في حركة احتجاجية على وجوده بينهم قاطع عدد من القوميين أمس الكلمة التي كان من المقرر أن يلقيها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أمام جمع كبير من الحضور أثناء افتتاح أشغال المؤتمر القومي العربي في دورته 23 بالعاصمة. اذ ما إن هم الغنوشي بالصعود لإلقاء كلمته حتى استقبله شق من القوميين بشعارات نادت باستقلالية القرار الوطني كشعار "شعب تونس شعب حر لا أمريكا لا قطر" كما رفع شعار آخر يدعو حركة النهضة إلى اتخاذ موقف واضح من مسالة التطبيع في الدستور القادم. وتواصل رفع الشعارات حتى خارج القاعة أين تحولت المقاطعة إلى حلقة نقاش كبرى تطارح فيها القوميون المنسحبون عدة مسائل تهم الوضع بكل من فلسطين وسوريا وما خلفته الحملة العسكرية "للناتو" على ليبيا وما يعيشه السودان من تشتت بالإضافة إلى الوضع في العراق. علاقة النهضة بإيران كما وزعت حركة البعث رسالة سياسية جاء فيها " إن اجتماعنا الحالي من أجل البحث عن سبل استنهاض التيار القومي العربي، وتطورات المشروع النهضوي العربي، ولكننا نرى أن بعض الحضور غير معنيين بذلك، ليس من حيث العنوان والمراتب، ولكن من حيث جوهر الفعل وفصل القول." واتهم جزء من القوميين حركة النهضة بسعي " بعض قيادييها إلى وضع يدهم في أيدي النظام الإيراني المترعة بدماء العراقيين، النظام الإيراني الذي لا تخفى نواياه التوسعية على حساب أمتنا، عن كل ذي بصيرة، النظام الإيراني حليف أمريكا ووكيلها في استعمار العراق وتدميره ورعاية العملاء." الدعاية القومية كما توجه جزء من الرسالة الموزعة والتي تحصلت "الصباح" على نسخة منها إلى المناضلين داخل الحركة بالقول" إليكم أيها الإخوة الكرام وإلى هذا الطيف داخل حركة النهضة، نقول إن من يأكل على موائد الأمريكيين، وفي أطباقهم أشلاء الفلسطينيين والعراقيين، ولا يغير المنكر بيده ولا يستنكره بلسانه، و ربما لا يتبرأ من أصحابه حتى في قلبه... إليكم أيها الإخوة الكرام وإلى هذا الطيف داخل حركة النهضة، نقول إن من ينظر لقضايا شعبه نظرة التاجر المرابي فلا يفهمها إلا من خلال ملذات السلطة ومفاخرها... غير مؤهل لحضور مؤتمر القوميين ولا هو معني بالبحث في سبل استنهاض التيار القومي." وتضمنت الرسالة أيضا " أن من ينحني للرجعيين ويقبل جبين السلاطين... من يستقوي بالأجنبي على واقع أمته، من يزيّف وعي الشعب ويقلب الحقائق ليصبح العميل وطنيا، ومرشدي الأحلاف العسكرية الأجنبية الغازية على ثنايا الوطن، ثوارا... إن قادة حركة النهضة في تونس فعلوا هذا، وفعلوا أكثر منه... لا تعنيهم الفكرة القومية إلا كيافطة دعاية، ثم يلتفوا على الفكرة نفسها، ويمارسون التعالي والتكبر على الحوامل القومية مفكرين وأحزابا وتنظيمات... من يتطاول على الشهيد صدام حسين ويمدح شيوخ البترو دولار، من يستخف بقامة جمال عبد الناصر ويمجد شيوخ الدجل والفتاوى الشيطانية ... هؤلاء لا يحق لهم حضور مؤتمرنا بل إن مؤتمرنا قد يفقد مصداقيته." جورج غلاوي وكانت الانطلاقة قد عرفت حضور عدد من الشخصيات القومية الوطنية والعربية بالإضافة إلى حضور عضو مجلس العموم البريطاني جورج غلاوي الذي أكد خلال كلمته " على ضرورة صياغة موقف عربي موحد لمواجهة التحديات الأجنبية داخل سوريا والعراق وفلسطين وحتى لا تتحول دمشق إلى أزمة سياسية عربية جديدة." وقال غلاوي أن ثمن الحرية غال و يمكن أن يحصل عليه العرب شرط ألا يلتجئوا إلى الأجانب لمساعدتهم في افتكاك حريتهم " معتبرا "أن العرب ملزمون بالدفاع عن حريتهم والمطالبة بها بعيدا عن أي تدخل." كما حضر أشغال افتتاح المؤتمر احمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع إلى جانب الأمين العام الأسبق للمؤتمر العربي القومي خير الدين حسيب والأمين العام الحالي عبد القادر غوقا وناصر قنديل ومعن بشور وعبدالملك بن خليفة بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية الممثلة عن عدد من الأحزاب القومية.وكان عضو حركة الشعب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي نفى في تصريح ل" الصباح نيوز" أن يكون شباب الحركة أو شباب حركة البعث قد رفعوا شعارات تنادي بطرد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. وقال "أن الشباب القومي هتفوا بشعارات تطالب بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وأخرى بمقاطعة المعاملات مع أمريكا وقطر."