تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    ترامب يبحث ترحيل المهاجرين إلى ليبيا ورواندا    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    المانيا.. إصابة 8 أشخاص في عملية دهس    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«مشكلة غزة مرتبطة بالاحتلال أولا وأخيرا»
عبد الرزاق اليحيى وزير الداخلية الفلسطيني في لقاء خاص:
نشر في الصباح يوم 31 - 01 - 2008

«نتائج تقرير فينوغراد لن تغير الاستراتيجية الاسرائيلية ضد شعبنا»
تونس الصباح: نفى عبدالرزاق اليحي وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينة الاتهامات الموجهة له باستهداف المقاومة المسلحة ورفض انتقادات خصومه بتقديم خدمات مجانية للاحتلال الاسرائيلي تحت غطاء مكافحة الارهاب وقال المسؤول الفلسطيني في حديث خاص على هامش زيارته الى تونس للمشاركة في اشغال مؤتمر وزراء الداخلية العرب
"لست ضد المقاومة ولا يمكن ان اكون كذلك ولكنني ضد استنزاف الفلسطينيين وضد استنزاف شبابنا الفلسطيني دون مردود" وقال علينا الخروج من مربع الاتهامات باننا ارهابيون داعيا في ذات الوقت الى الاعتراف باخطاء الماضي والاستفادة من تجاربه والا فان الوضع سيبقى صعبا للغاية. وعن رحيل جورج حبش قال اليحي انه من الصعب ان ياتي الان شخص في مستوى افكاره والبصمات التي تركها.
كما اعتبر اليحي وزير الداخلية في حديثه ان المفاوضات نضال شاق يحتاج الى حضور ذهني وخبرة وطاقة لا حدود لها وان ما يحدث في غزة اليوم مرتبط اولا واخيرا بالاحتلال مشيرا الى انه سواء كان تقرير فينوغراد لصالح رئيس الوزراء الاسرائيلي او ضده فان اسرائيل مستمرة في تنفيذ مخططاتها التوسعية.
وفيما يلي نص الحديث الذي تجاوز في احيان كثيرة حدود الازمة السياسية الراهنة في الاراضي الفلسطينية المحتلة ليمتد الى جوانب متعددة من تجربة المسؤول الفلسطيني الذي يعد اقدم عسكري فلسطيني كانت له محطات متعددة في الصراع العربي الاسرائيلي من قائد للكفاح المسلح انطلق من حيفا الى صفوف الجيش السوري ومعركة 67 ومنها الى معركة الكرامة وصولا الى التخلي عن البدلة العسكرية وتوخي طريق التفاوض السلمي...
* ماذا تنتظرون من مؤتمر وزراء الداخلية العرب كسلطة امنية في بلد يرزح تحت الاحتلال ويعاني من ممارسات ارهاب الدولة الاسرائيلي؟
- هذا طبعا مؤتمر دوري للعرب وليس هناك شيء محدد للفلسطينيين ولكن على جدول اعمال المؤتمر قضايا كثيرة تهم الفلسطينيين كالجريمة والارهاب والمخدرات وغيرها وهي امور تحظى لدينا باهتمام كبير خاصة عندما يكون هناك نوع من التعاون والتنسيق مع العرب.
