رغم ما تعرفه الجهة من تجاذبات اجتماعية وسياسية كانت لها تداعيات متفاوتة على الناحية الأمنية تحديدا، فقد أبت بعض الأطراف المعروفة بنشاطها في الميادين الثقافية وفي المجتمع المدني بالقصرين إلا أن تحرص على تنظيم الدورة 33 لمهرجانها ليقين الجميع بأهمية الفعل الثقافي والفني في حياة الأفراد والمجتمعات من ناحية ولحاجة الشعوب للترفيه والتسلية من ناحية أخرى. في ذات الإطار دعا جلال علوي عضو بالهيئة المديرة المنتخبة للمهرجان في دورته الجديدة والناطق الرسمي السلط الجهوية وسلطة الإشراف فضلا عن أبناء الجهة والمناطق التابعة لها للمساهمة في انجاح دورة هذه الصائفة على اعتبار أنها محطة هامة يراهن من خلالها الجميع على تحويل المهرجان إلى دولي انطلاقا من الدورة القادمة.علما أن عروض هذه الصائفة سيحتضنها فضاء قاعة أفراح وسط المدينة بسبب افتقار الجهة لفضاءات ثقافية خاصة باحتضان العروض الكبيرة. كما أكد أنه تم تحديد موعد انطلاق هذا المهرجان ليكون يوم 26 من الشهر الجاري فيما يختتم يوم 13 أوت. وبيّن الناطق باسم المهرجان أن الهيئة المديرة برئاسة عبد الحفيظ الزيدي اختارت أن تشرك أبناء الجهة في اختيار العروض والاستئناس بأفكارهم واقتراحاتهم خاصة أن هذه الهيئة وقتية وليس لها استقلالية في مستوى ميزانية المهرجان نظرا لأن ذلك يعود بالنظر إلى السلط المحلية والجهوية من قبيل الولاية والبلدية والمندوبية الجهوية للثقافة بالقصرين. برنامج متنوع وشامل ولذلك جاء برنامج المهرجان حافلا بالعروض المتنوعة وشاملا لمختلف الأنماط الفنية والموسيقية في بلادنا. إذ من المنتظر أن يفتتح المهرجان بعرض صوفي لحضرة رجال تونس لتوفيق دغمان. وعلل جلال علوي هذا الاختيار بأنه يتزامن مع الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم. فيما سيكون العرض الختامي مهدى للمرأة نظرا لتزامنه كذلك مع عيد المرأة وستحيي تلك السهرة الفنانة زهرة الأجنف. أما بقية العروض فتتوزع بين السوبر ستار مروان علي وكريم شعيب في اليوم الثاني للتظاهرة الصيفية. ويقدم الكوميدي جعفر القاسمي في «تونسي كوم خالي من السياسة «في اليوم الختامي للشهر الجاري إضافة إلى عرض جهوي صوفي لمجموعة قناديل يوم غرة أوت ليكون الموعد مع سهرة الشعر التي يحييها كل من جمال الصليعي وجابر المطيري يوم 6 أوت فيما تحيي الفنانة ألفة بن رمضان عرض يوم 8 من نفس الشهر.ت كما يتضمن برنامج المهرجان عروضا أخرى ك»الطرق» للفرقة الجهوية للفنون الشعبية بالقصرين. إضافة إلى الفرقة الوطنية للموسيقى. وأكد عضو هيئة المهرجان الصيفي بالقصرين أن لأبناء الجهة من المبدعين مجال في برمجة هذه الصائفة على غرار مراد غرسلي وفرقة الدرب الموسيقية وغيرهم من المسرحيين وعروض الأطفال. أما فيما يتعلق بالعروض الدولية التي تسجل غيابها في برمجة هذه الصائفة فأكد أن الهيئة راسلت وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة بالجهة قصد تمكين عاصمة شهداء الثورة من عرض للفنان الملتزم مارسيل خليفة لكن لم يحظ الطلب بالقبول بسبب افتقاد المدينة لفضاء يتسع لهذا النوع من العروض لذلك تم برمجة عرض خاص بهذا الفنان بالمسرح الأثري بسبيطلة يوم 12 الجاري. من جهة أخرى اعتبر جلال علوي تنظيم هذه الدورة من المهرجان على غرار دورة الصافة الماضية بمثابة التحدي نظرا لغياب الدعم المادي وإحجام المستشهرين عن المساهمة في تنظيم هذا المهرجان الثقافي رغم يقينه بحاجة كامل أبناء الجهة إلى ما يخرجهم من كابوس ما هو سياسي لاسيما في هذه الفترة تحديدا.