صادق المؤتمر التاسع لحركة النهضة أمس على أغلب اللوائح بنسبة كبيرة جدا تقارب الإجماع وفقا لما أكده رئيس المؤتمر عبد اللطيف المكي بعد ظهر أمس ومن المنتظر أن تكون قد تمت المصادقة على بقية اللوائح في ساعة متأخرة من الليلة الماضية. وقد شكل المؤتمر 6 لجان لمناقشة 6 لوائح وهي اللائحة الداخلية والنظام الداخلي واللائحة السياسية واللائحة العامة واللائحة الاقتصادية ولائحة المهجر واختار المؤتمرون إصدار لائحة ثقافية مستقلة داخل اللائحة المجتمعية وفقا لما أكده القيادي العجمي الوريمي. ولئن حسم المؤتمر التاسع في عديد المسائل المصيرية فانه أجل الحسم في ملفات أخرى اعتبرتها قيادة الحركة موضوعية. وكان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة قد دعا في افتتاح المؤتمر التاسع للحركة الذي حمل شعار «مستقبلنا بين أيدينا» إلى «المصالحة الوطنية» و»الوفاق» بين الفرقاء السياسيين ووجه رسالة طمأنة للشعب التونسي. محمد صالح الربعاوي وليد البناني : حدث تاريخي اعتبر ان المؤتمر التاسع للحركة مثل حدثا تاريخيا باعتباره انعقد في مرحلة حساسة تمر بها البلاد في ظل الانتقال الديمقراطي وفي وقت تسعى فيه الحركة الى تحقيق اهداف الثورة من خلال مجتمع منفتح توافقي تشاركي. هناك اختلافات في تقييم التقريرين الأدبي والمالي هذا أمر طبيعي يحصل في مختلف الاحزاب. منصف بن سالم: قوّة كبيرة هذا المؤتمر يخدم تونس قبل كل شيء لأنه اظهر قوة كبيرة لحركة النهضة يجب ان توظف لتحقيق الاستقرار والعمل وبالتالي يجب على الحركة الآن ان تنطلق لخدمة المجتمع التونسي لان الحكومة ينتظرها عمل كبير يقطع دابر المزابل واعادة الماء الصالح للشرب. مؤتمر استثنائي بعد سنتين قرر المؤتمر التاسع لحركة النهضة عقد مؤتمر استثنائي في ظرف لا يتجاوز السنتين باعتبار ان الحركة اضطرت للنشاط بصفة سرية لفترة طويلة مما يفرض عليها في الظروف الحالية تكثيف الحوار صلب هياكلها للرفع من نجاعة عملها. تأكيد اللائحة المجتمعية على فهمها الوسطي والمعتدل تضمنت اللائحة المجتمعية التي صادق عليها المؤتمر التاسع لحركة النهضة على تأكيد المرجعية الاسلامية للحركة وعلى فهمها الوسطي المعتدل والتجديدي للاسلام وعلاقته بالتراث الاصلاحي والتجديدي في تونس. كما أكدت اللائحة على مكانة الاسرة التونسية اعتبارا لكونها اللبنة الاساسية لبناء مجتمع سليم وتغيير الصورة النمطية التي يعيشها المجتمع والاسرة التونسية المتأتية من الثقافة الاجنبية التي لا تحقق بالضرورة مكانة مرموقة للمرأة واعلاء لدور الاسرة. عبد الفتاح مورو : المؤتمر منطلق لرؤى مرحلة جديدة وصف القيادي المؤسس في حركة النهضة الشيخ عبد الفتاح مورو المؤتمر العلني الاول للحركة بالحدث الهام على مستوى تونس والوطن العربي داعيا الى اتخاذه منطلقا لبرامج ورؤى تتفق مع المرحلة الجديدة. وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية وصف الشيخ عبدالفتاح مورو المؤتمر العلني الأول لحركة النهضة بالحدث الهام على مستوى الحركة وتونس والوطن العربي؛ باعتبار أن الحركة ومنذ تأسيسها قبل أربعين سنة لم تحظ بحق المواطنة والاعتراف القانوني في حين أنها تظهر الآن ولأول مرة على الساحة ومن خلال هذا المؤتمر باعتبارها حزباً سياسياً معترفاً به. واضاف «أن حركة النهضة تتحمل جزءاً من مسؤولية الحكم بتونس وهي مطالبة الآن بأن تعتبر هذا المؤتمر منطلقاً لرؤى وبرامج تتفق مع المرحلة الجديدة... ليس بأيدينا مشروع خاص نسعى لتنفيذه بل نسعى إلى إقامة العدل بين الناس وتوفير مناخ الحرية في تونس؛ وهذه مهمة صعبة... مطلوب منا أن نسمح للشعب التونسي بأن يتحاور مع بعضه وأن ننجز الإمكانيات التي توفر لهذا الحوار الهادف، حتى نقف على رأي واحد لننفذ طموحات شعبنا. واكد مورو ان الحركة واعية بهذا العبء الثقيل الملقى على عاتقها بصفتها أول حركة في العالم العربي تصل إلى الحكم بالطريقة الديمقراطية.