يترأس المخرج الفلسطيني عز الدين شلح لجنة تحكيم المسابقات الدولية في إطار الدورة 26 للمهرجان الدولي لفلم الهواة بقليبية . و يعتبر عز الدين شلح من أهم الشخصيات في ميدان السينما في العالم العربي فهو مخرج و ناقد سينمائي ولد بغزة في 1965 و هو مستقر الأن بمدينة فاس المغربية لتحضير رسالة الدكتورا ه. و كانت لنا فرصة الحديث معه عن هذا المهرجان و مواضيع أخرى تعمقنا فيها في هذا اللقاء الخاص بالتونسية : - إن تحدثنا عن مستوى الأعمال التي قدمت في هذه الدورة ماذا يمكن أن نقول ؟ أنا أزور تونس لاول مرة و قد فوجئت بمستوى السينما فيها خاصة و نحن نتحدث اليوم عن سينما الهواة الذي أرى أنه يرقى إلى مستوى سينما المحترفين . و يعود هذا إلى كثرة مدارس السينما في هذا البلد و حسن التكوين و التأطير ،و التي قدمت يتوقع لها مستقبل كبير حتى إن لم تتحصل على جوائز في هذه الدورة . فمستوى تونس رائع جدا مقارنة بالدول الأخرى . - كيف يمكن أن تقيم هذه الدورة ؟ في الواقع أنا لم أواكب الدورات الفارطة لذا لا يمكن المقارنة ، لكن الجدير بالذكر هو أننا نعمل هذه السنة في ظروف إستثنائية على عديد المستويات و أنا أشكر إصرار إدارة المهرجان على عدم إلغاء هذه الدورة رغم الصعوبات " أن تعمل و تخطئ خير من أن لا تعمل أبدا " . و الأهم هو التركيز على عنوان "سينما المقاومة " الذي كان فرصة حتى لمشاهدة أفلام كانت ممنوعة في العهد السابق . و أنا أشكر الشباب الحاضر لحرصه على إنجاح المهرجان و الروح الأسرية التي يتعاملون بها و التي تثبت الحرفية رغم أنهم لا يزالوان هواة . - أنت وليد فلسطين و تحديدا من غزة بلد الإنتفاضات كيف ترى الوضع في العالم العربي اليوم ؟ ما يحصل في العالم العربي اليوم لا يمكن و صفه "بالثورات " لأن للثورة مقاييس و قواعد مضبوطة وهي أن تكون منظمة لها قيادات و خطط مسبقة . لكن ما يجري هو "غضب جماهيري" تفجر نتيجة كثرة الضغط من الحكومات المستبدة بداية من تونس و وصولا إلى سوريا و لا نعرف أين سينتهي . في حين أن في فلسطين الامر مختلف فالعدو واضح و الثورات ليست وليدة لحظة غضب تنفجر لكنها وليدة إضطهاد يتواصل منذ سنوات في ظل صمت عربي رهيب . _ يعني أنه لهذا السبب لم تثر غزة في هذه الفترة بالذات ؟ كل الفلسطينيين و تحديدا الغزاويين خبروا فن الحرب و أعطوا العالم دروسا في الصمود و الإنتفاضات التي هزت كل العرب و الغرب على حد السواء لذا كلهم واعين بما يحصل اليوم في ما يسمى "ببلدان الثورات" و يعرفون جيدا أنه أسلوب لا يتماشى مع العدو الأزلي و لا يجدي في إخراجه إلا بمواصلة الإنتفاض و التخطيط و خاصة الصمود في هذه الفترة بالذات .