علينا أن نعترف أوّلا ومن باب النظر إلى الأمور بواقعية ودون تزييف للحقائق حتى لا نغالط أنفسنا بأننا لم نخض الدور الأول لكأس افريقيا للأمم «غانا 2008» ضمن مجموعة رهيبة أو حديدية، بل أنه وبالنظر إلى المستوى الراهن لمنتخبات السينغال وجنوب افريقيا وأنغولا علينا أن لا ننكر أن القرعة كانت رحيمة معنا وأوقعتنا مع منافسين في متناولنا. غير أن هذا لا ينفي أننا تأهلنا على رأس مجموعتنا رغم بدايتنا الصعبة، إذ بعد التعادل الذي اختطفناه بشق الأنفس في الجولة الافتتاحية أمام السينغال، تداركنا الأمر سريعا أمام جنوب إفريقيا وحققنا الانتصار الذي فتح لنا أبواب الترشح الى الدور نصف النهائي على مصراعيها. ولذا يمكن القول الآن أننا اكتفينا في الدور الأول بالمهم بما أننا لم نظفر إلا بانتصار وحيد.. أمّا الأهم فهو لقاء الحقيقة الذي ينتظرنا مساء الاثنين القادم ضد المنتخب الكامروني. فهذا اللقاء سيدور كما أراد الإطار الفني لمنتخبنا ولاعبوه بتامالي، وضد منافس نعرف جيّدا أنه يزخر بالمهارات الفردية بقيادة نجمه الرهيب صاموال ايتو، ولكنه يشكو نقصا كبيرا على مستوى اللحمة والانسجام واللعب الجماعي لأنه يستمد قوّته أساسا من مواهب لاعبيه وطاقتهم الهائلة كل على حدة وليس كمجموعة. وهذا بالذات بيت القصيد... لأن المهارات الفردية كثيرا ما تذوب عندما تجد أمامها منافس يستمدّ قوّته من الروح القتالية والجماعية للاعبيه. أليس كذلك؟