في عملية اعتبرت الأولى من نوعها في تاريخ الثورات والمحاكمات التي تليها قررت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق شهداء وجرحى الثورة التونسية "لن ننساكم" بالتعاون مع عائلات الشهداء والجرحى تنظيم حملة تبرعات تحت عنوان "خلّص الكرطوشة" لجمع ثمن الرصاص الذي أصاب فلذات أكبادهم إبان الثورة على نظام الرئيس المخلوع على أن يقع تسليم جملة هذه التبرعات إلى الرؤساء الثلاثة المرزوقي والجبالي وبن جعفر. و تأتي هذه الخطوة الاحتجاجية تصعيدا على"اللامبالاة بملف الشهداء والجرحى والمحاكمات المسرحية لقتلة أبنائنا" حسب ما أفادنا به علي المكي رئيس جمعية"لن ننساكم"، مضيفا أنه"بعد الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية الإبتدائية بالكاف يوم 13 جوان 2012 والمحكمة العسكرية الدائمة بتونس يوم 19 جويلية 2012 في ما يتعلق بقضايا شهداء وجرحى الثورة بولايات القصرينوالقيروان والكاف وتونس وبن عروس وأريانة ومنوبة ونابل وسوسة وبنزرت والمنستير وزغوان التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها محاكمات لم تكشف لنا حقيقة من جرح ومن قتل أبناءنا فإننا وبحكم الإحباط الذي ملأ قلوب الجميع عزمنا في إطار تصعيد الاحتجاج بطرق حضارية على تنظيم حملة تبرعات لجمع ثمن الرصاص الذي قتل وجرح آباءنا وإخوتنا وأبناءنا زمن الثورة وتسليم المبلغ ل"الرؤساء الثلاثة"، وهكذا يمكن أن نعتبر أن شهداءنا وجرحانا قد أصابوا أنفسهم ولم يصبهم"بوليس المخلوع"، في إشارة منه إلى بقاء جل قضايا قتل الشهداء رغم المحاكمات بلا قاتل على غرار قضية شهداء الكرم وقضية شهيد القيروان وغيرهما. يذكر أن أحداث الثورة التونسية خلفت 332 شهيدا بمن فيهم من قتلوا حرقا واختناقا وبالرصاص داخل السجون إضافة إلى حوالي 3200 جريح حسب ما ورد بتقرير لجنة بودربالة.