ينعقد من 12 الى 15جويلة المؤتمر التاسع لحزب حركة النهضة وهو المؤتمر الاول بعد الثورة لذلك سيأخذ المؤتمر طابعا احتفاليا قد يؤثر على الجانب التقييمي والاصلاحي. وكان الشيخ عبد الفتاح مورو نبه في عدة مداخلات الى الخوف من أن يتحول مؤتمر الحركة المقبل الى مناسبة احتفالية لا لتقييم مسار الحركة واصلاح اخطائها والتصالح بين الاخوة نظرا، حسب رأيه، للعدد المرتفع للمؤتمرين وكثرة الضيوف اذ يعتبر مورو ان قضية النهضة هي قضية مشروع حضاري باكمله يعمل لفائدة المصلحة الوطنية تحت شعار ديمقراطي لا ينسحب عن الاصل الاسلامي وفي ذلك تكمن اهمية المؤتمر.
من جهته لم ينف العجمي الوريمي القيادي في حزب حركة النهضة ما ذهب اليه الشيخ عبدالفتاح مورو قائلا «عدد المؤتمرين اكثر من ألف مؤتمر واعطائهم الفرصة للتدخل بصفة مستفيضة أمر مستحيل ومع هذا سيكون المؤتمر فرصة للافكار الجديدة والمقترحات المستقبلية».
وفي رده على الشيخ مورو قال الوريمي « الاعداد للمؤتمر انطلق منذ سنة تقريبا وحتى قبل الثورة وتعددت النقاشات والحوارات في الداخل والخارج وبالتالي فان ما اعدته اللجان كان ثمرة عمل عدة اشهر ومن الطبيعي أم يكون المؤتمر العام لتتويج المؤتمرات المحلية والجهوية ثم اضاف انهم بصدد صياغة اللوائح النهائية كما سيقع تقسيم المؤتمرين الى لجان على ان تكون المداخلات قصيرة ومحدودة نظرا لضيق الوقت وهو ما قصده الشيخ مورو حسب الوريمي .
وحول أهمية المؤتمر قال العجمي الوريمي «هو مؤتمر استثنائي وتاريخي بكل المعاني فهو الاول بعد الحصول على التأشيرة والاول بعد الثورة والاول بعد الانتخابات والاول والحركة في الحكم والاول بعد لم شمل مناضلي الحركة من الداخل والخارج ومن السجون وبهذه المعاني هو لحظة تاريخية ووطنية ومن المنتظر ان تنبثق عنه قيادة جديدة منتخبة للاشراف على مستقبل الحركة وضخ افكار جديدة باعتبار الاهمية التي اكتسبتها كما انها الوحيدة تقريبا التي لم تشهد انقسامات».
وحول اسباب ومبررات تصريح الشيخ مورو اضاف الوريمي «الشيخ مورو فاعل بالحضور وبالغياب فما بالك كمؤتمر يتمتع بجميع الصلاحيات وستتاح له الفرصة للالتقاء بنخب الحركة وابنائها وستكون له كلمة وموقف».
الحزب الشعبي الأوروبي من أهم الضيوف
في معرض حديثه عن ضيوف المؤتمر قال الوريمي «وجهت الدعوة لاحزاب كبيرة في العالم وعلى المستوى العربي والاسلامي من مصر والجزائر والسودان وليبيا وفرنسا والمانيا وهي احزاب عبرت عن رغبتها في التفاعل مع الحركة على غرار الحزب الشعبي الاوروبي وهو اكبر كتلة برلمانية في البرلمان الاوروبي الذي زار تونس وتحادث مع مسؤولي النهضة وتقاسم معنا المبادئ والقيم وتبادلنا الزيارات والحزب الاشتراكي الفرنسي وجماعة الاخوان المسلمين وحزب العدالة والحرية ... ومن تونس سنوجه الدعوة لكل الاحزاب والجمعيات والمنظمات وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي سيكون مشاركا في حفل الافتتاح».
اما القيادي الصادق شورو فقال في نفس السياق « سيكون المؤتمر تاريخيا في مسار الحركة الاسلامية في تونس لعدة اعتبارات فهو اول مؤتمر علني للحركة داخل البلاد وهي في موقع ممارسة السلطة في اطار الائتلاف الحاكم كما ان هذا المؤتمر سينظر في ملفات كبرى تهم مستقبل الحركة باعتبارها حركة إسلامية شاملة وهي حزب سياسي في صدارة المشهد السياسي في البلاد».
كما نفى شورو وجود صراع للأجنحة داخل الحركة قائلا: «الأصح ان نتحدث عن اختلاف الرؤى العامة التي تحدد مسار الحركة وهذا امر يعكس الثراء الفكري داخل الحركة والامكانيات المتاحة لها في توجهاتها السياسية العامة وفي هذا الصدد يمكن ان نسجل ان الحركة بقيت موحدة سواء على مستوى قيادتها اوقواعدها رغم الحملات الامنية والاستئصالية التي تعرضت لها سابقا».
وحول الجانب التقييمي للمؤتمر قال «هذه المرحلة قصيرة ولا يكمن ان تمكننا من تقييم صحيح لاداء الحركة وهو يتطلب فترة زمنيةطويلة والتقييم اليوم يتناول اساسا اداء الحركة في سنوات مل قبل المحنة لاستخلاص العبرة منها».