بعد تحريات دقيقة وتحاليل مقارنة لمعدلات قياس الأشعة المشتبه بوجودها بمنطقة بن غيلوف من معتمدية الحامةبقابس فندت نتائج التقرير النهائي لفريق العمل المكلف بالتقصي صحة ما روّج عن وجود مقبرة نفايات مشعة بالمنطقة ما يعني غلق الملف رسميا وبعث رسالة طمأنة للأهالي حول سلامة المواقع المشبوهة من أيّ خطر إشعاعي اصطناعي يتهدد صحتهم بصفة قطعية. الإعلان عن نتائج البحث تم في إطار لقاء إعلامي أمس أشرف عليه الدكتور مراد التلميني مدير عام المركز الوطني للعلوم والتقنيات النووية والدكتورة عزة حمو مديرة المركز الوطني للحماية من الأشعة كشف خلاله التلميني ما توصلت له النتائج من إقرار قطعي بعدم وجود نويدات مشعة اصطناعية بالمناطق والمواقع التي استهدفها البحث والتقصي إلى جانب موقع بن غيلوف وهي بشيمة وقليب الدخان والضميرية. وأضاف موضحا أنه تم يومي 9و10 ماي المنقضي رفع عينات من المياه والتربة والنباتات أثناء الزيارة الميدانية التي قام بها فريق البحث المتكوّن من أبرز الخبراء والمختصين في المجال ولم تثبت التحاليل والقياسات الإشعاعية وجود معدلات لافتة للانتباه تتجاوز الحدود أو ما يعرف وفق المصطلح العلمي تفوق متوسط معدل الجرعة المعتادة حول مصبات الترسبات بالمنطقة المشبوهة وبغيرها من المناطق . وأوضح أن الأشعة الطبيعية متواجدة في كل المناطق بتونس وبكل بلدان العالم تتعايش مع الكائنات الحية وتتفاعل مع المواد بشكل عادي وطبيعي. ومن باب الحيطة والتيقظ اقترح مدير عام مركز علوم التقنيات النووية العمل على نقل مصبات الترسبات درءا لكل شبهة أو تشويش في أذهان البعض حول المخاطر التي قد تطرحها هذه المواقع التي تسجل عادة بحكم متاخمتها لمصادر عيون المياه الجوفية الساخنة ومبرداتها كما هو الحال بحامة قابس معدلات جرعات أعلى من بقية المناطق دون أن تبلغ درجة الخطر. أغلق الملف وردا على تدخل «الصباح» حول ما إذا كان ملف «المقبرة النووية بالحامة» التي روجت لها مواقع التواصل الاجتماعي نقلا عن صحف إيطالية قد أغلق تماما على ضوء النتائج التي تم التوصل إليها؟، وعما إذا ستتولى لجنة البحث مكاشفة أهالي منطقة الحامة بتفاصيل نتائج تقريرها على عين المكان مباشرة ؟ إلى جانب استفساره عن مدى وجود مصبات إشعاعية أخرى بتونس تستوجب التدخل والمتابعة على غرار ما تم بالحامة؟ أورد د مراد التلميني أنّ الملف يفترض أن يغلق لأن دقة البحث والمعاينة والقياسات الإشعاعية المنجزة ترفع عنها أي تشكيك في صحتها. وبالنسبة للتنقل إلى موقع «الحدث» الرئيسي للإعلان عن النتائج وطمأنة الأهالي أكد بأن فريق العمل كان تعهد بذلك للمواطنين. وحول إمكانية وجود مصبات نفايات مشعة نفى التلميني ذلك قائلا «لا علم لي بهذا الأمر.» من جانبها ركزت د.عزة حمو في مداخلتها المطولة على تبسيط المصطلحات العلمية ذات العلاقة بالقياسات الإشعاعية ومراحل تنفيذ المعاينة ورفع العينات وقيس الإشعاعات قبل عرضها على التحليل المخبري وتقديم مختلف الأطراف التي ساهمت في هذا العمل والمنتسبة إلى وزارات الصحة والبيئة والدفاع والتعليم العالي معلنة بأن المستويات التي تمت معاينتها في مواقع الترسبات وإن كانت أرفع بقليل من الجرعة الطبيعية فإنها لا تبعث على القلق باعتبار طبيعة الموقع وخصوصية تربته ولمزيد التأكد والتحري تم تنفيذ التحاليل المخبرية.