في وقت كان فيه قادة الاتحاد الافريقي يعقدون قمتهم السنوية في اديس ابابا.. كان القتال فيه على اشده في عدة مواقع في افريقيا وخاصة في كينيا والتشاد.. واذ يقوم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بجهود شخصية لمحاصرة النزاعات المسلحة في القارة السمراء.. ويتحول بنفسه الى كينيا للتوفيق بين زعماء الفرقاء المتصارعين.. فان الانباء القادمة من نيروبي ونجامينا لا تنبئ بسير الاوضاع نحو التهدئة في هذين البلدين الافريقيين.. واذا كانت احداث كينيا انفجرت اساسا بسبب خلافات حول نتائج الانتخابات فان الاوضاع في التشاد تبدو اكثر تعقيدا.. اذ تتداخل فيها الاعتبارات الداخلية والاقليمية والدولية.. وهو ما يفسر تحرك القوات الفرنسية علنا لدعم مواقعها في العاصمة التشادية.. فيما اعلن عن قرب وصول تعزيزات جوية وبرية فرنسية وحوالي 3700 من عناصر القوة العسكرية الاوروبية "أوفور"Eufor التي من المقرر أن تركز على حدود السودان.. التي اتهم المتمردون بالولاء لها وبالانطلاق من أراضيها.. كما أعلن في باريس عن اجتماعات بين الرئيس ساركوزي ووزيريه للدفاع والخارجية وقائد الاركان الفرنسي لبحث تعزيز دور القوات الفرنسية والاوروبية في التشاد.." التي تربطها بفرنسا معاهدة دفاع مشترك".. وحسب بعض المصادر فان سفيري واشنطن وباريس بصدد التنسيق لمواجهة مختلف سيناريوهات تطور الاحداث في التشاد.. وياتي اهتمام الولاياتالمتحدة بمناطق النفوذ الفرنسية التقليدية في افريقيا بعد أن ركزت بدورها حضورا عسكريا كبيرا في جيبوتي حيث واحدة من اهم القواعد الفرنسية في الخارج وبعد أن نوعت اشكال اهتمامها بمستقبل افريقيا الاقتصادي والسياسي.. خاصة بعد الاعلان عن اكتشاف ثروات باطنية مغرية فيها منها النفط والغاز والمعادن الثمينة لا سيما في اقليم دارفور السوداني المجاور للتشاد.. غانا وموريتانيا.. فضلا عن المخزون الهائل في ليبيا والجزائر المجاورتين للتشاد.. لكن في كل الحالات فان من واجب الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي التحرك بسرعة لضمان سلامة ملايين من سكان التشاد وكينيا اجبروا على النزوح.. أو العيش تحت الرعب.. بسبب شراسة المعارك.. بين الميليشيات والجيوش النظامية المحلية والاجنبية.. ان مئات الملايين الافارقة ليسوا في حاجة الى مزيد من الحروب والنزاعات المسلحة بين القوى التي تتصارع على ثرواتهم ومستقبلهم السياسي.. بل الى خطة للتنمية الاقتصادية.. والنهضة الصناعية والزراعية.. مثلما جاء في الكلمة التي توجه بها رئيس الدولة زين العابدين بن علي الى القمة الافريقية في اديس ابابا الاسبوع الماضي..