تنطلق غدا الاثنين الدورة 46 من مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية العربية وقد راعى الساهرون عليها عند اختيار برنامجها جملة من الأبعاد لعل أهمها بعدها الدولي والمالوف المغربي وكذلك الموسيقى العربية التقليدية. هذه الأبعاد ستتجسم في تسعة عروض تنطلق بعرض مالوفي لماهر الهمامي الذي سيقدم عرضا يروي تاريخ الأجيال المتعاقبة على المالوف بتستور. هذا الفن الذي يعشقه كل سكان المغرب العربي وتوارثه سكان تستور ابا عن جد منذ ولجها الاندلوسيون هاربين بخصوصيات حضارة ازدهرت كثيرا في اسبانيا و وزعوها على مدن كثيرة من المغرب العربي حيث استقر بهم المقام ومثلما ورثت عديد المدن في المغرب والجزائر وليبيا عنهم أنواعا عديدة من المآكل والحلويات وفنون الطبخ ورثت عنهم مناطق أخرى أنواعا من الأقمشة والملابس والصناعات التقليدية ومناطق ثالثة أساليب الكتابة والشعر والإبداع بصفة عامة ورثت تستور عنهم الفنون والمالوف بصفة خاصة. تمسك بصبغة المهرجان لقد عملت مدينة تستور على المحافظة عل المالوف على مدى 46 سنة هي عمر مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية العربية بكثير من الصبر اذ ليس من السهل التمسك بالاختيارات وفرض هذا النوع من الفن الراقي على أذن تعودت على الإيقاعات الصاخبة والسريعة وعلى ألوان وأنماط أخرى من الموسيقى التي لا تجد صعوبة في استعمار أذن السامع وخاصة الشباب حتى أصبح هذا المهرجان ذو قضية لا صبغة ترفية بحتة وهي قضية المحافظة على المالوف ونشره والمساعدة والتشجيع على صموده باعتبار أن المهرجان يستضيف سنويا فرقا مغاربية ( ليبيا والجزائر والمغرب) وهو يستضيف هذه السنة مثلا فرقة المرحوم حسن العريبي للمالوف والموشحات والموسيقى العربية التقليدية بليبيا ويكون الموعد معها يوم 23 جويلية 2012 طبعا مهرجان تستور يتابعه سنويا جمهور غفير من المدن المجاورة لها وحتى من الولايات البعيدة وينتقل المغرمون بالمالوف من السياح الجزائيريين والليبيين ومن سكان العاصمة كل ليلة لمتابعة العروض وهي عادة ما تكون راقية وتستجيب لأذواق المولعين بهذا الفن وهو ما عملت هيئة المهرجان هذه السنة على مراعاته عند البرمجة مما يجعلنا نقطع مع خشيتنا من اندثار هذا النوع من الموسيقى وسط الموسيقات الصاخبة المسيطرة على الساحة الفنية والطارحة نفسها كبديلا.. ورشات إنشاد المالوف انه من المثلج للصدر أن تتمكن هذه الهيئة من تنظيم هذا المهرجان رغم الإمكانيات المادية المحدودة ودعم وزارة الثقافة المادي الضعيف جدا وان تتمكن من اختيار عروض متنوعة ومتكاملة تحترم روح المهرجان وخصوصياته وتستجيب في نفس الوقت لانتظارات الجمهور إن محليا أو وطنيا ومغاربيا. ومن بين هذه العروض نذكر مثلا فرقة طرابلس للمدائح والمالوف من ليبيا و فرقة شيوخ المالوف بتستور وفرقة شيوخ المالوف ببنزرت وعرض الاختتام الذي سيكون يوم 30 جويلية مع الفنان زهير الهاني ونجد فيه المالوف والأغاني التونسية الجديدة والابتهالات في البرنامج أيضا حسن الدهماني وهالة الهرماسي وحضرة توفيق دغمان ونور الدين الباجي وسمية الحثروبي. وسينتظم على هامش المهرجان معرض صور من ذاكرة المهرجان منذ نشأته إلى اليوم في قصر بلدية تستور ومعرض للفنانة التشكيلية هالة الشابي: معالم أندلسية بدار الثقافة بتستور وورشات رسم لمعالم أندلسية بتستور وتكوين مجموعة من الشبان في إنشاد المالوف .تنطلق يوم 16 جويلية الحالي وتتواصل إلى غاية يوم 31 منه.