انتهت نهاية الأسبوع الأحداث التي شهدتها مدينة القصرين والتي انطلقت شرارتها على خلفية ما تردد حول مقتل شابين في حادث مرور اثر مطاردة الأمن للسيارة التي كانا على متنها وذلك بعد وصول تعزيزات أمنية كبيرة من ولايات الكاف وسليانة وصفاقس وسوسة استطاعت السيطرة على أعمال الشغب التي تركزت منذ بعد ظهر الجمعة بحي النور وقام شباب الحي من غير المورطين في المواجهات بحملة نظافة لإزالة مخلفات قنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة والإطارات المطاطية والحواجز التي أغلقت بها الطرقات. و علمت"الصباح" أن المطاردة الأمنية لسيارة الشابين القتيلين كانت مجرد إشاعة أطلقها احد باعة الخمر والمخدرات سرعان ما صدقها البعض واتخذها مطية لمهاجمة مركز الشرطة ومحاولة حرقه قبل أن تتطور إلى مواجهات عنيفة في حي النور استمرت 10 ساعات. وفي هذا الإطار أكد شهود عيان من سكان المنطقة التي وقعت فيها الحادثة أنهم شاهدوا السيارة تسير بسرعة ثم اصطدمت على مستوى أحد المنعرجات بجدار مقبرة توجد هناك ولم تكن وراءها أي دورية أمنية بل هم الذين طلبوا الحماية المدنية التي حلت بسرعة على عين المكان وقامت بانتشال القتيلين والجريح ونقلهم إلى المستشفى الجهوي بالقصرين. تهريب 50 كلغ من المخدرات !؟ وفي اتصال بمصدر من الحماية المدنية قال إنهم لما وصلوا لمنطقة الحادث لم يجدوا غير بعض الأهالي فتولوا إخراج ركاب السيارة فتبين أن اثنين منهم ماتا على عين المكان في حين تعرض مرافقهما الذي كان يجلس في المقعد الخلفي لإصابات مختلفة فنقلوا الجميع إلى المستشفى، وبالتالي فان الإشاعة التي بسببها انطلقت الاحتجاجات كانت باطلة واستغلتها بعض الأطراف لأغراض ستكشفها التحقيقات الجارية خاصة وان مصادر أمنية أكدت لنا انه بلغتهم أخبار شبه مؤكدة تفيد بان السيارة كانت تحمل 50 كلغ من مادة الزطلة اختفت من داخلها بعد الحادث وقبل وصول أعوان الأمن لمعاينة ما حصل وقد يكون طرف آخر كان على علم بها هو من أخذها والأبحاث جارية للتعرف عليه وإيقافه باعتبار أن هروب من كانوا على متن السيارة- حسب مصادرنا- لما شاهدوا دورية أمنية في مدخل القصرين لم يكن من فراغ وقد يكون تسريب الإشاعة حصل للتغطية على ما وقع. 15 موقوفا من جهة أخرى أكدت لنا مصادر من قسم الاستعجالي بمستشفى القصرين انه تم قبول أكثر من 10 مصابين من جراء الأحداث بعضهم تلقى الإسعافات ثم هرب خوفا من إيقافه كما أفادتنا النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي أن 7 أعوان تلقوا إصابات مختلفة احدهم ضابط نقل لمستشفى المرسى، فيما انتهت المواجهات بين المحتجين والأمن بإيقاف 15 شخصا بينهم 3 أحداث لا يتجاوز عمرهم 17 سنة. رواية خاطئة وفي تعليق على ما أشار إليه عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد علي النصري خلال الجلسة المسائية ليوم الجمعة من انه تمت مهاجمة منزل ميت في حي النور بقنابل الغاز قال لنا مسؤول امني رفيع المستوى أن كلام نائب الجهة بالمجلس لا أساس له من الصحة وبعيد تماما عن الحقيقة وان المواجهات بين الأمن والمحتجين تركزت في الشارع الرئيسي لحي النور ولم تشمل بقية أنحاء الحي وانه لم يقع استعمال القنابل المسيلة للدموع إلا في ذلك المكان. قضية عدلية إلى ذلك علمت"الصباح" من السيد محمد الهادي القاسمي وهو والد احد القتيلين (إبراهيم القاسمي) أن عائلته رفعت قضية عدلية لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين ضد 22 عون أمن وحول سبب ذلك قال لنا المعني بالأمر:" ابني وصديقه قتلا اثر مطاردة أمنية ولدينا شهود عيان من متساكني المنطقة التي وقع فيها الحادث أشاروا إلى أن أربع سيارات أمنية كانت تطارد السيارة قامت إحداها بصدمها من الخلف مما أدى إلى انقلابها وارتطامها بجدار مقبرة ثم قيام سيارة أمنية أخرى بدهسهما وتشويه جثتيهما، وقد رفعنا قضية ضد جميع أعوان الدورية وعددهم 22 عونا وطالبنا بفتح تحقيق في الحادثة ومقاضاة المتسببين في مقتل ابني وصديقه". وأضاف:" وخلافا لما ذكره المتحدث باسم نقابة الأمن بالقصرين من أن القتيلين من مروجي المخدرات وأن السيارة كانت تحمل 50 كلغ من "الزطلة " فان هذا الكلام عار تماما من الصحة فابني لا علاقة له بهذا الميدان لا من قريب ولا من بعيد وصديقه كان مفتشا عنه في جنحة ومحكوم عليه ابتدائيا بشهرين سجنا وقام باستئناف الحكم والسيارة لم يحجز فيها شيء وما سكت عنه المتحدث باسم نقابة أعوان الأمن أن الراكب الثالث الذي كان في السيارة وتعرض إلى إصابات مختلفة هو عون حرس وطني فكيف يحمل ابني وصديقه " الزطلة " في السيارة ومعهما عون امن؟.. كل هذا يؤكد أن السيناريو الذي ذكره الامنيون بالقصرين مفبرك لتغطية الجريمة التي ارتكبوها". وذكر الأب انه بعد نقل ابنه من طرف الحماية المدنية إلى المستشفى الجهوي بالقصرين وجدوا في جيبه مبلغا ماليا قدره 744 دينارا سلموها للمستشفى إلا أن هذا الأخير لم يقم بإعطائها إلى عائلة الفقيد وتبخر المبلغ ولم يجدوا له أثرا إلى الآن.