باريس «الشروق» من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب: قدّم المخرج التونسي المقيم في باريس منذ سنوات طويلة يوسف حميد شريطا سينمائيا جديدا لإدارة أيّام قرطاج السينمائية بعنوان «الرّاهب ذو الجلباب» ويأمل أن يتمّ اختياره من بين الأفلام التونسية التي ستعرض خلال أعرق تظاهرة سينمائية عربية وافريقية . هذا الشريط من إنتاج JET PRODUCTIONS وهي شركة إنتاج سينمائي مغاربي يديرها المنتج يوسف السيساوي ويشارك في الشريط من تونس الى جانب المخرج كل من مهدي الهميلي ومنيرة لكحل أماّ التمثيل فلمجموعة من الممثلين الفرنسيين وهم إريك شانتري وليوتور وثريا شيلار وغيرهم. الشريط يعالج ظاهرة الدجل والشعوذة باسم الدين سواء في الغرب أو الشرق واستغلال الأزمات النفسية التي ترتّبت عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في العالم ويصوّر الشريط قصّة راهب يتخلّى عن دوره الديني ليتحوّل الى متحيّل باسم الدين يبيع وهم الثروة والسعادة للذين يعانون من أزمات نفسية خانقة. ويكشف الشريط عن تنامي الفكر الخرافي في الغرب الذي كان في فترة ما منبرا للعقلانية والتنوير. هذا الشريط تساهم فيه القناة الثانية الفرنسية وستكون أيّام قرطاج السينمائية إن اختارت عرضه المناسبة الأولى التي يعرض فيها قبل عرضه في مهرجانات عربية وأوروبية أخرى . لقاء نابل الدولي للسينما يعيد الاعتبار لسينما المؤلف عاشت مدينة نابل عاصمة الوطن القبلي وكل الفضاءات الثقافية المجاورة طيلة ثمانية أيام على وقع حب السينما بقصصها وحكاياتها وألوانها في اطار الدورة الاولى للحدث الثقافي الذي شهدته مدينة نابل ضمن فعاليات لقاء نابل الدولي للسينما العربية الذي انتظم من 25 سبتمبر الى 2 أكتوبر 2010 والذي نظمته جمعية أصدقاء المركز الثقافي نيابوليس بنابل برعاية ولاية نابل والمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالتعاون مع المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل. اللقاء مثل موعدا رائدا للسينما العربية، وحدثا ثقافيا متميزا، حيث احتفت الدورة الاولى بسينما المؤلف، سينما الثقافة والمثقف، التي تحمل رؤية ذاتية للمؤلف من خلالها يقدم منظوره الابداعي، ونسقه الفلسفي، وتصوره التخييلي الى الانسان والمعرفة والوجود والعالم والقيم، بما تحمله من أطروحات المخرج أو كاتب السيناريو تجاه الاحداث المعروضة، واعطاء الأولوية لما هو فني وجمالي وتقني على حساب ما هو تجاري ومادي، فسينما المؤلف هي سينما الفن والجمال والبحث والتجريب في مقابل السينما التجارية المبتذلة التي لا يهمها سوى دغدغة الجمهور ومراعاة أفق انتظاره بينما سينما المؤلف هي التي تخيب أفق انتظار الراصد المتفرج، وتؤسس مفهوما جديدا للتلقي والفرجة السينمائية، ومن ثم فسينما المؤلف ليست هي التي تنقل لنا المجتمع والهموم الواقعية بشكل جدلي أو مرآوي، بل هي التي تعكس لنا الشخصية الفنية والابداعية للمخرج، وفي هذا الاطار قدمت الدورة الاولى للمريدي السينما الجادة مجموعة من الأفلام العربية التي تركت بصمتها حيث تم عرض الأفلام التالية: المشتهى لعلياء خاشوق من سوريا وراء المرأة لنادية شرابي من الجزائر/ فينيك الأيام لادريس شوكة من المغرب/ سكر بنات لنادين لبكي من لبنان/ كما قال الشاعر لنصري حجاج من فلسطين/ مسخرة لالياس سالم من الجزائر/ الزمن الباقي لايليا سليمان/ خرمة لجيلاني السعدي/ عرس الذيب لجيلاني السعدي/ جنون للفاضل الجعايبي/ خشخاش لسلمى بكار/ سينيشتا لابراهيم اللطيف من تونس/ المسافر لاحمد ماهر من مصر/ زرزيس لمحمد الزرن من تونس/ فن المزود لسنيا الشامخي. كما دعا ملتقى نابل الدولي للسينما العربية في دورته الاولى السينما البلجيكية كضيفة شرف للتحاور مع بقية التجارب العربية من خلال سهرة خاصة قدمت ضمنها بانوراما لأهم الاعمال السينمائية البلجيكية القادمة الينا من مقاطعة مونس المتوأمة مع ولاية نابل. وحرصت الدورة على عرض 15 فيلما تونسيا قصيرا قبل كل فيلم طويل. أما الندوة الدولية «واقع ورهانات السينما العربية الشابة» والتي انتظمت على مدى يومي الاحد والاثنين 26 و27 سبتمبر 2010 فقد طرحت جملة من الاشكالات من خلال الجلسة الاولى التي ناقشت السينما العربية الشابة ما بين الشرق والمغرب العربي ضمن محورين، الاول محور تأثير عامل اللغة (الفرنسية والعربية) على نجاح أو فشل الفيلم في الوصول الى الجمهور العربي، والثاني محور عامل الثقافة والتأثر بالجيران دوليا، وانعكاس ذلك على المضامين السينمائية. في حين ناقشت الجلسة الثانية مشكلة السينما العربية الشابة... هل هي في الانتاج والتوزيع أم في النصوص والمخرجين؟؟ وأي مصير للسينما العربية الشابة؟؟ وشارك في ادارة هذه الندوة كل من لمى طيارة من سوريا وابراهيم اللطيف من تونس وعلياء خاشوق من سوريا وسنية الشامخي ونصري حجاج من فلسطين والطاهر الشيخاوي من تونس وحجلاء خلادي من الجزائر وادريس شوكة من المغرب ونجيب منصر من تونس والراضي تريمش وغانم غوار من تونس. حفل الاختتام كان مثل حفل الافتتاح غير تقليدي اذ قدم فريق من مجموعة انانا السورية لوحات راقصة في البداية، وفي جو حميم تم تكريم المخرج الفلسطيني نصر حجاج من قبل السيد لطفي المسعدي المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بنابل كما تم تكريم ضيوف اللقاء ليفسح المجال بعد التكريمات للشاشة الفضية لتكرم بدورها ملك الكوميديا في تونس الامين من خلال عرض فيلم عرب.