عاش حي السلام بمدينة القصرين ليلة اول امس ساعات طويلة من الرعب اثر هجوم قامت به مجموعة من اللصوص والمنحرفين لخلع منزل تقطنه عائلة من الحي كانت غائبة عنه والسطو على محتوياته كانتقام من ابن لها .. وقد تصدى سكان الحي للعصابة التي كانت مسلحة بالسلاسل والهراوات ودارت بينهم مواجهات كبيرة خلفت عديد الجرحى من الجانبين واستنجد الاجوار بالجيش فحلت ست سيارات اضطر جنودها لاطلاق الرصاص في الهواء للفصل بين المجموعتين وكان مندوب «الاسبوعي» على عين المكان كشاهد عيان على ما حصل واثر انسحاب العصابة وفرارها من الحي غادرت سيارات الجيش مكان الواقعة ..وبعد دقائق عادت العصابة لمهاجمة المتساكنين بالحجارة وقام افرادها بخلع وضرب ابواب عديد المنازل فخرج لهم المئات من سكان الحي والاحياء المجاورة وتحولت المواجهة الى التراشق بالحجارة من بعيد في شارع عين القايد قرب المدرسة الابتدائية الفاضل بن عاشور والانهج المتفرعة عنه تواصل الى ساعة متاخرة من الليل ولم تهدأ الامور الا بعد مطاردة العصابة المذكورة وايصالها الى شارع الحسين زروق ..وظلت اللجان الشعبية لاحياء السلام الاول والثاني وحي والفتح واجزاء كبيرة من حي النور مرابطة في المفترقات الى طلوع الفجر خوفا من عودة افراد تلك العصابة. العائدون من القصبة يتحدثون نظم صباح أمس عشرات الشبان الذين كانوا معتصمين امام مقر الحكومة في القصبة اعتصاما في ساحة الشهداء انضم اليهم مئات المواطنين وعينوا شابا منهم صعد على النصب التذكاري وقام برواية ما حصل لهم طوال فترة الاعتصام وخاصة في يومه الاخير على ايدي قوات الامن وقد ذكر تفاصيل من الممارسات التي عوملوا بها بعيدة كل البعد عن ما رددته وسائل الاعلام الرسمية وبعض القنوات التلفزية حيث ذكر انهم ارهبوهم بالكلاب المدربة واقتحموا عليهم اماكن اعتصامهم واعتدوا عليهم بالعنف والقنابل المسيلة للدموع وتصرفوا معهم بفظاعة ووحشية وان بعض من زملائهم تم اختطافهم فيما تعرض 7 منهم الى اصابات خطيرة استوجبت نقلهم الى مستشفى شارل نيكول وهم الى حد الأمس هناك في حالة ميؤوس منها بعد ان «تقيؤوا الدم»... وطاردوهم في الانهج المتفرعة عن ساحة القصبة والاماكن القريبة منها والقوا القبض على العشرات منهم ما يزال مصيرهم مجهولا الى حد الامس ..وقال ان الحكومة الجديدة تفاوضت معهم فقبل معتصمو الجهات الاخرى الانسحاب وفك الاعتصام وغادروا في اتجاه مناطقهم بعد ان اغروْْا العديد منهم بالاموال الا ابناء القصرين فانهم اصروا على المواصلة لان جهتهم «لم تنظر لها الحكومة المؤقتة بعين الاعتبار ولم تعين اي وزير او كاتب دولة منها ..فارسلت لهم ميليشيات تجمعية بدات ترشق اعوان الامن بالحجارة لتعطيهم تعلة للتدخل بقوة» وهو ما حصل في سيناريو اعتبروه منظما عن قصد من الحكومة لإنهاء اعتصامهم باي ثمن... وقد تحدثت «الاسبوعي» مع البعض من الشبان العائدين من اعتصام القصبة ومنهم عقبة قرمازي الذي اختاره زملاؤه ليتكلم باسمهم فأيد كل ما جاء في حديث زميله للمواطنين واضاف تفاصيل اكثر فظاعة وهو ان ميليشيات واعوان امن بالزي المدني اغروهم بالمال وعرضوا عليهم حتى المخدرات «الزطلة» لتشويه حركتهم الاحتجاجية وترغيبهم في انهاء اعتصامهم الا انهم رفضوا كل تلك المساومات الرخيصة ..وقال لنا ان ثلاثة من زملائه (قدم لنا احدهم) قاموا بخياطة افواههم لمدة اربعة ايام كنوع من الاحتجاج على الحكومة المؤقتة.. اختفاء احد المعتصمين اكد لنا العديد من الشبان العائدين من القصبة ان احد زملائهم وهو سفيان بن عبد اللطيف سايحي (مولود يوم 14 11 1987) قد اختفى في العاصمة منذ يوم الخميس ولم يعثروا على اي اثر له الى غاية الأمس وربما وقع اختطافه من طرف الميليشيات التي جاءت لاجهاض اعتصامهم. تواصل اغلاق مقر الاتحاد لليوم الثالث على التوالي تواصل امس الاحد اغلاق الجيش لمقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين وتطويق مدخله بالأسلاك الشائكة وحراسته من طرف مجموعة من الجنود.. وبسبب هذا الإجراء لم تخرج امس أية مسيرة في المدينة لان مقر الاتحاد كان نقطة انطلاق لكل التحركات الاحتجاجية طوال الاسابيع الثلاثة الاخيرة.