* لو نعود الى احداث غزة الاخيرة والطريقة التي تم معها كسر الحصار الخانق في رفح الا تعتقدون انها ساهمت بشكل كبير في دعم موقع ومكانة حماس على عكس كل مخططات وترتيبات سلطات الاحتلال؟
- بمنتهى البساطة الاحتلال هو الاحتلال في غزة او في الضفة وممارسات الاحتلال تتكرر من مكان الى اخر والنتيجة ذاتها لم تتغير منذ عقود في الضفة هناك مصادرة للاراضي واستمرار للاستيطان ومداهمات للمدن والاحياء والقرى والبلدات واستمرار للاعتقالات والحواجز وفي غزة هناك حصار وغارات جوية مستهدفة واغتيالات وغيرها بالمحصلة اذن الاحتلال في غزة والضفة يقوم بممارساته القديمة المدروسة وما يجري في غزة ليس بالجديد والحصار نوع من الضغط على المواطن على اكثر من جهة والضغط يولد الانفجار وما حصل في غزة كان لا بد ان يحصل لذلك كان فتح معبر رفح وذهاب الناس الى مصر للتسوق والحصول على الطعام وما يمكن تقديمه لاطفالهم وما حصل وضع غير طبيعي ولابد ان ينتهي.انتهاء الموضوع مرتبط بانتهاء الاحتلال والمشكلة تبقى اولا واخرا مشكلة احتلال.
* الا ترون ان ما حدث دعم موقع حماس بين الفلسطينيين؟
- لا انظر للموضوع بهذا الشكل ولكن بشكل اوسع واشمل هناك محاولات لاذلال الشعب الفلسطيني لتحقيق مارب ومطالب الاحتلال الذي يسعى الى تحقيق اهداف اخطر ومن هنا وجب التطرق الى هذه المسالة.
* هل تعتقدون ان لقاء ابومازن اليوم في مصر مع مسؤولي حركة حماس يمكن ان يؤشر الى عودة للحوار وخطوة باتجاه طي صفحة سوداوية؟
- لست مطلعا على جدول اعمال هذا اللقاء ولكن لا اعتقد ان هذه الزيارة قد تؤدي الى ما تشيرين اليه.
* وماذا عن حل ازمة المعابر الحدودية وكيف يمكن تجاوز هذه الازمة بما يجنب الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة؟
- الامر الطبيعي ان تخضع ادارة المعابر الى القيادة الشرعية الفلسطينية كما كانت عليه في السابق هذا هو الوضع الطبيعي وعدا ذلك يبقى مجرد اجتهادات وتصورات قد لايكون لها أي معنى على الارض.
* هل تتوقعون من موقعكم كمسؤول امني وبالتزامن مع صدور تقرير فينوغراد ان تعمد اسرائيل الى تصعيد حملتها العسكرية على الاراضي الفلسطينية في محاولة لتصدير ازمتها السياسية الراهنة كما في كل مرة؟
- الاسرائيليون سواء كانوا في ازمة او لا يقومون باعمالهم وممارساتهم الاحتلالية كما يريدون للوصول الى هدف سياسي محدد سلفا والتاثير على الارض والحدود وسواء كان هناك تقرير فينوغراد او لم يكن فان الواقع والاهداف الاسرائيلية قائمة وسواء كان التقرير مع رئيس الوزراء او ضده فانه لا يغير من الاستراتيجية الاسرائيلية ضد شعبنا شيئا.
* وماذا نتائج اعمال اللجان الامنية المشتركة التي تتولون ادارتها مع الاسرائيليين؟
- لحد الان لا زالت هذه اللجان المتخصصة على مستوى القمة أي ان ابوعلاء احمد قريع هوالذي يتولى مناقشتها حتى الان كان المفروض وفقا للاتفاقات القائمة وجود لجان متخصصة ولكن هذه اللجان لا تزال حتى الان مشلولة ولم يكتب لها العمل اطلاقا.
لقد كنت المشرف على مختلف المفاوضات التنفيذية لاعلان المبادئ على ثلاث مراحل والتي تبدا باتفاق غزة اريحا اولا تليه مرحلة انتقالية لمدة خمس سنوات ثم مرحلة الوضع النهائي ويمكنني القول انه لم يتحقق ما نريد وما نامل في تحقيقه... المفاوضات ليست بالامر السهل كما يتوقع الكثيرون المفاوضات نضال شاق يحتاج الى متابعة على مدار الساعة ويتطلب قراءة المواقف وكل كلمة من الكلمات الواردة ويتطلب ذهنية واسعة وخبرة ومعرفة باصول القانون الدولي واحكامه في القضايا التي يتم التفاوض عليها وقد قرات كل المواد الخاصة بقانون البحار عندما طرحت المياه الاقليمية في المفاوضات وكذلك قانون المرور في الاجواء واعالي البحار والعلاقات الامنية لان هدفنا من كل ذلك هو التعايش السلمي وفق القانون الدولي...
