إلى غاية صباح يوم أمس السبت مازال المعبر الحدودي براس جدير بمعتمدية بن قردان بدون نشاط في الاتجاهين ماعدا السماح بالمرور للحالات الاستثنائية اضافة الى تمكين التونسيين بالعودة الى تونس والليبيين الى ليبيا. وأمام هذه الوضعية كثرت التعاليق والتساؤلات من طرف المواطنين والتجار خاصة من معتمدية بن قردان والمدن المجاورة والذين تعودوا على التحول الى ليبيا عبر هذا المعبر لجلب البضائع لبيعها بالسوق المغاربية ببن قردان الذي تأثر كثيرا جراء هذا الغلق، نفس الشيء بالنسبة للاسواق القريبة من المعتمدية ؛ هذا الركود التجاري شمل ايضا تجارا من عديد جهات الجمهورية من مختلف الاختصاصات والذين توقف نشاطهم في اتجاه ليبيا.
ويرى المتتبعون لهذه المسألة ان تواصل غلق المعبر الحدودي براس جدير من شأنه أن يؤثر سلبا على المبادلات التجارية في الاتجاهين وخاصة بالنسبة ل"التجار الصغار" الذين يعيشون من ليبيا بجلب السلع والمحروقات وبيعها في تونس؛ كل هذا من شأنه أن يساعد على عمليات تهريب وبالتالي ارتفاع اثمان المواد التي يتم استقدامها من ليبيا.
كما ان الغلق سيؤثر ايضا على عدد كبير من المواطنين التونسيين لذين تعودوا اقتناء العديد من حاجياتهم من البضائع التي يتم جلبها من ليبيا لأن أثمانها "مرفقة" وتساعده على تعديل ميزانيته خاصة في شهر رمضان المعظم وباقتراب موعد عيد الفطر المبارك. على صعيد آخر لابد من الاشارة إلى أن العديد من المتتبعين لوضعية التي يعيشها المعبر جعلتهم يتساؤلون : لماذا الاطراف الليبية المسؤولة اتخذت جملة من الإجراءات تجاه السيارات التونسية ولا تتعامل بها في المعبر الحدودي في وازن الذهيبة من ولاية تطاوين الذي تميز نشاطه بسير نسق عادي وبطيء في الاتجاهين مع تراجع كبير لليبيين الوافدين على تونس من المناطق القريبة لهذا المعبر. أمام هذه المسائل المتصلة بنشاط المعابر الحدودية بين تونس وليبيا يأمل كل من له علاقة بهما خاصة بالمعبر الحدودي براس جدير أن تعمل الأطراف المعنية التونسية والليبية على إيجاد حلول على أسس واضحة وصحيحة من شأنها أن تساعد على عودة النشاط لهذا المنفذ في أقرب الآجال لما فيه خير وصالح البلدين.