بمناسبة مشاركته في سيتكوم «دار لوزير» الرمضاني على قناة نسمة التقت «الصباح» الفنان الجزائري المغترب بفرنسا سيد أحمد أقومي في حوار لم يقتصر على حضوره الفني بتونس. تحدّثنا مع نجم المسرح الجزائري في سنوات السبعينات والثمانينات عن سنوات الجمر ببلاده والتي فرضت عليه استكمال مسيرته في فرنسا.. نوه سيد أحمد أقومي صاحب رصيد الخمسين فيلما سينمائيا منها شريط «بور فوق المدينة» للمخرج الجزائري المهاجر جمال بن صالح والعمل السينمائي الفرنسي ذو الطابع الكوميدي للمخرج»أوليفي بارو»إضافة إلى مجموعة من أبرز الأعمال المسرحية ذات التوجهات المنتقدة للواقع في الجزائر, نوه خلال لقائنا به بالخطوات التي اتخذها الزعيم الحبيب بورقيبة في دعم الفن الرابع وفيما يلي نص الحوار مع سيد احمد اقومي الذي تناولنا فيه كذلك الواقع السياسي بتونسوالجزائر ما الذي دفعك للمشاركة في الدراما التونسية وأنت كما نعلم منشغل كثيرا بالمسرح والسينما في الأعمال الفرنسية والجزائرية؟ -في الحقيقة قناة «نسمة تي في» هي من شجعتني على قبول التجربة لما تحظى به من شعبية في الجزائر إلى جانب الطاقم الفني المشارك في هذا العمل وعلى رأسهم سيدة الخشبة التونسية منى نورالدين التي سبق وأن التقيت معها في أعمال مسرحية وعملنا معا فقد كنت زائرا دائما لتونس في سنوات السبعينات والثمانينات حيث عرضت عديد الأعمال المسرحية وقد أعادت لي هذه التجربة نكهة التعاون الفني فيما بيننا أمّا دوري في سيتكوم «دار لوزير» فهو والد زوجة الوزير الذي يعلم بقرار ابنته طلب الطلاق من زوجها فيقرر زيارتها في تونس وإقناعها بالعدول عن الأمر وتتميز شخصية «سي مرزوق» التي أؤديها بنخوتها ومرحها إلى جانب مشاكساته اليومية مع زوجته السابقة والدة زوجة الوزير وقد قدمت من فرنسا خصيصا لتجسيد هذه الإطلالة رغم أني صرت مقلا في قبول الأعمال التلفزية في السنوات الأخيرة تحدثت عن المسرح التونسي وتعاونك مع منى نور الدين فكيف تراه اليوم مقارنة بغيره من المسارح العربية؟ -عرفت المسرح التونسي في فترة رئاسة الحبيب بورقيبة لتونس وفي الحقيقة قدم هذا السياسي الكثير للمسرح التونسي وللأسف وقع الاستغناء عن عديد المهرجانات التي نظمت في عهده ومنها مهرجان يقام برباط المنستير، كنا نعرض فيه سنويا انتاجاتنا من المسرح الجزائري ثم اتجهنا للمسرح الوطني وشاركنا في عديد التظاهرات بتونس أهمها أيام قرطاج المسرحية فتونس منارة للفن الرابع وملتقى مختلف التجارب العالمية والعربية خصوصا مما صقل أكثر خبراتنا في تلك السنوات تفضل العمل المسرحي والسينمائي على التلفزيون رغم أنها الوسيلة الأكثر شعبية وقادرة على تكريس استمرارية حضورك في الدراما الجزائرية؟ -انشغالي الأساسي ومنذ بداية مسيرتي كان المسرح هذا إلى جانب السينما من منطلق أنهما مجالان للتثقيف والتوعية وتنوير المجتمع على عكس التلفزيون الذي يركز أكثر على الجانب الفني الاستهلاكي لذلك أنتقي الأعمال الجيدة على مستوى المضمون والتقنية والكتابة للمشاركة فيها خصوصا وأن الدراما الرمضانية في السنوات الأخيرة تشبه أطباق الإفطار السهلة التحضير هل أبعدتك إقامتك منذ التسعينات في فرنسا عن واقع بلادك الثقافي والاجتماعي؟ -أسباب اختياري الاغتراب على العيش في وطني يعود لسنوات الجمر التي عشناها وأثرت على حياتنا خصوصا نحن النخبة لذلك كانت الهجرة الحلّ الأنسب بالنسبة لي لأواصل مشواري الفني بكل حرية ودون قيود تعرقل أعمالي غير أن هذا الاغتراب عمّق أكثر اهتمامي بقضايا وطني ففي فرنسا أنشط ضمن انتاجات فرنسية وأخرى جزائرية كما أعرض أعمالا تحمل بصمة هويتي وتكويني الحضاري والسياسي وأرجو أن لا تكون تونس عرضة لما حدث لنا في سنوات الرصاص هل تتوقّع أن يعيد التاريخ نفسه في تونس في الفترة الراهنة؟ -لا أعتقد أن تونس يمكن أن تعود إلى الوراء بعد عقود على تكوين دولة المؤسسات ولكن يجب الحذر رغم إيماني أن التونسي لن يتنازل عن حقوقه العامة والفردية خصوصا. أما بالنسبة للمرأة التونسية فهي أقوى بكثير من كل القوى الرجعية ومن يظن أنه يستطيع تدجينها فهو واهم