موت 4 أبقار دفعة واحدة بسبب فقدان الماء تونس الصباح يعيش عدد من الفلاحين في جزيرة قرقنة منذ حوالي 10 أيام حالة من العطش والخوف والحيرة بعد ان عمدت مصالح المندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية بصفاقس الى قطع الماء عنهم من الأبار الارتوازية والتي يستعملونها لري اراضيهم الفلاحية وسقي حيواناتهم ومواشيهم. فقد علمت «الصباح» ان حوالي 300 فلاح من منطقة الرملة واكثر من 700 فلاح في منطقة مليتة يستغلون منذ اكثر من 5 سنوات بئرين ارتوازيتين تشرف عليهما جمعيات مائية وذلك لانتاج اعلاف لابقارهم واغنامهم وسقي اشجار الزيتون وري مساحات سقوية لانتاج الخضر للاستهلاك المحلي والشخصي، مقابل دفعهم معلوم 4 دينارات شهريا لفائدة الجمعيات المائية المشرفة على هذه الابار الارتوازية غير ان مصالح المندوبية الجهوية للفلاحة عمدت منذ اكثر من اسبوع الى غلق هاتين البئرين وقطع الماء عن الفلاحين في هذه المناطق بتعلة ان عددا قليلا لا يتجاوز ال20 فلاحا لم يسددوا معاليم الاستهلاك لفائدة الجمعيات المائية. ونتيجة لذلك عمت حالة من الحيرة والخوف في صفوف فلاحي الجزيرة بعد ان باتوا عاجزين على توفير مياه الشرب لمواشيهم بسبب غلاء مياه الصوناد التي يصل ثمن الصهريج منها الى 20د ونتيجة لتراجع انتاج ابقارهم من الحليب من 30 الى 5 لتر فقط وهي التي اصابها المرض والوهن بسبب انخفاض كميات الماء المتوفرة لها. وفي هذا السياق فقد علمت «الصباح» ان المواطن جلال الحفصي، الفلاح الصغير المقيم بالرملة فقد فقد منذ حوالي 4 ايام 3 ابقار دفعة واحدة بسبب العطش وتقدر قيمتها بحوالي 6 آلاف دينار ومازالت 16 بقرة اخرى مهددة بالموت في كل وقت بعد ان تم قطع الماء على صاحبنا رغم قيامه بدفع معاليم الاستهلاك بصفة مسبقة منذ بداية كل سنة. عودة المياه الى مجاريها! ويطالب الفلاحون في منطقتي مليتة والرملة من جزيرة قرقنة بتدخل فوري من قبل وزارة الفلاحة والموارد المائية وكذلك السلط المحلية لارجاع الماء وفتح الابار امامهم لري اراضيهم وسقي حيواناتهم، اذ لا يعقل ان يتم حرمان الاغلبية من الماء بسبب عدم دفع بعضهم لمعاليم استهلاك الماء من بئر ارتوازية تصل درجة ملوحتها الى 4غ/ل. ولا بد ايضا ان يتم التعامل بليونة مع فلاحي الجهة وجدولة الديون الخاصة باستهلاك الماء ان وجدت وعدم حرمانهم من تعاطي فلاحتهم والمحافظة على ارزاقهم ومواشيهم من الأغنام والابقار التي تمثل مورد رزقهم الرئيسي. سوء استغلال من جهة اخرى وفي اتصال بالمندوب الجهوي للفلاحة والموارد المائية بصفاقس افاد ان قرار غلق الابار الارتوازية امام الفلاحين كان نتيجة لحالة التبذير للماء التي يمارسها بعض الفلاحين وقد تم الاتفاق باعادة المياه الى مجاريها وفتح هذه الأبار قريبا امام الفلاحين الذين قاموا بتسديد معاليم الاستهلاك في الابان والآجال المحددة بعد ان تم تنظيم عملية الاستغلال لهذه الابار. ونعتقد انه لا مبرر لعملية الغلق هذه ولحرمان فلاحين لا ذنب لهم لتموت ابقارهم وتتضرر فلاحتهم فقد كان بالامكان اعفاء النسبة القليلة ممن عجزت عن دفع معاليم الاستهلاك بدلا من معاقبة اكثر من 1000 فلاح دفعة واحدة ويحصل ما حصل.