* قبل يومين فقدت الساحة الفلسطينية والعربية حكيمها فهل يمثل رحيل جورج حبش نهاية مرحلة المقاومة الفلسطينية المسلحة؟
- جورج حبش صديق عزيز ومن الصعب جدا ان نقول ان رحيله يمثل نهاية مرحلة كانت له افكاره وانا لي افكاري كنا نلتقي في بعض الافكار ونختلف في اخرى جورج حبش مناضل فذ ذو عقل وخبرة متميزة وقد تمكن من انشاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان من القوميين العرب ومن الصعب ان ياتي شخص الان في هذا المستوى لقد رحل جورج حبش ولكنه ترك بصماته وافكاره كما ان تنظيمه يظل قائما ولا فراغ الا الفراغ من الناحية الشخصية المتميزة لجورج حبش مثله مثل عرفات والقادة التاريخيين الكبار...
* لونعود الان الى عبد الرزاق اليحي كمسؤول امني في بلد يرزح تحت الاحتلال والى الانتقادات التي صاحبت اداء الجهاز الامني الفلسطيني وتحوله من اداة لحماية الشعب الفلسطيني الى اداة لقمع الانتفاضة وتقديم الخدمات المجانية للاحتلال فكيف تردون على ذلك؟
- اولا انا عسكري قديم واقدم عسكري فلسطيني خدمت في الجيش السوري وجيش الانقاذ وكنت قائد عام جيش التحرير وقائد الكفاح المسلح لكل القوى الفلسطينية النظامية وغير النظامية يعني اني لست ذلك الشخص الحديث اوعديم الخبرة في مجاله ولايصح ابدا ان نظل نخسر ابنائنا بهذا الشكل دون مردود .لست ضد المقاومة ولم اكن يوما كذلك انا مع المقاومة بشكل يمنع الاستنزاف ضد الفلسطينيين وما يجري الان لا يؤدي الا الى استنزاف الدم الفلسطيني والارض الفلسطينية ولبنيتنا التحتية ولشبابنا وللاجيال الفلسطينية الصاعدة. المقاومة ليست بهذا الشكل المقاومة تحرك شعبي عام بمفاهيم محددة واحدة تخدم العمل السياسي الفلسطيني في سبيل تحقيق الاهداف السياسية الواردة في المشروع الفلسطيني وجوهرها قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعدا ذلك يبقى اعمالا فردية او شبه فردية باهداف لا قيمة لها ولا يمكن باعتقادي ان نسميه مقاومة. المقاومة ان تتمكن قوة ضعيفة من استنزاف قوة اكبر منها بالنسبة لي اتكلم بصدق وامانة احب للشباب الفلسطيني ان ياخذوا مداهم من العلم والحياة والمعرفة وهذا ايضا نوع من انواع المقاومة والوحدة الوطنية مقاومة والالتفاف حول مشروع وطني مقاومة اما التمزق والتشتت واستنزاف قواتنا فلا خدمنا في شيء وهذا ما كنت اقوله باستمرار ولا اتردد ولا اخجل من قوله وعلينا ان نتقبل هذه الحقائق وندركها.
