بالتوازي مع المهرجانات الصيفية الدولية منها أو الوطنية داخل تونس الكبرى وما تتيحه من فرص المتابعة والاستمتاع بسهرات تؤثثها مادة فنية تتراوح بين الموسيقى والغناء والمسرح اختارت المندوبية الجهوية للثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة أن تنظم برنامجا صيفيا تنشيطيا يحتفي في أبعاده الترفيهية بالكتاب من خلال تخصيص مواقع بشواطئ الضاحية الشمالية للعاصمة وتحديدا بالمرسى لتنتصب فيها خيام تفتح لاستقطاب الأطفال والأولياء الراغبين في المطالعة والمشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية التي تنتظم على هامش التظاهرة. وهو تقريبا ما سُجّل في اليومين الأولين لتظاهرة المصيف الصيفي التي يحتضنها شاطئ المرسى من 10 إلى 19 من الشهر الجاري. وعلل محمد الهادي الجويني المندوب الجهوي للثقافة بتونس هذا التوجه، خاصة أن الدورة الحالية لهذه التظاهرة تشهد ثراء وتنوعا في البرمجة، بأن المراهنة على الكتاب في الشواطئ كآلية ضرورية للتثقيف والتعليم والترفيه لاسيما بالنسبة للناشئة. واعتبر أن خصوصية هذا المشروع الترفيهي والتثقيفي من العوامل التي يراهن عليها لتشجع المصطافين على الإقبال على الكتاب وترغب الأجيال الصاعدة منها تحديدا في المطالعة وتدفع الأولياء لجلب أبنائهم لهذا الغرض خاصة في ظل ما تجده سواحل الضاحية الشمالية من العاصمة من إقبال أعداد كبيرة من المصطافين قادمين من مختلف الجهات هروبا من قيض الشمس. لذلك جاء برنامج المهرجان متنوعا ومنفتحا على فنون أخرى على غرار الفداوي والورشات الخاصة بالرسم والسينما والمسرح وفن الحكاية والألعاب ومعارض الأقنعة والرسم الخاصة بالأطفال فضلا عن الأنشطة الترفيهية المتمثلة في بعث مدينة للملاهي وألعاب مضغوطة بالهواء لنجوم بن عمار. ويشرف على هذه الورشات المفتوحة لهذه الشريحة من رواد البحر مختصون في المجال مثل الفنان التشكيلي توفيق الكوكي وحنان بن ناجم وأميرة حشانة وغيرهم في الرسم ونزار القمري وسوسن كانون في الحكاية. كما يتضمن برنامج التظاهرة عروض فداوي منها "عرس القمر" لعروسي زبيدي و"كان يا مكان" التي يقدمها طارق الزرقاطي غدا على الساعة الخامسة بعد الزوال في شكل حكايات باعتماد محامل مختلفة فيما يقدم الحكواتي عماد الوسلاتي " حكايات وعبر" في نفس التوقيت وبنفس المكان بشاطئ المرسى يوم الأحد القادم. ولعل طرافة محور التظاهرة وجدوى هدفها المتمثل في التشجيع على الإقبال على الكتاب والترغيب في المطالعة من العوامل التي جعلت عددا كبيرا من الأولياء يجلبون أبناءهم لهذا الغرض لاسيما إذا جمعت المناسبة والإطار بين جمال البحر وأهمية الكتاب في الخيام المنتصبة على رمال الشواطئ إضافة إلى فسح المجال للأطفال للمشاركة في الأنشطة المختلفة التي تقام على هامش مصيف الكتاب.