دخل فريق العمل في المراحل الأخيرة لتحضير عمل فني فرجوي يحمل عنوان "توانسة أكسيون". وهو عرض عن فكرة ونص إخراج لعبد الحفيظ حساينية يعتمد الفنون القتالية الحية من خلال اللوحات الراقصة والموسيقى والغناء. ويتمحور موضوع هذا العرض حول تونس اليوم في ظل التجاذبات والانقسامات التي طغت على الأوساط السياسية مما كان له وقع كبير في الأوساط الثقافية والاجتماعية. ليكون هذا العرض بمثابة دعوة صريحة للمواطنة وجعل صورة تونس مشعة وفسيحة تكفل العيش لكل التونسيين على اختلاف شرائحهم الاجتماعية والعمرية وميولاتهم الثقافية والحزبية لدرء الانقسامات والتشرذم الذي يهدد مصلحة البلاد والمواطنين على حد السواء. والطريف في هذا العرض الفرجوي الذي يعتمد على لغات الموسيقى والجسد والكلمة الهادفة أنه لا يعتمد على ممثلين أو فنانين مثلما هو معمول به في أغلب العروض الفنية الفرجوية وإنما يجسه على الركح مجموعة من الرياضيين ممن برعوا في فنون الرياضات القتالية في نوادي وجمعيات على غرار أسامة الطاهري الذي يشغل حاليا خطة مدرب وطني في رياضة الكونغ فو ومجموعة أخرى ممن يتعاطون نفس الرياضة. ويتولى الإشراف على إدارة الرياضيين الممثلين في هذا العرض الممثل القدير محمد السياري نظرا لأن جل الوجوه المشاركة في العرض لم يسبق أن تعاطت مع العروض الفنية باستثناء الطاهري الذي سبق أن شارك في عرض مشابه "نسر من قرطاج" فيما يتولى الجانب التقني والإضاءة والتوضيب الركحي المسرحي فرحات الجديد. ويتضمن العرض لوحات تجمع بين الإيقاع الموسيقي والتعبير الجسماني الذي يعتمد على الحركة المجسمة لفنون الدفاع الحية مباشرة على الركح تجسيما لمعاني الأغاني المسجلة التي اختارها مخرج العرض لفنانين تونسيين أغلبهم يعيشون في المهجر على غرار الفنان أكرم ماغ الذي يعيش بباريس وسبق أن تعامل مع الشاب خالد في أغنيته "تحية للأحرار" وغيرها من الأغاني الهادفة الآخرى التي ينبني عليها العرض خاصة منها التي تتغنى بالوطن وبقضايا المجتمع وشباب تونس في المهجر وتونس اليوم. ومن المنتظر أن يكون هذا العمل جاهزا في بداية شهر سبتمبر القادم للمشاركة في تظاهرات ثقافية ليكون أول عرض يوم 9 من نفس الشهر بالمسرح البلدي بالعاصمة.