لست من الاشخاص الذين يعيشون بالاوهام انا عسكري واعرف ما يجب علينا القيام به قواتنا الفلسطينية قوات امن ولا نقبل ان تدخل في مواجهات غير متكافئة هذا ليس من شانها اومهامها عشنا مرحلة صعبة عرفت بالانقلاب الامني اوجدت بيئة سيئة للغاية نمت فيها مجموعات وعصابات مسلحة وابتزاز ومخدرات ما جعل حياة الفلسطينيين لا تطاق وهوما دفع الكثيرين الى الهجرة خارج الوطن ولذلك اعترف واقر بان الاحتلال موجود وانه علينا العمل في ظل هذه الحقيقة ولوكنت واهما اوعشت في غيبيات معينة ما كان بالامكان القيام باي عمل امني لقد كان الفلتان الامني في اقصى حالاته وتمكنا خلال مدة قصيرة من اعادة الامور الى طبيعتها والضفة الغربية قبل ستة اشهر لم تكن الضفة كما نراها اليوم.
* ولكن الوضع لا ينطبق على غزة؟
- غزة موضوع سياسي داخلي وهذه الازمة لا بد من حلها وسياتي الوقت المناسب لحلها مع الدول الصديقة وبتفهم الواقع الفلسطيني على حقيقته فالوضع الراهن لا يفيد المشروع الفلسطيني ومن شانه التاثير على النضال التاريخي الفلسطيني.
* اشرت في بداية الحديث الى انك اقدم عسكري فلسطيني فما مدى تاثير هذه التجربة على الخيارات السياسية الراهنة في مواجهة الاحتلال؟
- بدايتي كانت مع التطوع في بعض المجموعات المقاومة في حيفا قبل ان انتقل الى سوريا في دورات تدريبية خاصة في الكلية العسكرية وشاركت في جيش الانقاذ شمال فلسطين وجنوب لبنان وفي صفوف الجيش العربي السوري وانتهى بي المطاف الى الكفاح الفسطيني المسلح وقد كنت قائد الكفاح المسلح وشاركت في حرب 1967 ولم انسحب عندما صدر قرار الانسحاب وقواتنا هناك كانت الوحيدة المتبقية في الجولان واتخذنا الترتيبات الدفاعية اللازمة على هذا الاساس...
* ولكن كيف تفسرون ما حدث لاحقا؟
- قرار الانسحاب فهم على غير حقيقته السوريون قاتلوا قتالا مشرفا وتمكنوا من انزال خسائر جسيمة بالقوات الاسرائيلية والمدرعات المشكلة التي حدثت في الجبهة السورية ان الطيران السوري بدا بهجمات جوية على بعض الاهداف في فلسطين المحتلة فكان رد الفعل الاسرائيلي بمهاجمة جميع المطارات القريبة من العاصمة السورية مما اضطر بقية الطائرات للانسحاب وبقي الجيش بدون تغطية جوية وعندما صدر قرار الانسحاب لم يكن الجيش الاسرائيلي وصل القنيطرة وقد كنت على اتصال مستمر مع وحدة تابعة لنا ولم يكن يوجد احد من الاسرائيليين هناك وقد جاء قرار الانسحاب السوري لانقاذ الضباط في ظرف اختل فيه التوازن وكان قرار صائبا في ذلك الوقت كما شاركت في معركة الكرامة وكان الفدائيون الفسطينيون اوما يعرف بقوات القادسية من خريجي العراق وعلى درجة من التدريب الجيد زرنا موقع الكرامة ووضعنا القوات لمقاومة المظليين الاسرائيليين وكانت مقاومة شرسة من حركة فتح ومن حركات فلسطينية اخرى وتكبد الاسرائيليون خسائر كثيرة ولكن كان الدور الاساسي في النهاية للجيش الاردني في تلك المعركة.
* هل كان لتلك الاحداث دورها في تحديد الخيارات المتبقية اليوم؟
- طبعا أي عمل عسكري وصل بالنتيجة الى احتلال اراض عربية او انزال خسائر بها سيؤثر علينا كان لنا امل ان تقوى الجيوش العربية وتنسق اعمالها وتدحر الاحتلال وأي ضعف لن يصل بنا الى تحقيق ما نريد... الان تغيرت الظروف من عمل عسكري لاسترجاع الارض وانهاء القضية الى العمل السياسي والتفاوض وهوالنوع الاخر من النضال.
