دعت لجنة الحقوق والحريات في المجلس التأسيسي يوم 19 جويلية 2012رابطة الكتاب التونسيين الأحرار لحضور جلسة استماع تخص مسألة الثقافة والحريات هذه الجلسة حضرها إلى جانب الرابطة ممثلة في شخص كاتبها العام الأديب محمد جابلي مثقفون ينتمون الى الفنون السبعة من بينهم المخرج المسرحي الفاضل الجعايبي وممثلين عن الفنون التشكيلية والمسرح وبالمناسبة قدمت الرابطة الورقة التالية : «تشكر رابطة الكتاب التونسيين الأحرار لجنة الحقوق والحريات في المجلس التأسيسي على دعوتها لحضور جلسة استماع تخص مسألة الثقافة والحريات... وتذكر بدورها وتجربتها في مقاومة الاستبداد المسلط على الكتاب والمثقفين منذ تأسيسها سنة ألفين، حيث ظلت محاصرة وممنوعة لمدة تزيد عن العشر سنوات... وفي ذلك تأكيد على دور الكتاب والمبدعين والمثقفين وعلى دور الفن والأدب وسائر ألوان الإبداع في مقاومة الدكتاتورية وشتى ضروب التسلط والمسخ والتهميش... وارتبط صمود الرابطة بإيمانها الراسخ بدور الفكر والفن في مقاومة الاستبداد وبأولوية الحرية والاستقلالية في كل منجز إبداعي إنساني. فلم يخطر في ذهن شاعرنا الخالد ابي القاسم الشابي، بأن بيته الشهير «إذا الشعب يوما أراد الحياة...» سيترجم إلى صياغة شعبية بعد عشريات- في شعار يدوي بين مشارق الأرض ومغاربها في ذلك الإيقاع الجميل والمخيف «الشعب يريد إسقاط النظام» ونحن هنا جميعا من فعل تلك الإرادة. في ذلك تأكيد على دور الكلمة في نحت الوعي الفردي والجماعي...لأن قدر الكاتب الحقيقي كما قال أحد هم- أن يقف دوما في صف الخاسرين، وصف الخاسرين هو صف الحقيقية المغيبة في التاريخ البشري، هو صف المظلومين والمحرومين...» ولفت الأديب محمد الجابلي الانتباه في تلك الورقة الى دور الثقافة في نحت الكيان السليم والمتوازن، وقال ان في غياب ذلك الدور خطر كبير يهدد ناشئتنا، ونعني به خطر فقد المراجع والقيم الكبرى وعلى رأسها القيم الفنية والجمالية... فتغييب دور الثقافة كالظلم في نظرية بن خلدون، مؤذن بخراب العمران، لأن الفراغ الذي يهدد الكيان يضعه على حافة التطرف بأوهامه الكثيرة ومنها وهم امتلاك الحقيقة، وبداية الانزياح من التفكير بما فيه من اجتهاد التدبر إلى التكفير وما فيه من خطر التناحر. سؤال عن الضوابط الممكنة للحرية... وأضاف الجابلي : « وكل تلك القيم، لا تبنى إلا مع الحرية، التي هي، من أوكد شروط الخلق والإبداع والتجديد، لأن القدرة الإبداعية مغامرة وجودية ووجدانية لا تحد بحد، فيها تطلع وتجاوز وخيال وحلم وبعض الوهم...ولا حارس ولا سياج لكل ذلك سوى ضمير المبدع ومسؤوليته في علاقته بلحظته التاريخية.» وتوجه الى اعضاء المجلس التاسيسي الذين تكونت منهم لجنة الحقوق والحريات وقال:»وانطلاقا من مسؤوليتكم الخطيرة في هذه اللحظة الحاسمة، ننتظر من حضراتكم الدفاع عن تلك القيم الكبرى التي ستؤسس لمستقبلنا وضمان مبادئها في الدستور ومن أهمها: - اعتبار الثقافة بمجالاتها شأنا عاما لا تقل أهميته عن الشؤون الأخرى كالتعليم والصحة والشغل ...وضمان حق المواطن فيها. - ضمان حرية التفكير والإبداع وحماية المبدعين من كل إكراه. - حماية الملكية الفكرية والأدبية وضمان حقوق أصحابها. - حماية الموروث الثقافي ومعه الموروث التراثي والحضاري الأثري باعتبارهما كسبا وطنيا. - دسترة الحقوق الثقافية بما يضمن وصولها الى كل الجهات عبر مجالس منتخبة جهويا ووطنيا وضمان التشريك الفاعل لهيئات ومنظمات القطاع الثقافي... وفي تصريح خاص بالصباح قال محمد الجابلي : « لقد اقترحنا جلسة استماع من خلا أصدقائنا في المجلس وأولهم الشاعر مراد العمدوني عضو المجلس الوطني التاسيسي حيث التقينا مؤخرا في قليبيا وتحادثنا في ضرورة تفعيل المقترحات والاستشارات لأن هذه الأيام القريبة ستصاغ الفصول المتعلقة بالثقافة والحريات والإبداع...واقترحت تشريك رابطة الكتاب الأحرار وكان مراد متحمسا لذلك فسعى إلى تفعيل الأمر...وهكذا كان اللقاء جيدا خاصة وان بعض النواب واصلوا الحوار معنا بعد الجلسة الرسمية وقد لمسنا تفاعلا ظاهرا مع ما اقترحنا.» وفي إجابة عن محتوى الورقتين اللتين قدمهما الجابلي في نهاية الجلسة قال:»انا قدمت خبرين مع الورقة قرأتهما من كتابي القديم الحنين البدائي في الأول إعلان لخطر امتلاك الحقيقة وفي الثاني فضيلة التسامح والخبران من تاريخ الطبري ركزت على مسألة وهي ان الخطر على المقدسات لا يأتي من المعرفة او الفن ...لكن الخطر الحقيقي يأتي من الجهل والتخلف والمحدودية.» وفي ختام الحديث قال انه طالب بدسترة الحقوق الثقافية لضمانها لكن العناية الأهم خلال الجلسة كانت بموضوع حرية الإبداع والسؤال عن الضوابط الممكنة لتلك الحرية...وكان الاتجاه ان حرية الإبداع لا قيد لها سوى ضمير الفنان المبدع.»