في الوقت الذي اعتقدنا فيه أننا طوينا صفحة الرقابة و»الصنصرة» وسياسة «المقص» مع العهد البائد كشف المخرج نعيم بن رحومة ل»الصباح الأسبوعي» أن مصلحة المشاهدة «صنصرت» لقطات من مشهد من الحلقة الثامنة من مسلسل «عنقود الغضب» تظهر فيه راقصة بطريقة و»حشية « وفظيعة بتعلة الإثارة رغم أنها أقل إثارة من مشاهد في فيلم «رابعة العدوية» أو «الرسالة» على حدّ وصفه. وعبر بن رحومة عن استيائه الشديد من هذه الأساليب الرجعية التي خلنا أننا ودعناها مع رحيل الطاغية المخلوع والتي لا تتماشى مع أهداف الثورة وحرية الرأي والتعبير التي ناضل من أجلها الشعب بصدوره العارية . عمل دنيء وحقير وأضاف «من العار أن تعود التلفزة إلى نفس ممارسات العهد البائد وتلجأ إلى الرقابة التي تظل عملا دنيئا وحقيرا لتدخل تعديلات مسقطة ومتعسفة فنيا وتقنيا على محتوى الحلقة دون إعلام المخرج واستشارته في الأمر.. واليوم لابد أن نكون حريصين على عدم تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة لأننا بمثل هذه العقليات والأساليب يصبح حديثنا عن الثورة «يضحك» مما يدفعنا إلى طرح تساؤلات مفحمة تستدعي مراجعة أمورنا «. وندد اغلب العاملين بالتلفزة بهذا الفعل الشنيع الذي أكد إن صناعة الصورة ما زالت تحت سيطرة عقول لا تحترم الصّورة ولا تعي قوانينها ومكوّناتها وطالبوا الأطراف المسؤولة بتحمل مسؤولياتهم بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصلحية التي قد تحركها غايات إيديولوجية وسياسية. النقابة الأساسية تدين وكانت النقابة الأساسية لأعوان الإخراج والتصوير التلفزي قد عبرت عن إدانتها لهذا التصرف المنافي لأبسط مبادئ حرية الإبداع والتعبير والمنتهك للأعراف المهنية وللتشريعات الجاري بها العمل. كما نبهت النقابة للخطورة الشديدة التي تمثلها مثل هذه التصرفات المتجاوزة لصلاحيات المخرج والمنتهكة لمضمون الأعمال الفنية وخاصة في ظل التراخي الحاصل في الدفاع عن حق الإبداع والحريات مقابل بداية استرجاع عقلية الرقابة والصنصرة ومنطق الحسابات لمواقعها السابقة سواء في ذوات المهنيين أو في دواليب الإدارة وتوجهات مسؤوليها. وطالبت النقابة بالإسراع في الاتفاقيات الممضاة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة حول تغيير تركيبة مجلس إدارة التلفزة التونسية مع تأكيدها على حتمية دسترة حرية الرأي والتعبير.