نظمت جمعية «آفاق للتنمية بلا حدود» عرضا موسيقيا استعراضيا مساء أول أمس بالمسرح البلدي بالعاصمة بعنوان «صوت الأرض» وهو من تأليف حكيم الغربي وإخراج صبري الجندوبي وتولى طارق الريابي التوزيع الموسيقي أما المجموعة الصوتية فتضمّ كلا من غادة الميساوي وسعاد النصراوي وبشرى بن عربية وأميرة النصراوي، بينما تكونت المجموعة الموسيقية من عدد من العازفين على آلات موسيقية مختلفة على غرار جبران العويني وقتيبة الرحالي وخلود تقتاق وحلمي القبي وغيرهم... قدم العرض لوحات راقصة وقراءات شعرية بمشاركة الشاعرة صالحة الجلاصي صاحبة ديوان «أكبر من أن تراني» و»ارتجال الضوء» و»عراجين الرغبة» حيث قامت بارتجال بعض القصائد الممثلة لسلسلة من الصور استدعت المستوى الفكري والنفسي وهي تتغنى بالجذور والانتماء والهوية التونسية. وقد بدت لوحات الرقص (تصميم جميلة كمارا) العنصر الأبرز في الحفل. ذلك أنه لولا الحركات الأنيقة للراقصين والراقصات على الركح لخلا الفضاء من الجماهير منذ الدقائق الأولى نظرا لرداءة الصوت ووجود الفرقة الموسيقية آخر الركح مما أساء الى البعد الجمالي من جهة وتسبب في عدم وصول الصوت وبالتالي مخارج الحروف لم تكن واضحة عند الغناء من جهة أخرى مما جعل المتفرج يشعر وكأنه بصدد متابعة «بروفة» بإحدى الفضاءات البسيطة التي تشكو نقائص على جميع المستويات. هذا فضلا عن تراكم محتوى العرض بصفة عشوائية من آداء أوبرالي وعزف فردي على آلة الكمنجة وآلة الناي وتوظيف الموسيقى الشعبية وتكثيف النقرات على آلة الطبل والدربوكة بطريقة غير مدروسة خالية من كل مقومات الإتقان والاحتراف. تزاوج بين المقامات ولكن.. «صوت الأرض» لحكيم الغربي شهد تنوعا كبيرا على مستوى توظيف المقامات التونسية والغربية سواء كان ذلك في أغنية «سأبحث عن اسمك» أو «يا وطن الشهداء» أو «في شوارعنا صوت المحرومين» (آداء أوبرالي لرانيا الجليدي).. إلا أن ذلك لم يرق إلى انتظارات الجمهور الذي لم يخف عدم احتفائه بالعرض وبدا ذلك جليا من خلال ردود الأفعال الباردة وعلامات الاستغراب على الوجوه. كثيرون من الحضور استغلّوا فترة الراحة لدقائق ليغادروا المسرح ممّا جعله مع نهاية العرض لا يضمّ سوى العشرات من المتفرجين.