عاد «الشنقال» إلى العمل منذ مدّة وتكثّف تدخّله لرفع السّيارات في هذه الأياّم بسبب تدفّق عشرات السّيارات يوميّا على مدينة بنزرت وخاصّة في الفترة الصّباحية للتّسوّق و قضاء الشّؤون. وقد أصبح عمل الشّنقال أكثر سرعة وتضاعف عدد ضحاياه من السّيارات وأصحابها باعتبار بداية استغلال مستودع الحجز الجديد. و تدخّل الشّنقال لرفع السّيارات المخالفة لعلامات الوقوف يزيد من تذمّر عديد السّوّاق الذّين يعتبرون أنّ عدم ايجاد موقف لسياراتهم نتيجة عدم شغور الأماكن التي يسمح فيها بالوقوف يجعلهم يتوقّفون في أماكن ممنوعة لقضاء شؤونهم التّي لا تستغرق سوى بضع دقائق. وكم من مرّة يلحق صاحب السّيارة بالشنقال في آخر لحظة وهو يهمّ برفع سيارته. أمّا من جهة العاملين بالشّنقال فهم يؤكّدون لأصحاب السّيارات المحتجّين والرّافضين أحيانا دفع مبلغ الحجز المقدّر بثلاثين دينارا أنّ الرّفع لا يتمّ سوى في الأماكن التّي فيها علامة واضحة ومرئية تحجّر الوقوف وتعلنها مساحة تخوّل تدخّل الشّنقال ورفع السّيارة غير أنّ أصحاب السّيارات الذين رفع الشّنقال سياراتهم يصرّون على أنّ وقوفهم في هذه الأمكنة هو مجرّد توقّف إضافة إلى جهل العديد منهم بالأماكن التي يتدخّل فيها الشنقال باعتبارهم من الزّوار والوافدين على المدينة. و الحقيقة فقد لاحظنا أنّ تدخّل الشّنقال يصبح في عدّة حالات ضروريا لتسهيل حركة المرور حيث يتكرّر يوميّا في مفترقات معيّنة تعطّل حركة المرور لوقت ليس بالقصير ويتشكّل طابور من السّيارات فيتسبب ذلك في عدم قدرة الحافلة ذات العربتين المرور مثلا كأن تتوقّف إحدى السّيارات في منعطف الشّارع أو النّهج وهذا ما يعيشه يوميا تقربيا الناس بنهج صالح بن علي مع الحافلة رقم 15 فيقع وحينئذ يتم الاستنجاد بالشنقال ويصبح تدخّله بمثابة المنقذ للسّوّاق. وقد يكون الحلّ في رأينا لأصحاب السّيارات حتى يتفادوا الشّنقال وخطيّة الثلاثين دينارا عند عدم التّوفّق في ايجاد مكان لسيارتهم يسمح فيه بالوقوف أن يأخذوا سيارتهم بأنفسهم إلى مستودع الحجز مقابل دفع دينار واحد فقط باعتبار أنّ مستودع الحجز يشتغل أيضا مستودعا للسيارات بمقابل وهو لا يبعد سوى أمتار قليلة عن قلب مدينة بنزرت.