انطلقت بعض المواقع الاجتماعيّة منذ فترة في شنّ حملة هجوم على قائد أركان الجيش الوطني رشيد عمار، فبعد أن أجمعت الصفحات «الفايسبوكيّة» على تثمين دوره أيام الثورة وتقديمه في صورة البطل الذي رفض قتل أبناء شعبه، أصبح رشيد عمار اليوم في بعض الصفحات يوصف بأنّه «خائن لوطنه وللثورة». لقد بدأت الحملة على قائد أركان الجيش الوطني منذ تحويل قضايا الشهداء إلى القضاء العسكري لكن سرعان ما خفتت وبرزت من جديد على الساحة عندما صرحّ الصحفي سفيان بن فرحات بأنّ القائد رشيد عمار صرحّ بانتهاء مدّة الاستراحة للسلفيّين قائلا: »تBientôt, on va siffler la récréationتا، ورغم نفي وزارة الدفاع الوطني ذلك التصريح فإنّ الصحفي بن فرحات بقي متشبّثا بتصريحه لتزداد الهجمة على رشيد عمار خاصة في الصفحات المحسوبة على التيار الإسلامي. ويلاحظ المتابع للصفحات «الفايسبوكيّة» أنّ قضايا شهداء الثورة مثلّت القطرة التي أفاضت كأس الهجوم على قائد أركان الجيش، فقد أثار إخفاء تسجيلات المكالمات الهاتفية بين وزارتي الداخلية والدفاع غضب أهالي الشهداء والمؤمنين بقضاياهم، خاصّة أنّ تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث الثورة والتي ترأسها توفيق بودربالة أكدّت أنّه لا وجود لجهاز قنص خاص وأنّ القناصة هم من رجال الأمن أو أعوان الجيش الوطني، وصرحّت لجنة بودربالة بأنّها لم تتمكّن من الحصول على تلك التسجيلات من الوزارتين، مما يعكس سعي الطرفين إلى دفن الحقيقة مع الشهداء. إنّ الصفحات «الفايسبوكية « المؤمنة بالدور الذي قامت به أيام الثورة لازالت تؤمن بذلك الدور إلى اليوم، حتى أنّنا نلاحظ وجود استراتيجية منظمة من حيث الهجوم على رشيد عمار تجمع بين تكثيف الهجوم والدخول في دوّامة الصمت ثمّ الخروج منها من جديد، ويبقى دخول الزميل رمزي بالطيبي في اليوم الخامس عشر من إضراب الجوع بسبب افتكاك آلة تصويره سببا آخر لشنّ حملة الهجوم على رشيد عمار الذي «يرنو إلى قمع حرية التعبير باسم قداسة المؤسسة العسكريّة»، حسبما صرحّ به بالطيبي الذي رفض ومن سانده في إضراب الجوع وكذلك عدد من ممثّلي المجتمع المدني داخل تونس أو خارجها حيث نظمّ حوالي 250 شخصا من ممثّلي المجتمع المدني التونسي بفرنسا يوم الخميس وقفة احتجاجية أعربوا فيها عن مساندتهم للصحفي رمزي بالطيبي. ورغم أنّ وزارة الدفاع الوطني صرحّت بأنّه وقع افتكاك آلة التصوير من الزميل بالطيبي لكونه لا يحمل بطاقة صحفي، فإنّ المتتبّعين للقضيّة اعتبروا ذلك التصريح ذرّا للرماد على العيون. سلفيّون، شهداء، آلة تصوير، إشاعات عن تواطؤ في الانقلاب على بن علي، كلّها أسباب ظاهريّة لشنّ حملة الهجوم على المؤسسة العسكرية التي تمّ حصرها لدى البعض، في شخص قائد أركان الجيش رشيد عمار، وهو ما اعتبرته المؤسسة العسكرية محاولة لضربها متهّمة الزميل رمزي بالطيبي بأنّ تحركّه في البداية كان من أجل افتكاك آلة التصوير لكن سرعان ما تمّ تحويل وجهة القضيّة «لغايات قذرة».