انتقد السينمائي المغربي عز الدين الوافي في سياق حديثه عن تأثير الثورات العربية على مضامين السينما ، استسهال بعض المخرجين للربيع العربي ومحاولة استغلاله بأسلوب تسجيلي قائم على تقنية الروبرتاج التي تختلف تماما عن الفعل السينمائي الحقيقي وأضاف محدثنا أن أفلام الثورة مجرد تجارب تهدف لفعل تأريخي وذلك من زوايا إيديولوجية معينة ولم تنضج بعد لذلك لا يمكن تقييمها في الوقت الحالي. واعتبر مصدرنا في الإطار ذاته أن برمجة فيلم عن الثورة لا لشيء إلا لأنه من تونس أو مصر في المهرجانات السينمائية لا يخدم الفن السابع في البلدين خاصة وأن هذه الأفلام لا تحمل نظرة ثاقبة وأبعادا جمالية والمطلوب من الفاعلين في هذا القطاع العمل بكثب على كل تفاصيل الحدث حتى تكون أعمالهم ذات نظرة ثاقبة وأبعادا جمالية. وفي حديثه عن سينما بلاده بيّن الناقد والمخرج السينمائي المغربي أن الفن السابع يحمل رؤى فكرية وجمالية وتقنية معينة تتماشى والمجتمع المعني باستهلاك هذا الإنتاج الثقافي غير أن رواد السينما المغربية لم يستطيعوا تحقيق هذه المعادلة باعتبار تكوينهم بأوروبا الشرقية وفرنسا غير أن دعم الدولة وتكوين مخرجين شباب وتعدد التجارب السينمائية المصورة أخرج السينما المغربية من جلباب الغرب وأصبحت أقرب للحياة بالمغرب وعلينا فقط الحذر من الصبغة التجارية لبعض الأعمال. مقابل ذلك اعتبر عز الدين الوافي أن السينما التونسية تتجاوز المغرب على مستوى جرأة الطرح ومعالجاتها لقضايا «التابوهات» كما يمثل كل جيل من مخرجيها بصمة متفردة عن الأخرى على غرار أعمال رضا الباهي أو النوري بوزيد. وأفادنا محدثنا أن ما ينقص السينما العربية في العموم لتطوير مضامين انتاجاتها هو العمل القاعدي الذي يتطلب اهتماما كبيرا بسينما الهواة وتأطيرها إلى جانب تكوين أكبر عدد ممكن من نوادي السينما و توفير المنح لهؤلاء الشباب الهواة حتى يكونوا في المستقبل السواعد التي يعول عليها القطاع المحترف في الفن السابع كما أشار إلى أن مجال النقد السينمائي في حاجة إلى مراجعة عميقة بسبب الخلط الخطير بين الكتابات الصحفية ومقالات النقد السينمائي. وصرح لنا السينمائي المغربي أنه سيصدر قريبا كتابا خاصا بالسينما التونسية كما يتطرق للثورات العربية هذا إلى جانب طرحه مؤخرا لإصدار تحت عنوان «رؤى في السينما المغربية». وللإشارة فإن الناقد والمخرج المغربي عز الدين الوافي كان قد شارك بفيلمه «طيارة ورق» في ملتقى السينما العربية بنابل في دورتها الثانية وهو أحدث أعماله حيث يملك في رصيده مجموعة من الأفلام القصيرة منها «فابولا صفر»و «أبواب الياسمين» و»ملح الذاكرة» الخاص بالقضية الفلسطينية أمّا بحوثه في عالم السينما فنذكر منها «لعبة الظل ..لعبة الضوء» و»بنية اللغة السينمائية» وديواني الشعر «فنتاسيز»باللغة الانقليزية و»وريقات الزمن الآخر» بالغتين العربية والاسبانية.