* ولكن قرار انتزاع سلاح الفصائل الفلسطينية واعتبارها ميليشيات لم يكن بالامر لدى مختلف فئات ابناء الشعب الفلسطيني الذي يواجه تهديدات الاحتلال والعجز الدولي؟
- لي ماخذ على كل هذه الحركات فقد ظلت مجزاة وكل فصيل له ميليشيا خاصة وله افكاره وبرامجه السياسية وهذه من الامور التي اثرت سلبا على نضالنا. الغريب في الامر منذ ان بدا الكفاح المسلح الفلسطيني اننا والى حد الان لم نتمكن من توحيد قواتنا. صحيح ان منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد وهي ايضا الام والخيمة التي تجمع كل القوى لكن الى حد الان لم نتمكن من توحيد قواتنا بالشكل الصحيح وما دامت الفصائل تعمل في السياسة ولها ميليشيات مسلحة لا يمكنها ان تنزل خسائر حقيقية لدى الخصم ولو انها كانت موحدة في ظل برنامج واحد لاختلف الامر.
* حتى المذكرات التي اصدرتها اخيرا لم تنج من انتقادات خصومكم الذين روا فيها تنكرا لتجربتك العسكرية الشخصية ونفيا للنضال المسلح؟
- ابدا الكتاب يتحدث عن تجربة شخصية انطلقت من حيفا الى تجربة دمشق وجيش الانقاذ والمهام التي قمت بها وما لم استطع القيام به تعرضت فيه بصفة عامة الى الحركات المسلحة دون تفاصيل...
* ما المطلوب اذن للخروج اليوم من هذا النفق المسدود الذي تواجهه القضية الفلسطينية؟
- علينا ان نفهم الواقع القائم وان ندرك ان العالم تغير وعلينا ان نتخلى عن الاوهام وان نتعامل مع الحقائق بشكل صحيح ولا نضع انفسنا وكاننا نعتقد انه بامكاننا بامكاناتنا المحدودة ان نصنع المعجزات رغم انني لا زلت اعتقد انه بامكاننا وبما لدينا من امكانات محدودة ان نحقق ما نريد اذا توحدت جهودنا، المطلوب ايضا ان يلتف الناس حول القيادات الشرعية وان ينتهي عهد الميليشيات وان نناضل نضالا سياسيا حقيقيا متلازما ومستمرا نضالا شعبيا بكل ابعاده ومفاهيمه وبغير هذا لا اعتقد اننا نستطيع تحقيق ما نريد الوصول اليه.
علينا ايضا ان نخرج من مربع الاتهامات باننا ارهابيون لان الاعمال الفردية قد تاخذ احيانا هذه الصفة رغم انها في احيان كثيرة ايضا قد تستهدف عسكريين اسرائيليين، هذا الوضع يجب ان نخرج منه وان نسير في فكرنا ونضالنا ومفاهيمنا حسبما وقع في العالم من تغييرات ولا نبتعد عن العالم ونحرص على اشعاره باننا مقاتلون ومناضلون من اجل الحرية ولسنا ارهابيين...
* الا ترون ان هذا هو في نهاية المطاف ما تريده اسرائيل بعد ان نجحت في تسويق تهمة الارهاب للفلسطينيين بشكل خاص وللعرب بشكل عام وفي جعل المقاومة المستهدف الاول وليس الاحتلال؟
- علينا الاعتراف بالخطا ومن لا يعترف باخطائه لا يمكنه القيام بعمل صحيح علينا ان نكون شجعانا من اجل تحقيق ذلك اسرائيل لديها مخططات استراتيجية تعمل لتحقيقها واذا لم نعترف باخطائنا في الماضي ونستفيد من تجاربنا سيبقى وضعنا صعب...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.