلاح الدين الصيد صاحب المسلسلات التلفزيونية الناجحة ولعل أشهرها عمله «الخطاب عالباب».