أعلن وزير الثقافة مهدي مبروك خلال اللقاء الإعلامي الذي انتظم مساء الأربعاء بمدينة الحمامات عن تفاصيل برمجة الدورة 48 لهذا المهرجان والتي تنطلق يوم 5 جويلية القادم وتتواصل إلى غاية 15 أوت. وقد شهد اللقاء الذي تم بحضور مدير الدورة الحالية للمهرجان فتحي خراط ومدير مهرجان الحمامات الدولي فتحي الهداوي ومديرإدارة الموسيقى فتحي العجمي جدلا كبيرا خاصة حول مضامين البرمجة المقترحة من قبل وزارة الثقافة ولجنتها الخاصة باختيار العروض. ولعّل السيد مهدي مبروك كان مستعدا لكل الأسئلة المتوقعة من قبل الصحافيين الحاضرين فاستهل مداخلته بالحديث عن قيمة مهرجان قرطاج وضرورة الحفاظ على توجهه الدولي واصفا من ينادون بالرفع من نسبة حضور التونسيين في قرطاج بممارسي «المواطنة الكسولة»معلّلا ذلك بأن العروض المحليّة التى ترشحت للمهرجان لا ترتقي للمستوى الفني والتقني المطلوب حسب لجنة اختيار الأعمال كما أن أسعارهم كانت مجحفة ولا تتناسب مع قيمة المنتج المقدم من طرفهم. وتجدر الإشارة إلى أن لجنة اختيار العروض التونسية تتكون من عبد الكريم صحابو وكمال الفرجاني والأسعد قريعة وسليم الصنهاجي وعماد جمعة. واستشهد وزير الثقافة بكم كبير من الأرقام والإحصائيات- لم يمدونا بنسخة منها ضمن الملف الصحفي؟!وهي أرقام تتحدث عن عدد المشاركين في الدورة الجديدة لمهرجان قرطاج الدولي من عازفين وراقصين وفنانين خاصة وان التظاهرة تستضيف عددا هاما من العروض الموسيقية والفرجوية الدولية على غرار الأركستر السمفوني بروما وعرض 100 عازف كمان غجري من بودابيست وباليه بليرو رافيل الروسي وعرض الأطفال القادم من الصين «البهلوانيون» وتندرج هذه النوعية من العروض في إطار التبادل الثقافي. غابت نانسي واليسا ولكن! الصباح سألت منظمي الدورة 48 لمهرجان قرطاج عن السبب وراء النسبة المتدنية للحضور التونسي والتي لا تتجاوز إذا ما استثنينا سهرة الافتتاح وسهرة صابر الرباعي وسهرة عيد الجمهورية والاختتام وسهرة افريقية تونسية مشتركة 18 بالمائة من مجموع البرمجة التي تضم 27 عرضا. واعتبر السيد مهدي مبروك الحضور المحلي بحساب عدد المشاركين(54)يمثل نسبة 62 بالمائة فهل أن تجميع عدد كبير من الفنانين التونسيين في عرض واحد يعني حضور كبير للتونسيين في قرطاج؟ مقابل ذلك يمكن ملاحظة أن الحضور اللبناني في هذه الدورة الجديدة للمهرجان أكثر من واضح إذا ما قارناه ببقية المشاركات العربية ونذكر مثلا كل من مارسيل خليفة ونجوى كرم وراغب علامة ورامي عياش ووائل جسار هذا دون احتساب الفنان العالمي «ميكا» ذو الأصول اللبنانية. وإذا ما تأملنا في موقف الوزير من العروض التونسية التي قال أنها لم تكن كلها في المستوى المطلوب وأن كلفتها مرتفعة فإننا نتساءل هل أن رامي عياش مثلا يملك في رصيده الفني أعمالا أرقى من إنتاجان بعض المطربين التونسيين وهل أن أغاني رامي عياش أرقى مثلا من أغاني أليسا ونانسي عجرم ؟ نخشى أن تعود مثل هذه الخيارات المتعلقة بمهرجان قرطاج بنا إلى تصريحات سابقة لوزير الثقافة التي أثارت جدلا على المستوى العربي حين تحدث عن رفضه لمطربين أمثال نانسي وإليسا وفضل شاكر وتامر حسني باسم الدفاع عن القيم الفنية و»دكتاتورية الذوق السليم». وتجدر الإشارة إلى أن وزير الثقافة علّل حضور بعض الأسماء التي لا تقنعه برفض بعض المطربين من «الأصدقاء» كما وصفهم- بالحضور لقرطاج خوفا ورهبة وفضلوا المشاركة في مهرجان الحمامات باعتبار أعمالهم الملتزمة التي لا تنتمي لخانة الاستهلاك اليومي للجمهور العادي وهنا أشار السيد مهدي مبروك للفنان التونسي أنور براهم وقال في هذا السياق: «رفض أنور براهم تقديم عرض في الدورة الحالية لأنه غير مستعد فأعماله الحاضرة نخبوية ولا تتماشى مع قرطاج لكنه سيكون من بين نجوم الدورة 50 أي سنة 2014 حيث يستعد لهذا الحدث من الآن.» البعبع الأمني وقرطاج وفي إجابته عن سؤالنا حول الاستعدادات الأمنية خصوصا في بعض الحفلات التي يمكن أن تثير بعض الجدل على غرار سهرة الفنان العالمي «ميكا»... «الذي سبق وأن أثارت تصريحاته لمجلة ألمانية جدلا كبيرا وأسالت الحبر حتى في بريطانيا...»أقر السيد مهدي مبروك أن مهمته لا تتعدى الإشراف على وزارة الثقافة ولا يملك قوة أمنية خاصة به ومع ذلك سيدافع عن كل ما هو نشاط ثقافي وفني ولن يرضخ لهذا «البعبع الأمني» -حسب وصفه- والمتربص بالثقافة وكشف في هذا الإطار أنه علم صباح الأربعاء بإلغاء مهرجان «دار المسرحي» وتظاهرة تحتفي بفنان تشكيلي في المكتبة الوطنية فأصر على أن تنتظم في موعدها إصرارا منه على التخلص من هذا الهاجس الأمني الذي أكد أن تكرار الحديث عنه يجعله ك«البعبع». على صعيد آخر تمحورت أغلب استفسارات الحاضرين حول مدى كفاءة اللّجنة المخصصة لاختيار الأعمال الفنية ممّا استفز السيد مهدي مبروك وجعله يردد أنا الوزير وأنا أقرر مدى كفاءة اللجنة.. تجدر الإشارة إلى أن الفنان صلاح مصباح كان حاضرا في اللقاء الإعلامي بالحمامات وانتقد بشدّة ما أسماه بإقصائه من برمجة مهرجان قرطاج الدولي ولم يستبعد أن تكون هناك أطرافا سياسيّة وراء ما قال أنه استبعادا من البرمجة لأسباب متعلقة بمواقفه. ------- فتحي الهداوي : برمجة الحمامات دون إملاءات وزارية على هامش الندوة الصحفية المخصصة لمهرجان قرطاج 2012 تحدث الفنان فتحي الهداوي عن الملامح الأساسية لبرمجة الحمامات وذكر أن الدورة الحالية ستكون فضاء للفنون من مسرح وفنون تشكيلية وشعر وسينما ولقاءات فكرية كما سيكون للطفل نصيب وستحظى المرأة بتحية خاصة بحضور فنانات عالميات إلى جانب مبدعاتنا في تونس وأضاف فتحي الهداوي أن مهرجان الحمامات 2012 سيحاول الاستفادة من موقعه الطبيعي المصنف ضمن معالم اليونسكو حيث سيستغل حدائقه (12 هكتار) ودار سيبستيان للزيارات السياحية ولتنظيم لقاءات بين الفنانين المبرمجين والأطفال الذين سيحضون في برمجة الفترات الصباحية للمهرجان. وشدد فتحي الهداوي في تصريحه على أنه لم يتعرض للضغط أو الإملاءات كما أن البرمجة التي وضعها ومن بينها بعض اقتراحات وزارة الثقافة تستجيب لشروط وخصوصيات التظاهرة واعتمدت الجودة والرقي في المضمون الفني. ------ قرطاج في أرقام عدد العروض:27 عرضا الميزانية : 3 مليارات و500 دينار نصيب الوزارة من الميزانية : مليار و150 ألف دينار وذلك بنسبة 40 بالمائة أسعار التذاكر: 10 و20 دينار وعرضان فقط سيكون سعر تذاكرهما 30 دينارا الاشتراك الفردي : 200دينار الاشتراك الثنائي : 300 دينار الاشتراك العائلي: 400 دينار